دقائق حطمّت حلم عائلة "جودة" فاستشهد اربعة أطفال ووالدتهم !..صور

دقائق حطمّت حلم عائلة "جودة" فاستشهد اربعة أطفال ووالدتهم !..صور
رام الله - خاص دنيا الوطن - ابتسام مهدي

أربعة أطفال كانوا ينتظرون الالتحاق بمدارسهم وشراء ملابس جديدة ودفاتر بيضاء، ولكن تطايرت أشلائهم مع ورد الياسمين والفل وبقايا ثمار الليمون التي كانت تزين حديقة منزلهم, وامتزجت رائحة الدماء بالنعنع والريحان, فقد باغتتهم طائرة بدون طيار وأطلقت صاروخين عليهم، مما أودى بحياتهم مع والدتهم التي أبت أن تفارقهم في الحياة والممات, وأصيب السادس بإصابات بالغة الخطورة.

أنهم أبناء عائلة أبو مصطفي جودة سكان منطقة تل الزعتر بمدينة جباليا شمال قطاع غزة, فمن يستمع لأعمار هؤلاء الشهداء يعتصر قلبه ألما ف محمد (8 أعوام) وأسامة (7أعوام)، وتسنيم (14عامًا) ورغد (13 عامًا) مع والدتهم راوية وعمرها 40 عامًا، وبقي ثائر على سرير الموت يصارع الحياة .

ويقول والدهم أبو مصطفي لمراسلة دنيا الوطن :" كنا نجلس في حديقة المنزل هربا من ارتفاع دراجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي, وكانت زوجتي تعد الطعام فقررت أن أساعدها وذهبت للمطبخ تاركا أبنائي يلعبون ويمرحون ما بين الاشجار التي زرعتها ليستضلوا بها".

وما أن اقتربت الساعة الرابعة عصر الرابع والعشرين من آب/أغسطس, طلب من زوجته أن تذهب لتحضر الأطفال لتناول وجبة الغداء, ولكن كانت الانفجارات أسرع من اجتماع أفراد العائلة على طاولة الطعام.

وبصبر وقوة جئش يذكر أن أبنه محمد كان متلهف للذهاب للمدرسة فهو في الصف الأول الابتدائي, وحلم كثيرا في أن يقف في طابور المدرسة ويجلس على مقاعد الدراسة فكان يرسم كل ذلك في أوراق إلى حين افتتاح المدارس, منوها إلى أن اسرائيل حرمته من هذا الحلم حتى لو ليوم واحد مثلما حرمت أقرانه خلال الحرب التي أدت الى استشهاد نحو 600 طفل، وجرح عدة الاف آخرين عدد كبير منهم سيحمل معه أعاقة أو يتم للمستقبل.

أما عن طفلة ثائر 11 عاما والذي لم يستطع أن يخبره حتى أعداد التقرير أن والدته وأخوته أرتقوا شهداء, وأضاف لدنيا الوطن:" يسأل ثائر كثيرا عن والدته وأخوته, اخبرناه أنها مصابة وفي غرفة أخرى, فوضعة الصحي سيء جدا, ننتظر رحمة الله به, أتوقع استشهاده بأي لحظة ".

إصابة الطفل ثائر خطرة وفق أطباء مستشفى الشفا، وهو يتلقى العلاج، ولم يحدد أحد كم من الوقت سيعيش، وهل سيكمل تعليمه أم يلتقي بالجنة بأشقائه وأمه, فقد بترت قدمه وأطرافه الأمامية، وأصيب كامل جسده بشظايا، ووجهه بحروق.

ولم يبقي للأب إلا أبنته التي كانت قد قررت مساعدة والدتها في المطبخ, وأبنه مصطفي الذي يدرس في الخارج ولا يعلمون كيف يمكنهم أيصال الخبر له, وأبنه ثائر الذي أن كتبت له النجاة لن يستطيع تحريك أطرافه .

وطالب جودة العالم العربي المجتمع الدولي تحمل المسؤولية، ووضع حد لممارسات الاحتلال وجرائم الابادة بحق عائلات كاملة.

الوالد الذي حاول بصعوبة المحافظة على رباطة جأشه، والإرهاق والحزن الشديدين دعا الوفد الفلسطيني المفاوض الى التمسك بالحق التاريخي الشعب الفلسطيني، وتحقيق مطالب المواطنين.

الكثير من الجيران والأصدقاء انطلقوا لمنزل العائلة بعد سماع صوت الانفجار ورؤية الدخان المتصاعد, أبو محمد كان أحد الأوائل الذين دخلوا المنزل, قال :" بعد سماع الانفجار انطلقنا نبحث عن مكان الصوت شاهدنا الدخان وصوات تتطلق من منزل عائلة جودة كان صعب علينا اقتحام المنزل, ولكن دخل أقاربه قبلنا فتشجعنا على الدخول, كان الوضع مرعبا".

وبين أن جميع الاصابات كانت في الراس ومتناثرة في الحديقة, واستمروا في تجميع بقايا الأطفال ووالدتهم لعدة ساعات بعد الاستهداف, ونوه أن جميع أبناء الحي شاركوا في ذلك, كما تم نقل المصاب أول شخص في سيارة مدنية على أمل أن ينجي ومن ثم نقلوا الشهداء .

ويؤكد أبو محمد أن جارهم رجل بسيط جدا ولم يطلق من منزله أي صاروخ فهو مدني ولا يمكن أن يعرض حياة أبنائه للخطر, فأغلب جلوسهم في هذه الحديقة, كما لم يزرهم أي شخص خلال العدوان على غزة, ويتسأل ما الذنب الذي اقترفوه لترصدهم طائرات الاحتلال وتطلق حممها عليهم وتغتال طفولتهم.

تمتنع دنيا الوطن عن نشر فيديو يوثّق جريمة الاغتيال , نظراً لبشاعة المشاهد بداخله , وتؤكد ان الفيديو الخاص بها مُتاح لمؤسسات حقوق الانسان ومن أراد توثيق المجزرة .







التعليقات