الميزان يطالب المجتمع الدولي بالعمل على إنهاء الاحتلال وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين

رام الله - دنيا الوطن
توقف العدوان الاسرائيلي عند تمام الساعة السابعة من مساء الثلاثاء الموافق 26/8/2014 وتوقفت معه أعمال القتل والتدمير، التي مارستها قوات الاحتلال على نطاق واسع، حيث استهدفت المدنيين بشكل مباشر ومتعمد وقتلت المئات منهم داخل منازلهم، كما دمرت المنازل السكنية على رؤوس ساكنيها، وشرعت في عمليات تدمير منظم للمنازل السكنية بل وشرعت في تدمير الأبراج السكنية بشكل ينتهك أبسط قواعد القانون الدولي الإنساني وعلى نحو لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال. 

كما استهدفت المنشآت الصناعية والتجارية والمرافق الحكومية ومزارع الدواجن والعجول، والمزروعات بشكل منظم وواسع النطاق. كما دمرت شبكات توزيع التيار الكهربائي وشبكات توزيع المياه وخلقت واقعاً كارثياً تتضاعف فيه معاناة السكان، ولاسيما المهجرين قسرياً الذين هدمت منازلهم ولجئوا لمراكز الإيواء.

ويقدر مركز الميزان استمرار هذه الأوضاع الإنسانية الكارثية لأشهر قادمة في ظل تدمير آلاف الوحدات السكنية، وفي ظل انعدام البدائل فإن النازحين سيمضون أشهر في أوضاع لاإنسانية وتشكل مساساً بالكرامة الإنسانية. والمركز يشدد على أن تأخر عمليات غوث قطاع غزة وتزويده بالبدائل يمكن أن تقوض العام الدراسي وفي الوقت نفسه تضاعف من معاناة المهجرين قسرياً ولاسيما النساء والأطفال وكبار السن والمرضى وذوي الحاجات الخاصة.

وتشير أعمال الرصد والتوثيق التي واصلها مركز الميزان طوال العدوان - وبعد تدقيق أسماء الشهداء وتصنيفهم مع منظمات حقوق الإنسان الزميلة - إلى ارتفاع أعداد الضحايا ليصبح عدد الشهداء (2168) شهيد دون احتساب (7) شهداء مجهولي الهوية جرى دفنهم في رفح ولم يتم التعرف عليهم حتى تاريخه، من الشهداء (521) طفلاً، و(297) سيدة. وبلغ عدد المدنيين من الشهداء (1666) شهداء. ومن بين الشهداء (999) قتلوا داخل منازلهم، من بينهم (329) طفل و(212) سيدات. كما قتل (233) شخصاً عند مداخل منازلهم أو بينما كانوا يحاولون الفرار منها. هذا ويتوزع الشهداء حسب المحافظة على النحو الآتي شمال غزة (352) شهيد، غزة (483) شهيد، الوسطى (295) شهيد، خان يونس (599) شهيد، رفح (439) شهيد.

كما بلغ عدد الجرحى وفقاً لإحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية (10918) جريحاً، من بينهم (3312) طفل و(2120) سيدة، وبلغ عدد المنازل المستهدفة بشكل مباشر (1082) من بينها ثلاثة أبراج تضم مئات الوحدات السكنية، وعدد المنازل المدمرة بشكل كلي (2853) منزل، يشار أن هذه الأرقام أولية لأن المنازل في المناطق التي مسحت في الشجاعية وخزاعة وبيت حانون لم يتم حصرها بعد، وبالتالي فإن العدد مرشح للتضاعف، وبلغ عدد المنازل المدمرة بشكل جزئي (8067) منزل، بالإضافة إلى آلاف المنازل التي لحقت بها أضرار طفيفة كتحطم زجاج النوافذ. هذا والجدير ذكره أن هذه الخسائر والأضرار هي نتاج عمليات الرصد والتوثيق الأولية التي يرصدها المركز في المناطق التي يمكن الوصول إليها، وهي دائماً مرشحة للزيادة.

