"منّة الله" فقدت والديها وأنقذها "ستالايت" !

"منّة الله" فقدت والديها وأنقذها "ستالايت" !
غزة - خاص دنيا الوطن-اسامة الكحلوت

براءة الاطفال تحملها عيونهم وملامحهم البريئة التى يعرفها جيش الاحتلال الاسرائيلى طوال حربه الاخيرة على القطاع ، فنظرات الاطفال الذين يتلقون العلاج داخل المستشفيات تتسائل باى ذنب يقتل والدى واجرى عدة عمليات جراحية وانا بداخل منزلى .

هى كلمات ونظرات ليس لطفل واحدمن القطاع بل لكل الاطفال الذين اصيبوا خلال الحرب ، ووجهوا رسائل لكل العالم عبر الاعلام العالمى بضرورة التحرك لنجدتهم ليعيش اطفال غزة كباقى اطفال العالم بعيد عن الحروب .

ففى يوم الـ24 من رمضان الموافق لـ23 من تموز/ يوليو، فيما نجت منة الله محمدابو ريدة من الموت المحقق ، بعد التقفها ستالايت المنزل الموجود على السطح ، بعد استهداف المنزل ببرميل متفجر القته طائرة من نوع اف 16 على منزل الاسرة الواقع فى حى بنى سهيلا تل رميدة ، ليرتقى شهيدا  الاب محمد ابو رميدة  " 23 عاما "، وزوجته شامة " 20 عاما " ، حيث جلس الاثنين فى غرفتهما برفقة طفلتهم منة الله ، فيما جلست ابنتهم الكبرى حنان برفقة جدتها فى غرفةاخرى داخل المنزل ، ليكتب لهم الحياة .

برميل لم يبقى الحياة داخل المنزل ، واستشهد الوالدين على الفور الا ان عناية الله شاءت بان تنجو الجدة والابنة الكبرى ، بعدما طاروا خارج المنزل من شدة الانفجار .

وقال رامز ابو ريدة " 29 عاما " ابن عم الشهيد لدنيا الوطن والذى يعمل فى مجال الكهرباء بالقرب من المنزل المستهدف ، ان الشهيد هو وحيد ابويه ويتيم ، وتعيش والدته داخل المنزل نفسه ، وفى لحظة الانفجار طارت الطفلة منة الله من قلب المنزل لتحيطها عناية الله لتصل باعجوبة للستالايت الذى التقف الطفلة التى لم تتم عاماها الاول لحظة الاستهداف .

وقد اتمت الطفلة منة الله عامها الاول داخل مستشفى المقاصد بالقدس ، والذى تم تحويلها اليه بعد اصابتها بكسور بالقدم واليدين واصابة بالغة فى الرأس ، ورافقها فى رحلتها العلاجية جدتها ام والدتها ، فيما استقرت جدتها ام والدها برفقة شقيقتها الكبرى فى منزل مجاور لمنزلهم الذى تم قصفه .

وما زالت الطفلة منة الله تستلقى على سريرها لا تعلم ما يدور حولها ولا تتحدث نظرا لصغر سنها ن وتنتظر رحمة الله فى علاجها وخاصة العمليات التى تتعلق بالمخ ، بعد كسر الجمجمة وخروج مخها .

واشارت جدتها المقيمة مع منة داخل المستشفى فى حديثها لوسائل الاعلام إلى أنهم وجدوا والد منة الله بعد يومين أسفل الركام بعمق ثمانية أمتار، أما والدتها فوجدت بعد ثلاثة أيام في عمق خمسة أمتار، موضحة "لم تصاب جدتها وشقيقتها سوى بآثار الركام".

وتطرقت الجدة ام محمود فى حديثها عن الوضع الصحى للطفلة قائلة " خضعت لعملية جراحية لجبر الكسر وإعادة الدماغ لمكانه وتم زراعة شبكية لها، ولكن يدها وساقها اليسرى لا تتحركان ولم نعلم بعد هل هو شيء مؤقت أم شلل دائم، ولاحظت حديثًا عدم التفاتها للصوت ما يثير الشك بأنها فقدت السمع، ونحن بانتظار أخصائي لفحصها وعلاجها إذا لزم الأمر".

وستحمل الطفلة منة الله طوال حياتها اصابة لن تنسيها ما حدث لها ، وتذكرها بفقدان والديها طوال الحياة ، فيما تجسد منة الله حالة من الاف الحالات المماثلة للاطفال فى غزة.

التعليقات