البيان الختامي للجمعية العمومية الرابعة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

رام الله - دنيا الوطن
افتتحت الجمعية جلستها الافتتاحية بتلاوة  كريمة من آيات الذكر الحكيم.

ثم بدأت بكلمة افتتاحية لفضيلة الأستاذ الدكتور: علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي علماء المسلمين، قدم فيها الشكر و التقدير لتركيا شعباً ورئيساً وحكومة، وللحاضرين على تجشمهم عناء السفر، ولكل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر، كما ركز من خلالها على أهم إنجازات الاتحاد وسياسته في ترسيخ المنهج الوسط والتعايش السلمي والمصالحة،  والدعوة إلى الله تعالى، كما بين فيها التحديات الداخلية والخارجية التي تعصف بالعالم الإسلامي، وختم كلمته ببيان محاور مؤتمر دور العلماء في النهوض بالأمة.

وعبرت كلمات الضيوف التي ألقاها كل من فضيلة الشيخ: إحسان هندوس، والدكتورة: حفصة { لينة } عن شكر العلماء الحاضرين، واشادتهم بدور الاتحاد في خدمة العالم الإسلامي، كما تضمنت كلمة الأستاذ الدكتور: أحمد الريسوني نائب رئيس الاتحاد  أهمية الاتحاد، وأنه المؤسسة العلمية العالمية الوحيدة المتميزة.

 وأكد فضيلة الشيخ: راشد الغنوشي الأمين المساعد على أهمية دور العلماء في نشر مبادئ العدل والحرية، ومنع الاستبداد ونشر ثقافة الشورى والديموقراطية.
وركزت كلمة فلسطين التي ألقاها الأستاذ: صالح العروري على ما تتعرض له فلسطين بشكل عام، وغزة بشكل خاص؛، من حروب عنصرية همجية، وحصار خانق، واستيطان جائر، وتهويد للقدس الشريف، وتغيير لمعالمه، وفرض التقسيم الزمني والمكاني للمسجد الأقصى.

وتناولت كلمة سماحة الأستاذ الدكتور: محمد صالح كرماز شكرَ الاتحاد وبيانَ دوره وأهميته، وخطورةَ العنف والإرهاب، والاعتداء على المقدسات، وبيانَ جهود الشؤون الدينية في السلم الاجتماعي، والاعتدال والحس السليم، كما أبدى استعداد الشؤون الإسلامية في تركيا للتعاون مع الاتحاد ؛ لتحقيق الأهداف المشتركة.

ثم استعرض سماحة العلامة الشيخ: يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في كلمته الضافية كيفية نشأة الاتحاد وتاريخه ودوره وأهميته، وضرورة الاعتناء بدور المرأة في المجتمع المسلم، وضرورة نشر ثقافة حضور المرأة في المسجد وغيره واعتنائها بالدعوة إلى الله تعالى أيضا

كما طالب أعضاء الاتحاد جميعا بالاهتمام بأمر الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، وأوصاهم بالتفاعل التام مع الاتحاد وأمانته العامة وبرامجه.

وختم كلمته بالشكر الجزيل لرئيس جمهورية تركيا المنتخب ، الاستاذ الدكتور: رجب طيب أوردغان، وللشعب التركي العظيم، وحكومته.
وكانت كلمة الختام في الجلسة الافتتاحية لمعالي الدكتور: أمر الله ، نائب رئيس الوزراء، وممثل رئيس الجمهورية المنتخب في المؤتمر، تناول فيها مجموعة من القضايا المهمة، وركز فيها على أن تركيا ستظل مع الشعوب المقاومة و الأقليات المضطهدة، و مع قضايا أمتها الإسلامية، بل مع القضايا العادلة في العالم.

ثم استمعت الجمعية في جلستها الأولى إلى تقرير الأمانة العامة ـــــ الذي اشتمل على مجمل الأنشطة التي قام بها الاتحاد خلال السنوات الأربع الماضية ـــــــ، وبعد 

المناقشات المستفيضة والمداولة  أقرت  الجمعية التقرير ـــــــ بعد الأخذ بنظر الاعتبار ــــــ  الملاحظات التي أبداها الأعضاء خلال  ثلاث جلسات.

 

كما قامت الجمعية بمناقشة البنود التي قدمها مجلس الأمناء للتعديل، ثم أقرت البنود ـــــ كما هي مسجلة في النظام الأساس المعدل.
ثم بدأت أعمال المؤتمر الخاص بدور العلماء في النهوض بالأمة بكلمة توجيهية من رئيس الاتحاد للأعضاء، وبعد ذلك عرضت على الأعضاء المحاور السبعة الخاصة 

 

بالمؤتمر، وهي:

المحور الأول: دور العلماء في ترسيخ منهج الوسطية والتجديد.

المحور الثاني: دور العلماء في الحفاظ على الهوية الإسلامية ودعهما.

المحور الثالث: دور العلماء في حسن التعامل مع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي للنهوض بالأمة.

