في الذكرى 13 لاستشهاد "أبو علي مصطفى":الشعبية: تجدّد عهد الوفاء والاستمرار بالنضال حتى الحرية

رام الله - دنيا الوطن
  نص البيان:

يا جماهير شعبنا الفلسطيني المقاوم

يا جماهير أمّتنا العربية ويا كل أحرار العالم


تتزامن ذكرى مرور ثلاثة عشر عاماً على اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "الرفيق أبو علي مصطفى" مع استمرار الحرب العدوانية على شعبنا وعلى قطاع غزة بشكلٍ خاص – الحرب التي تشنّها ذات الأداة والعقلية العنجهية العنصرية، والآلة العسكرية الصهيونية التي أخذت ونفذّت قرار الاغتيال بحق "الشهيد أبو علي مصطفى".

لقد كان قرار العدو الصهيوني باغتيال القائد "أبو علي مصطفى" في ذروة انتفاضة الأقصى صبيحة 27/8/2001م، بهدف توجيه ضربة مؤلمة لتلك الانتفاضة وجماهيرها، والحد من الآمال والطموحات التي عقدتها عليها، والتأثير على معنوياتها وزخم عطائها وعنفوانها الجماهيري والعسكري في آن، وفي إرباك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، للحد من دورها ومساهمتها ومكانتها في الساحة الفلسطينية عموماً، وانتفاضة الأقصى خصوصاً. لكن شعبنا وفي القلب منه جبهتنا الشعبية قد أفشل ذلك بوعيه وإصراره وتمسكّه بالنضال نهجاً وطريقاً نحو الحرية والاستقلال، وعلى هذا الطريق انبثقت كتائب "الشهيد أبو علي مصطفى" لتواصل المسيرة والنضال لتحقيق هذه الأهداف، وتولت الرد على جريمة الاغتيال بتصفية الوزير المجرم رحبعام زئيفي.

إن إحياء ذكرى اغتيال "الشهيد أبو على مصطفى" بمدلولاتها، وفي ظل الحرب التي تُشَن على قطاع غزة بأهدافها التي تمثل حلقة من حلقات المشروع الصهيوني، تطرح مجدداً ضرورة التعامل مع الاحتلال وكيانه وفق ما أكّدته طبيعة وحقائق الصراع الدائر معه منذ ما يزيد على قرن من الزمان، وفي مقدمتها :-

أولاً: ان الخيار الرئيسي لمواجهة الوجود الصهيوني الاحتلالي على أرضنا، هو خيار المقاومة بمختلف أشكالها وفي القلب منها المقاومة المسلّحة التي أثبتت نجاعتها وجدارتها في ملحمة صدْ العدوان والمواجهة والصمود والمقاومة التي تدور رحاها على أرض قطاع غزة.

ثانياً: إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية كأولوية مركزية لشعبنا الذي لا زال تحت الاحتلال ويخوض نضالاً تحرّرياً وطنياً وديمقراطياً يتطلب إنهاء كل مظاهر التشرذم والانقسام وآثاره، والتوافق على إستراتيجية وطنية تتمسّك بحقوق وثوابت وأهداف شعبنا، ويمكن البناء في ذلك على تجربة الوفد الفلسطيني الموحّد في مفاوضات القاهرة بدعوة لجنة تفعيل وتطوير المنظمة – الإطار القيادي المؤقت - للاجتماع وبصورة دورية لمعالجة كل ما يتعلّق بالشأن الفلسطيني، وباستحقاقات ما بعد العدوان على قطاع غزة.

ثالثاً: مغادرة مسار المفاوضات الثنائية مع دولة الاحتلال برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أكّدت التجربة الملموسة خطورة الاستمرار فيها على حقوق شعبنا، كما أكّدت أن طبيعة العدو الصهيوني وأهدافه التوسعية – الإجلائية – العدوانية لم تتغيّر وهي التي تحكم مساره فيها، يؤكّدها استمرار حالة العدوان والحرب وارتكاب المجازر والمذابح كسياسية متأصلة في بنية وذهنية دولة العدو الصهيوني وقيادتها الإرهابية.

إن حقائق ما وصلت له تجربة المفاوضات، وما نجم عن الحرب العدوانية على قطاع غزة من دمار وقتل، ومن صمود ومقاومة باسلة حققت إنجازات هامة تستدعي التمسك بمطالبها لوقف العدوان، ومن تضامن دولي واسع مع شعبنا، يفرض التركيز في الجهود السياسية على إنهاء الاحتلال كأولوية تستدعي المبادرة في الدعوة لعقد مؤتمر دولي يتولّى وضع الآليات لإنهاء الاحتلال، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الأخرى ذات الصلة بحقوق الشعب الفلسطيني، كما تتطلّب سرعة الانضمام إلى المؤسسات والهيئات المواثيق الدولية بما في ذلك التوقيع على ميثاق روما، بما يُمكّن من ملاحقة قادة العدو على جرائمهم المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني.

رابعاً: دعوة المؤسسات الدولية، وعلى الأخص الأمم المتحدة إلى توفير الحماية الدولية المؤقتة لشعبنا في ضوء ما يرتكبه الكيان الصهيوني من جرائم حرب وإبادة جماعية، تشكّل أكبر تهديد للأمن والسلم الدوليين، وهو ما يفرض على الأمم المتحدة إخضاع دولة الاحتلال للمحاسبة وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة والتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها إزاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وتوقّف مجلس الأمن عن خلْط الأوراق في مشروع القرار الذي تعتزم كل من "بريطانيا وفرنسا وألمانيا" تقديمه إلى مجلس الأمن، والذي يسعى من حيث الجوهر إلى محاصرة وإضعاف مقاومة شعبنا المكفولة بمواثيق الأمم المتحدة.

في ذكرى استشهادك "رفيقنا أبو علي مصطفى" التي ينضم فيها هذا العام الى جوارك  آلاف الشهداء من أبناء القطاع وغيرهم، نجدّد العهد لك ولهم في استمرار النضال من أجل تحقيق الأهداف التي استشهدتم من أجلها، مستندين في ذلك إلى تراثك والى صرختك التي تدوي في أرجاء الوطن،  

(عدنا لنقاوم على الثوابت لا لنساوم)

التعليقات