اتفاق وقف اطلاق النار بغزة والذاكرة

اتفاق وقف اطلاق النار بغزة والذاكرة
بقلم : عبدالله عيسى

على مدى تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية هنالك قرار دولي أمريكي بأنه يمنع على أي دولة عربية تحقيق انتصار ساحق ماحق على إسرائيل وإذا لاح هذا الانتصار في الأفق فان أمريكا تتدخل فورا أولا بمد إسرائيل بجسور جوية وبحرية من السلاح وثانيا إن لم يفلح السلاح الأمريكي بإنقاذ إسرائيل تتدخل أمريكا مباشرة بقواتها وحاملات طائراتها .

هذه الحقيقة المرة هي التي منعت العرب وحزب الله من تحقيق انتصار ساحق على إسرائيل كما أن هذه السياسة ليست نظرية بل نفذت فعلا في حرب أكتوبر 73 عندما قال السادات " وجدت نفسي في مواجهة مع أمريكا وليس مع إسرائيل " وفي حرب لبنان عام 1982 بتدخل قوات المارينز الأمريكي ..

المقاومة بغزة انتصرت بلا أدنى شك وقامت باعمال مقاومة وقتال وقصف صواريخ لم يحصل في تاريخ إسرائيل ومن هنا تعثرت الهدنة أو قرار وقف إطلاق النار لسبب واحد ان إسرائيل ومعها قوى دولية لا تريد للمقاومة بغزة ان تخرج منتصرة تحمل انجازات للشعب الفلسطيني .. أي بعد ان عجزت إسرائيل مواجهة المقاومة وصواريخها في الميدان أصبح العمل والتلاعب في المفاوضات لتجريد المقاومة من انتصارها الذي راه العالم كله .

فإسرائيل زادت من وتيرة ارتكاب المجازر وترويع المواطنين بغزة على أمل ان تستجيب المقاومة لشروط وقف إطلاق نار تجرد المقاومة من انتصارها .

هي محاولات إسرائيلية يائسة بائسة لسبب أن العالم كله رأي بعينه فعل المقاومة بغزة ولايحتاج الى اثبات على ورقة موقعة مهما كتب فيها ليس مهما .. المهم هو الذي راه الشعب الفلسطيني والعربي والعالم كله وأصبح جزءا من تاريخ هذا الصراع ويؤسس عليه .

والحقيقة مثل الكرة في الماء مهما ضغطت عليها لتخفيها تقفز فوق سطح الماء .. هنالك اتفاق وقف إطلاق نار قادم ولا نعرف متى يوقع ولايهم الشعب الفلسطيني كثيرا ما كتب فيه .. هنالك اتفاق وقع عام 2012 برعاية الرئيس الأسبق محمد مرسي والتزمت به إسرائيل لأشهر ثم أوجدت الذرائع للتنكر للاتفاق كعادتها وقد يكون مصير هذا الاتفاق نفس الشيء ولن يبقى في ذاكرة الشعب الفلسطيني هذا الاتفاق كما لم يبق في ذاكرة شعبنا اتفاق 2012 يبقى فقط في ذاكرة السياسيين ولكن الشعب الفلسطيني سيتذكر فقط فعل المقاومة بغزة .

لايتذكر احد ما هي تفاصيل قرار وقف اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل في حرب تموز 2006 الان ولكن ذاكرة الشعوب العربية لم تنس فعل مقاومة حزب الله وبقيت في الذاكرة .

لن يجلس الفلسطينيون والعجائز في المقاهي او في جلساتهم الشعبية في الدواوين بغزة يقارنون بين اتفاق 2012 واتفاق 2014 بل سيتحدثون بفخر واعتزاز عن فعل المقاومة وانتصارها.

التعليقات