المحور الرابع: دور العلماء في الوساطة وحل النزاعات ودعم الوحدة والتعاون بين المسلمين.

المحور الخامس: دور العلماء في ضبط الفتوى وترشيد الخطاب الديني.

المحور السادس: دور العلماء في التعليم الشرعي في العالم الإسلامي (واقعه وتطلعاته).

المحور السابع: دور العلماء في خدمة قضايا الأمة عن طريق القانون الدولي.

 بالإضافة إلى المحاور الخاصة بفلسطين والقدس الشريف، حيث خصصت لها الجلسات الصباحية في اليوم الثالث للمؤتمر.

وكان جدول أعمال هذه الورش مقسماً إلى قسمين:

الأول: مناقشة محاور الورشات بأكاديمية تسمو إلى تطلعات الشعوب الإسلامية.

الثاني: صياغة خلاصات واقتراحات لتلك المحاور، حسب المرفق بالبيان الختامي.

وهي خلاصات واقتراحات تبين ما على العلماء من دور في استنهاض الأمة في دعم هويتها وترسيخها وتصحيح مفاهيمها تأصيلاً في هدي الدين القويم، وتجديداً في الفكر الديني وفي التعليم الشرعي بما يعالج مشاكل العصر بأحكام الشرع ومقاصده، وصياغة كل ذلك في مشاريع عملية تعالج واقع الأمة وترتقي بها إلى النهضة المأمولة 
وسيعمل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على تضمين هذه الخلاصات والبرامج والمشاريع في خططه المستقبلية ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، لعلها تثمر نتائج طيبة مباركة  تنهض بالأمة.

كما يدعو الاتحاد المؤسسات الأخرى ذات العلاقة ، والشخصيات العلمية في مختلف التخصصات، ومن جميع أنحاء العالم الإسلامي للتعاون مع الاتحاد على تحقيق هذه البرامج النهضوية.

ثم استكملت الجمعية العمومية جدول أعمالها حيث عقدت جلسة خاصة لاختيار رئيس الاتحاد ونوابه الثلاثة، وقد تم انتخاب فضيلة الشيخ العلامة: يوسف القرضاوي رئيساً للاتحاد بالتزكية وبالإجماع، ثم عرض رئيس الاتحاد أسماء نوابه الثلاثة، وهم:

الأستاذ الدكتور: أحمد الريسوني، وفضيلة الشيخ: أحمد الخليلي، وفضيلة الشيخ: عبد الهادي أوان. فوافقت الجمعية على هؤلاء الثلاثة كل منهم على حدة.

 ثم بدأت الانتخابات بالاقتراع السري لانتخاب ثلاثين عضواً لمجلس الأمناء، وقد تم في المجلس التحضير لذلك، حيث شكل لذلك لجنة محايدة برئاسة الدكتور أحمد الراوي لكل ما يتعلق  بالانتخابات ،فتم استعراض أسماء المرشحين حسب حروف الأبجدية البالغ عددهم 71 شخصاً واحداً واحداً مع حضورهم على المنصة، وتمخضت الانتخابات عن انتخاب ثلاثين عضواً، وهم المذكورة أسماؤهم في آخر هذا البيان. 

وقد استعرضت الجمعية العمومية أحوال الأمة الإسلامية، وما يتعرض له من أزمات وتحديات داخلية وخارجية، تهدد وجودها ومستقبلها، وعبر الحاضرون عن عميق تألمهم لما يحدث في العالم الإسلامي.

وبعد تلك المناقشات والمداخلات المعبرة عن ذلك، اتفق الحاضرون على الآتي:

أولاً: تعظيم حرمة الدماء

إن مما عُلِم من الدين بالضرورة تعظيم حرمة الدماء والتقاتل بين المسلمين، قال تعالى: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًاعَظِيْمَاً } النساء: 93، وقال تعالى: { أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا }المائدة: 32، وقال النبي ــــ صلى الله عليه وسلم ـــ: { لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً }، وقال ــــــ صلى الله عليه وسلم ـــ: في حجة الوداع مخاطباً الأمة الإسلامية { إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا }

 وعليه فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يؤكد على الآتي:

 

1- التحريم القاطع لما تفعله بعض الجماعات الغالية والمنحرفة؛ من قتْل الأبرياءـ ــــ مسلمين وغير مسلمين ــــ تارة تحت ذريعة الطائفية البغيضة، وأخرى باسم دولة الخلافة الإسلامية المزعومة ومحاربة الطواغيت، وما تفعله من قتل وتدمير وتهجير وتشريد ، وتوجيه أسلحتهم نحو صدور المواطنين، ويعتبر العلماء كل ذلك أعمالاً إجرامية محرمة شرعاً، وخارجة عن دين الحق والعدل والرحمة، ومنافية لهدي المصطفى ــــــ صلى الله عليه وسلم ـــــ، وما أجمع عليه أهل العلم، ويترتب عليها ضرر ماحق في تشويه صورة الإسلام والمسلمين وصد الناس عن سبيل الله.

التعليقات