حرب غزة كان يمكن تفاديها

بقلم : عبدالله عيسى

كثير من الحروب كان يمكن تفاديها وكثير من القادة وقعوا في سوء التقدير كما حصل مع صدام حسين عندما كان المبعوث الروسي بريماكوف يقوم بجولات مكوكية لإقناع صدام بالانسحاب من الكويت وفي إحدى الجلسات تجاهل صدام حديث المبعوث الروسي وانتقل للحديث عن فوائد القهوة العربية .

قبل حرب غزة كان نتنياهو يعلم علم اليقين أن الشعب الفلسطيني بقطاع غزة وصل لمرحلة الاحتضار بسبب الحصار الخانق وكان يعلم أيضا بلا أدنى شك قدرات المقاومة بغزة وتحديدا الصاروخية منها وقبل الحصار وجه قادة حماس نداءات كثيرة بضرورة رفع الحصار عن غزة إلا ان الجميع تجاهل هذه النداءات واخص بالذكر إسماعيل هنية " أبو العبد " الذي أكد مرارا وتكرارا على رفع الحصار سواء قبل تشكيل حكومة الوفاق أو بعد ذلك ومع هذا تجاهل نتنياهو كل معاناة الشعب الفلسطيني بغزة وحتى تهديدات المقاومة بغزة لم يأخذها على محمل الجد بل أن دولا كثيرة لم تأخذها على محمل الجد واعتقدوا أن تهديدات المقاومة مجرد تهويش .

نعم .. كان يمكن تفادي هذه الحرب المدمرة بان تتخذ الحكومة الإسرائيلية سلسلة إجراءات لرفع الحصار كالتي نص عليها اتفاق 2012 او 2014 وان تجنب الشعب الفلسطيني بغزة كل هذا الدمار والضحايا وان تجنب الشعب الإسرائيلي كل القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي وان تجنب الشعب الإسرائيلي المبيت لشهرين في الملاجئ والغرف المحصنة .

لا احد يزعم أن المقاومة بغزة كانت تقرع طبول الحرب او أنهم تعجلوا الحرب وفرحوا بها وقد أعلن كل قادة القسام والقيادة السياسية لحماس خلال الحرب انه لا احد يتمنى الحرب ولكنها فرضت على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة .

الحرب كرست قواعد جديدة وكرست قاعدة تنص على أن مزيد من الضغط على غزة وخنقها بالحصار لن يمر بدون رد فعل من المقاومة بغزة وقبل أن تنصر المقاومة في الحرب فهي انتصرت للشعب وخاضت هذه الحرب المدمرة كي يعيش الشغب الفلسطيني بقطاع غزة بدون حصار وان تفتح المعابر وان يجد مقومات الحياة والعلاج لمرضاه .

اعتقد أن الحرب كانت درسا مهما لإسرائيل بان مشاكل قطاع غزة تحل بالطرق الدبلوماسية غير المباشرة وان التعنت الإسرائيلي سيقابله رد فعل من المقاومة .