كما دمرت قوات الاحتلال (98) مدرسة، و(161) مسجداً، و(8) مستشفيات، بالإضافة إلى خروج (6) مستشفيات من الخدمة، وهي بلسم العسكري وبيت حانون، والوفاء، والجزائري العسكري ومستشفى الدرة، وأبو يوسف النجار، بالإضافة إلى (46) مؤسسة أهلية، و(50) قارب صيد واستهداف غرف الصيادين في خانيونس وغزة وأجزاء من ميناء الصيادين في غزة. كما تضررت (244) مركبة 

واصلت قوات الاحتلال هجماتها في محافظة شمال غزة، حيث أطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية، حوالي (15) صاروخاً، منذ الساعة 12:00 من منتصف يوم الثلاثاء الموافق 26/8/2014، وحتى الساعة 19:00 من مساء يوم الأربعاء الموافق 26/8/2014- حيث أعلن الاتفاق على وقف إطلاق النار من قبل السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة من جهة ودولة الاحتلال من جهة أخرى- واستهدفت طائرات الاحتلال خلال هجماتها تجاه مناطق متفرقة من محافظة شمال غزة (العطاطرة، الشيماء، الداعور، المشروع، الغبون، مدينة الشيخ زايد في بيت لاهيا- تل الزعتر، بئر النعجة في جباليا ومخيمها- شارع القرمان، البورة، شارع السكة، أبراج الندى في بيت حانون)، استهدفت خلالها أراضي زراعية، وأراضي خالية، و(2) منازل سكنية، دمّرت بشكل كلي، تعود ملكيتها للمواطنين: عبد الرحيم عبد الهادي ناصر عفانة (المكون من ثلاث طبقات، والكائن في تل الزعتر في جباليا)، ابراهيم غبن (المكون من طبقتين، والكائن في منطقة الغبون في بيت لاهيا). وتسبب تلك الحوادث في إصابة (25) مواطناً، منهم (6) أطفال، وعدد (4) من النساء، بجراح وصفتها المصادر الطبية في مستشفيي العودة وكمال عدوان بالمتوسطة والطفيفة. وألحق القصف أضراراً جزئية بعدد (30) منزلاً سكنياً، كما تضرر مسجدين، ومضخة لمياه الصرف الصحي، ومركز صحي، ومدرستين، بشكل جزئي. وورشتي حدادة ومشتل زراعي، بشكل كلي 

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بدون طيّار، بصاروخ واحد على الأقل، عند حوالي الساعة 13:45 من مساء يوم الثلاثاء الموافق 26/8/2014، سيارة تابعة لشركة توزيع الكهرباء، كانت تسير قرب مفترق أبو الجديان في مشروع بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة، ما تسبب في قتل موظفين اثنين كانا يستقلانها، وهما: محمد عبد الرحمن عبد القادر ظاهر (49 عاماً) مسئول قسم الصيانة في الشركة، وهو من سكان مخيم جباليا، وتامر مدحت حسن حمد (24 عاماً) مسئول قسم الأحمال في الشركة، وهو من سكان بيت حانون. كما أصيب جراء القصف (3) مواطنين من المارة، هم: مروان ماهر عبد الباري أحمد (27 عاماً)، أحمد منير إبراهيم الشنباري (21 عاماً)، والطفل: محمد نضال محمد سليمان (8 سنوات)، وتفيد التحقيقات الميدانية أن السيارة كانت واضحة وتحمل راية شركة الكهرباء وتضع إشارة ضوئية (سارينا).

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بدون طيّار، بصاروخ واحد على الأقل، عند حوالي الساعة 18:10 من مساء يوم الثلاثاء الموافق 26/8/2014، مجموعة من الشبان الذين تواجدوا في شارع القرمان في بيت حانون بمحافظة شمال غزة، ما تسبب في قتل أحدهم، هو: محمد مجدي محمد الشاويش "الزعانين" (24 عاماً). وإصابة شابين آخرين بجراح وصفتها المصادر الطبية في مستشفى بيت حانون بالمتوسطة 

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بدون طيار بصاروخ، عند حوالي الساعة 18:20 من مساء يوم الثلاثاء الموافق 26/8/2014، عمارة سكنية رقم (67) من مدينة الشيخ زايد شرق بيت لاهيا في محافظة شمال غزة، ثم قصفتها الطائرات النفاثة صاروخ عند حوالي الساعة 18:30 من مساء الثلاثاء نفسه، ما تسبب في تدميرها بالكامل، وهي تتكون من خمس طبقات تضم (10) شقق سكنية تقطنها (12) عائلة. دون وقوع إصابات، ولكن القصف ألحق أضراراً جزئية بعدد (20) شقة سكنية مجاورة. وتفيد التحقيقات الميدانية أن قوات الاحتلال اتصلت هاتفياً بعدد من سكان البناية قبل قصفها، ولا يعرف السبب وراء استهداف البناية.

