تقرير رؤوف حواري منسق العمل التضامني في المنتدى التنويري فلسطين المحتلة

رام الله - دنيا الوطن
نظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني " تنوير "  في
نابلس مساء الخميس، لقاءً حوارياً قدّمه مجموعة من نشطاء إقليم الباسك حول قضية الإقليم ومدى التشابه والترابط بينها وبين القضية الفلسطينية.
فلور وبيكي وأسير ونادية، أربعة ناشطين من إقليم الباسك بادروا أثناء جولتهم في فلسطين بتنظيم ورشة عمل مع الشباب الفلسطيني لتعريفه بقضية شعبهم، التي يرون أوجه شبه كثيرة بينها وبين
القضية الفلسطينية.
يقع إقليم الباسك بين فرنسا وإسبانيا، ولسكانه لغة خاصة وثقافة يسعون إلى التمسك بها في وجه محاولات حكومتي فرنسا وإسبانيا لتذويبهم ودمجهم. والباسك أمة سكنت المنطقة وكان لها مملكة منذ
القرن الخامس عشر.
بدأت “بيكي” اللقاء بمعلومات عامة عن الإقليم وتاريخ الشعب الباسكي، وأكدت أن الباسكيين لم يتمكنوا من الحصول على دولتهم الخاصة بل انقسم الشعب الباسكي بين فرنسا واسبانيا، فبعضهم يحمل جوازات سفر فرنسية، والبعض الآخر جوازات إسبانية. وتابعت: “لا تنازل عن مطلب الدولة، فهي التجسد الحقيقي لمفهوم الحرية”.
ثم قدم الشاب “أسير” مداخلة تحدث فيها عن الاضطهاد الذي لحق بمجتمعه في حقبة الدكتاتور فرانكو، الذي حكم إسبانيا وساهم بشكل أساسي في اختفاء كل تفاصيل الحياة الثقافة التي تخص اقليم الباسك، كما فرض عليهم تغيير دينهم.
فترافق اثر الاضطهاد القومي والثقافي والديني لاقليم الباسك ولادة منظمة “ETA”  التي قادت الكفاح العسكري المسلح للشعب
الباسكي.
 
ثم تحدثت “فلور” عن أرقام وحقائق تبين تضحيات شعبها في الماضي وحتى اليوم، وقالت: “إنّ عدد الأسرى السياسيين
في السجون الإسبانية في الوقت الحالي يبلغ أكثر من 500 أسير”. وذكرت أن هناك عشرات الأسرى المرضى والأسرى الذين تجاوزوا السبعين عاماً في سجون عددها 77 منتشرة في فرنسا
وإسبانيا، وهذا مخالف لقوانينهم المحلية أصلاً، بحسب ذكرها.
وقالت المتحدثة: " ظلمٌ آن أن ينتهي "
وأبدت استياءها من الاعتقالات السياسية الحاصلة في بلادها حيث قالت: “نحن ممنوعون من رفع علم الباسك، أو إبداء رأينا بما يتعلق بقضيتنا، ومن يتجرأ على الكلام فمصيره السجون في إسبانيا وفرنسا”.
واختتمت قائلة: “نحن لم نطلب الدولة لأننا أمة وقومية متمايزة فحسب، بل لأننا تعرضنا للظلم على مدار السنين، ولم نعد نطيق الوضع الراهن. الأمر مشابهٌ لما يحدث لأكراد العراق”.
وانتهى اللقاء بنقاش مع الحضور، الذي أبدى رغبة عالية في معرفة المزيد عن تفاصيل قضية الباسك. وفي ختام الندوة علق الدكتور يوسف عبد الحق، وهو أحد الحاضرين، قائلا: “هناك ضرورة لتلاحم كل الشعوب المقهورة وتشكيل حالة حول العالم لرفض الظلم أينما كان، فتوصيل قضيتك إلى شعب
له قضية مشابهة هو تعزيز للنضال والتعاون من أجل نيل الكرامة”.
وقبل مغادرة المكان تم التقاط صورة تعبيرا عن التضامن مع سجناء سياسيين في الباسك سوف تتم محاكمتهم في شهر تشرين الأول/ أكتوبر القادم، وتم رفع الأعلام الفلسطينية بجانب علم إقليم الباسك.
 
تجدر الإشارة إلى أن زيارة الوفد إلى المنتدى التنويري تأتي كجزء من العلاقات الواسعة التي يحظى بها المنتدى مع الأفراد والجهات الداعمة للقضية الفلسطينية حول العالم، والتي يتم استقبالها بشكل متواصل وترتيب برامج للعمل المشترك.
   

التعليقات