سيادة المطران عطاالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس:لست وحدك في الساحة يا مدرسة الوردية

بيان صادر عن سيادة المطران عطاالله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس حول قضية مدرسة الوردية جاء نصه كالتالي:

اننا ندين و نستنكر بأشد عبارات الاستنكار هذه الحمله التحريضية
العنصرية التي تتعرض لها مدرسة الوردية في القدس حول خلاف اداري يتعلق بالزي المدرسي و حول هذا الموضوع نود توضيح ما يلي:

1-ان مدرسة الوردية في القدس هي مدرسة عربية فلسطينية مسيحية بأمتياز و قد قامت بدور متميز في تربية الاجيال و قدمت للمجتمع الفلسطيني ثمار طيبة و نحن نستغرب هذه الحملة الغير مسبوقة التي تضمنت تحريضا طائفيا و تطاولا على مؤسسة مسيحية عريقة في القدس نحترمها جميعا.

2-ان الخلاف القائم حول الزي المدرسي يجب ان يعالج من خلال الحوار و التفاهم و ليس من خلال التحريض و السب و الشتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي و غيرها.

3-يؤسفنا ان نقول انه يبدو ان الثقافة الداعشية الهدامة بدأت تدخل الى مجتمعنا و ما سمعناه خلال الايام الماضية من تصريحات و مواقف تسيئ ليس فقط للمدرسة و انما للحضور المسيحي في فلسطين وهي مؤشر خطير على ان هنالك اصابع غريبة مشبوهه بدأت تعمل من اجل تدمير ثقافة الاخاء الديني و الوحدة الوطنية بين ابناء الشعب الفلسطيني الواحد.

4-اننا نعبر عن تضامننا مع مدرسة الوردية و راهباتها و معلميها و معلماتها و طالباتها و نثمن الدور المتميز التي تقوم به هذه المدرسة و امام هذا التحريض الطائفي الغير مسبوق نقول لمدرسة الوردية لست وحدك في الساحة و ان ما تعرضت له الوردية من تحريض خلال الايام الماضية يمسنا جميعا في الصميم و هي مسألة خطيرة لا يجوز السكوت او الصمت امامها.

5-ان هنالك من يستغلون الخلاف القائم حول الزي المدرسي في مدرسة الوردية بهدف تقسيم المجتمع الفلسطيني و بالتالي اضعافه خدمة للاحتلال و سياساته و لذلك علينا جمعيا ان نتحلى بالوعي و المسؤولية و الا نسمح للمندسين بأن يعيثوا فسادا في مجتمعنا الفلسطيني.

6-اننا نحترم الخصوصية الدينية لكل مسلم و لكل مسيحي كما نحترم خصوصية اي مدرسة في مدينة القدس لها انظمتها الخاصة بها و اي خلاف يجب ان يحل بالطرق الحضارية الحوارية بعيدا عن لغة التشهير و الاساءة و التحريض.

7-ان ما يحدث الان في مدرسة الوردية قد يحدث في اماكن اخرى و لذلك يجب ان نحصن مجتمعنا الفلسطيني بالوعي و الحكمة و الانتماء العربي الفلسطيني و ثقافة الاخاء الديني و نبذ التطرف و التعصب و العنف.

8-نحن ابناء فلسطين المسيحيين و المسلمين ننتمي الى شعب واحد و ندافع عن قضية واحدة و من يسعون لالهائنا بقضايا هامشية انما لا يعملون لخدمة الوطن و مصلحة القضية فمصلحة الوطن اولا و اخيرا هي بالوحدة الوطنية بين ابنائه و ليس بلغة
التكفير و التشهير و الاساءة.

9-اننا ندق ناقوس الخطر في مدينة القدس فالاحتلال ممعن في سياساته و قمعه لشعبنا الفلسطيني في غزة و في القدس و في غيرها من الاماكن و لكن الخطر الاكبر يكمن فينا اذا ما رضخنا و استسلمنا لما يريده الاعداء لنا من تفكك و تشرذم و ضعف.

10-اننا ندعو رجال الدين الاسلامي و المسيحي و كافة العقلاء من ابناء القدس بأن يعملوا معا و سويا من اجل توحيد الصفوف و افشال المخططات المعادية التي لا تريدنا ان نكون موحدين.

11-ان المحرضين على مدرسة الوردية نطالبهم بأن يتراجعوا عن مواقفهم المسيئة لثقافة الشعب الفلسطيني و لقيم التسامح و المحبة التي تنادي بها دياناتنا التوحيدية.

12-نحن المسيحيون العرب اصيلون في هذه الديار و لسنا مستعمرين او ضيوفا عند احد كما اننا لسنا عابري سبيل او جالية في ديارنا و جمال و بهاء منطقتنا العربية لن يكون الا من خلال هذا التعايش و التآخي الاسلامي المسيحي و قلوبنا يعتصرها الالم على ما حل بمسيحي العراق و سوريا ، فلنعمل معا و سويا لكي تبقى فلسطين كما عهدنها دوما رائدة الوحدة الوطنية و التلاقي الاسلامي المسيحي فما اجمل مدينة القدس عندما تختلط اصوات اجراس كنائسها بأذان مساجدها.

التعليقات