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخ واحد عند حوالي الساعة 13:40 من مساء يوم الثلاثاء الموافق 26/8/2014، مواطنين كانا يستقلان دراجة نارية في أرض المشهراوي في حي الشعف في حي التفاح شرق مدينة غزة ما أدى إلى استشهادهما وهما: شادي سليمان علي عليوة (24 عاماً)، سالم عبد الحميد دياب محمدين (23 عاماً).

أعلنت المصادر الطبية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة عند حوالي الساعة 21:00 من مساء يوم الثلاثاء الموافق 26/8/2014، عن استشهاد الطفلة لمى خضر يوسف النبيه (4 أعوام)، من سكان حي الشجاعية، متأثرة بجراحها التي أصيبت بها في قصف قوات الاحتلال لمنزلها بتاريخ 20/8/2014.

وفي المحافظة الوسطى واصلت قوات الاحتلال هجماتها الجوية، استهدفت خلالها مناطق متفرقة من المحافظة الوسطى، ويقدر عدد الغارات ب(6 غارات)، استهدفت فيها أراضي وحقول زراعية، تسببت في إصابة (21) مواطن، من بينهم (6 أطفال) و(7 سيدات)، وتركز القصف في مخيم المغازي حيث قصفت محيط منزل عائلة النواصرة والذي تعرض للتدمير في وقت سابق، وخلف المدرسة الثانوية للبنات، وأرض أبو مدين جنوب المخيم، وأرض زراعية في قرية وادي غزة (جحر الديك)، وقرية الزوايدة.

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاروخين عند حوالي الساعة 18:50 من مساء يوم الثلاثاء الموافق 26/8/2014، أصاب أحد الصواريخ منزل الأرملة: أمنة أحمد حسين النادي (60 عاماً) بشكل مباشر، ويقع قرب معمل المسارعة في منطقة السوارحة بالنصيرات، فيما سقط الصاروخ الثاني في قطعة أرض زراعية في محيط المنزل،  وتسبب القصف عن تدمير المنزل بشكل كلي، وهو مكون من طبقة أرضية مسقوف جزء منه بألواح (الأسبستوس)، والجزء الآخر أعمدة من الخرسانة قيد الإنشاء. وتقدر مساحة المنزل ب(120م2)، وتقطنه عائلتان قوامهما (5 أفراد). وتسبب القصف في إصابة (20) من سكان المنزل المستهدف والمنازل المجاورة، من بينهم صاحبة المنزل ووصفت جراحها بالخطيرة حيث لا زالت ترقد في قسم جراحة النساء في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، كما اصيبت ابنتها فداء مسعود ابراهيم النادي (23 عاماً)، ونجلها: ابراهيم (25 عاماً) وزوجته: ياسمين عدنان جميل النادي (23 عاماً)، كما تضرر بشكل جسيم منزل المواطن: عادل على محمد السردي (47 عاماً)، واصيب صاحب المنزل ونجله عبدالقادر (6 سنوات).

وفي محافظة خانيونس شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية (12) غارة جوية، استهدفت خلالها أراضي زراعية، ومنازل سكنية. وتسببت تلك الغارات في قتل ثلاثة مواطنين مدنيين، بينهم طفلان شقيقان، وإصابة مواطن آخر بجروح متوسطة، كما استهدفت طائرات الاحتلال منزل والحقت به اضرار بالغة، ومسجد في بلدة عبسان الكبيرة.

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، عند حوالي الساعة 14:45 من مساء الثلاثاء 26/8/2014، مسجد أنس بن مالك، في بلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس، ما أسفر عن الحاق اضرار مادية جسيمة في المسجد، دون الإبلاغ عن وقوع مصابين.

قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، عند حوالي الساعة 16:30 من مساء الثلاثاء 26/8/2014، منزل المواطن علام يوسف الأسطل، المكون من طابق أرضي، وتقطنه عائلة قوامها (8) أفراد، وبعد عدة دقائق، قصفت طائرات الاحتلال الحربية ارض مجاورة للمنزل ما أسفر عن اضرار في الأرض والمنزل، ولم يبلغ عن وقوع أي إصابات في الأرواح.

قصفت، عند حوالي الساعة 18:40 من مساء الثلاثاء 26/8/2014، دراجة نارية (تكتك) على طريق صلاح الدين، في بلدة القرارة، شمال خان يونس، ما أسفر عن مقتل الطفلين الشقيقين عمر حسام أحمد البريم، (16 عاماً)، وشقيقه محمد (13 عاماً)، وفي الوقت نفسه قصفت الطائرات الحربية سيارة مدنية من نوع هونداي، في المنطقة نفسها، ما تسبب في إصابة المواطن يحيى فرحان أحمد صرصور، (45 عاماً)، ونجله يزيد، (18 عاماً)، بجروح، وتم نقلهما إلى مستشفى ناصر لتلقي العلاج، حيث أعلن عن استشهاد الأب الساعة 8:00 صباح اليوم التالي الأربعاء الموافق 27/8/2014 .

وفي محافظة رفح شن الطيران الحربي الإسرائيلي (8) غارات جوية على مناطق متفرقة من المحافظة، بالإضافة لقصف متقطع من المدفعية المتمركزة عند حدود الفصل الشرقية، استهدف خلالها منازل سكنية، وأراضي زراعية، وفضاء، واستهدفت مجموعة من أفراد المقاومة أسفر القصف عن استشهاد ثلاثة منهم. وأسفرت تلك الغارات عن إصابة (8) مواطنين، من بينهم طفلين وسيدتين، بجراح متوسطة، وتدمير كلي لأحد المنازل.

قصفت الطائرات الحربية بخمس صواريخ، عند حوالي الساعة 18:30 من مساء الثلاثاء الموافق 26/8/2014، مستهدفة منزل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي نافذ رشاد عزام، الكائن في البرازيل، جنوبي مدينة رفح، وكانت الطائرات بدون طيار استهدفت المنزل المذكور بصاروخين قبل (30) دقيقة من تدميره كلياً، وإلحاق أضرار مادية في المنازل المجاورة، واصابة (7) مواطنين، بينهم (2) طفل، و(2) نساء، بجراح متوسطة. المنزل مكون من طابق واحد، وتبلغ مساحته (200م2)، وتقطنه عائلة البالغ عددهم (9) أفراد.

قصفت الطائرات الحربية بدون طيار بصاروخ واحد، عند حوالي الساعة 17:30 مساء يوم الثلاثاء الموافق 26/8/2014، مستهدفة مجموعة من المقاومة، أثناء تواجدهم في أرض زراعية، بجوار شارع مستشفى أبو يوسف النجار في حي الجنينة في رفح، أسفر القصف عن استشهاد ثلاثة منهم على الفور.

مركز الميزان لحقوق الإنسان يكرر استنكاره الشديد لجرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال في قطاع غزة، وجملة ممارساتها في تعاملها مع الشعب الفلسطيني، بما في ذلك استمرار تنكرها لحقه الأساسي وغير القابل للتصرف في الحرية من الاحتلال، وتقرير المصير، والعودة وبناء دولته المستقلة التي يمكن للفلسطينيين فيها التمتع بحقوقهم بعيداً عن القهر والاحتلال والعنف.

ويؤكد المركز على أن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني خلال العقود الماضية ولاسيما التي ارتكبتها في العدوان الأخير تشكل جرائم يجب محاسبة مرتكبيها وجبر ضرر ضحاياها، وهي جرائم لا تسقط بالتقادم، وهي ممارسات يقوم المركز وعدد كبير من المنظمات الدولية والوطنية بدعم الجهود الرامية إلى التحقيق فيها وضمان محاسبة مرتكبيها، بما في ذلك التحقيقات التي يزمع مجلس حقوق الإنسان الأممي إجرائها من خلال لجنة التحقيق الدولية التي شكلها حديثاً.

ويعيد المركز تأكيده على أن إنهاء الصراع الذي يعاني آثاره الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يتحقق بدون حل القضية الفلسطينية وفقاً لمبادئ العدالة والقانون الدولي، بما في ذلك حقوق الإنسان. وعليه يطالب المركز المجتمع الدولي بعدم الاستمرار في سياسة التضحية بحقوق الإنسان سعياً وراء تحقيق سلام لا يمكن له أن يتحقق بدون ضمان الاحترام والحماية للحقوق الفردية والجماعية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك تقرير المصير والعودة والحياة بكرامة. وأن استمرار المجتمع الدولي في تجاهل واقع احتلال إسرائيلي للأراضي الفلسطينية ومحاولات تهويدها وجملة الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها، والامتناع عن ملاحقة ومحاسبة المتورطين في ارتكاب جرائم حرب أو من أمروا بارتكابها إنما يشجع قوات الاحتلال على مواصلة جرائمها وتجدد الصراع العنيف.

التعليقات