نتائج ندوة الاسلام والحياة المركز الاسلامي في انجلترا

رام الله - دنيا الوطن
أيها الشباب في الغرب الذي يحميكم من مغريات الثقافة والحضارة هنا هي الصلاة والدوام على تلاوة القرآن والدعاء والمشاركة في المجالس الدينية والمساجد وغيره وهي كهوفكم التي تؤويكم من خطر التحدي الثقافي الحضاري

من أجل إستثمار تواجد سماحة آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي في العاصمة لندن نظم المركز الإسلامي في انجلترا أمسية فكرية ، ضمن سلسلة (ندوة  الإسلام والحياة) وتحت عنوان ( التحديات التي تواجه الشباب في الغرب) وذلك يوم الخميس الموافق الحادي والعشرين من شهر آب/ أغسطس والمصادف الرابع والعشرين من شهر شوال عام 1435 هجري قمري ،حضرها جمع غفير من العلماء والأكاديمين والكتاب والإعلاميين والطلبة الجامعيين والمثقفين من مختلف مكونات الجالية العربية والإسلامية في عاصمة المملكة المتحدة لندن، إلى جانب عدد من القنوات الفضائية ابرزها قناة العراقية وبعد تلاوة من الذكر الحكيم ، أدار الأمسية الإعلامي  الاستاذ أحمد الحلفي حيث إستعرض نبذة عن السيرة الذاتية لسماحة الشيخ الآصفي والتي إمتدت على طول عقود من السنين مليئة بالعلم وبالجهاد والعطاء والعمل التبليغي الإسلامي  والإنساني وعلى مختلف الأصعدة حيث نشأ وترعرع في ظل عائلة علمية وحوزوية ونهل من منابع العلوم الإسلامية من مصادرها الثرية و درس على ابرز وأشهر علماء الحوزة العلمية في النجف الأشرف ، وتضمنت السيرة الذاتية ما يلي:

مولده :  . ولد الشيخ  محمد مهدي الآصفي عام 1358 هـ بمدينة النجف الأشرف .

دراسته :

اتّجه نحو الدراسة الحوزوية في مدينة النجف الأشرف ، كما نال شهادة الماجستير بالعلوم الإسلامية من جامعة بغداد .

أساتذته : نذكر منهم ما يلي :

1 -السيد الإمام روح الله الموسوي  الخميني

      2ـ السيّد الإمام محسن الطباطبائي الحكيم

3-السيّد  الإمام أبو القاسم الخوئي

4ـ الشيخ  آية الله عبد المنعم الفرطوسي .

5ـ الشيخ  آية الله محمّد رضا المظفّر .

6ـ الشيخ  آية الله مجتبى اللنكراني .

7ـ الشيخ أية الله  صدرا البادكوبي .

8ـ الشيخ آية الله  باقر الزنجاني .

9ـ الشيخ آية الله حسين الحلّي .

10- والده الشيخ آية الله محمد علي الآصفي

 

تدريسه :

بسبب الضغوط الشديدة التي قام بها النظام العراقي على الحوزة في مدينة النجف الأشرف ، وبالإضافة إلى حملات الاعتقال والتهجير للمؤمنين ، اضطرّ الشيخ الآصفي إلى السفر إلى إيران ، وبعد وصوله إلى مدينة قم المقدّسة أخذ بإلقاء دروسه في البحث الخارج في الحوزة العلمية ، ولديه محاضرات قيِّمة في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ، يلقيها على طلاّب الحوزة بشكل حلقات .

خدماته : نذكر منها ما يلي :

قام الشيخ الآصفي ومنذ وصوله إلى مدينة قم المقدّسة بافتتاح مؤسّسة الإمام الباقر ( عليه السلام ) الخيرية عام 1400 هـ ، التي يمكن تلخيص أهدافها بما يلي :

1ـ تقديم المعونات الشهرية الثابتة لأكثر من خمسة آلاف عائلة موزعة في إيران .

2ـ تقديم المساعدات المالية للمرضى لإجراء العمليات الكبرى .

3ـ تقديم القروض الحسنة لمدّة طويلة وبدون فوائد .

4ـ تقديم الهدايا والمساعدات للمتزوجين حديثاًً .

5ـ تقديم المساعدات في داخل أفغانستان .

6ـ إنشاء مجمعات سكنية لعوائل الأيتام .

7ـ تقديم المساعدات في داخل العراق .

8ـ كفالة الأيتام والأرامل والمساكين .

9ـ بناء المدارس الدينية والأكاديمية .

مؤلفاته : نذكر بعضا منها ما يلي :

1ـ نظرية الإمام الخميني في دور الزمان والمكان في الإجتهاد .

2ـ أثر العلوم التجريبية في الإيمان بالله .

3ـ ملكية الأرض في الفقه الإسلامي .

4ـ المدخل إلى دراسة نص الغدير .

5ـ الدعاء عند أهل البيت .

6ـ تاريخ الفقه الإسلامي .

7ـ الجسور الثلاثة .

8ـ آية التطهير .

9ـ ولاية الأمر .

وكتب ومؤلفات  عديدة أخرى إلى جانب سلسلة من المحاظرات في مختلف العلوم الإسلامية والتبليغية وفي العديد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية .

(الشباب والتحديات في الغرب)

بدأ سماحة آية الله الشيخ محمّد مهدي الآصفي محاضرته بالشكر والتقدير والإمتنان لمنظمي اللقاء والحاضرين ، وأبتدأ بقوله تعالى من سورة الكهف  (نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ( 13 ) وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا ( 14 ) ) وأكد ان الشباب لهم حضور فاعل وواسع في ساحة الحياة وفي مختلف المجالات العلمية والعملية ، ولكونهم يمتلكون القدرة على مقاومة التحديات أكثر من أي مرحلة عمرية اخرى بحكم القدرات الجسمانية والنضج العقلي، ثم ركز سماحته على التحديات التي تواجه الشباب في الغرب وحددها بثلاثة محاور يمكن تلخيصها:

1.    المحور الأول: التحديات الغريزية والجنسية: إذ تبلغ درجة التحدي الجنسي لدى الشاب إلى أوجها نتيجة المثيرات والفتن ولكون المساحة الجنسية هي أوسع المساحات في حياة الإنسان ، ودعا الشباب إلى أن يكون قدوتهم  في مواجهة هذا التحدي نبي الله يوسف الصديق (ع) والذي صمد بوجه هذا التحدي بكل قوة وصلابة نتيجة علاقته بربه ولجوئه اليه والاستعاذة به من إغراءات إمرأة العزيز زليخا والإثارة الحادة التي واجهها . حيث قال ( معاذ الله) ، ودخول يوسف عليه السلام في حريم الله تعالى وستره الذي لايهتك رغم إنه كان في السجن ، وأشار الشيخ إن حياء يوسف عليه السلام من الله تعالى لعلمه بأن الله يرى (الم تعلم بأن الله يرى) وهناك آيات أخرى دالة على المراقبة والمعية الإلهية كثيرة في القرآن الكريم تؤكد على هذا النهج القرآني  هي التي أدخلت يوسف عليه السلام في حصن الله الحصين لذا على الشاب ان يحتمى بالتقوى في مواجهة التحديات الغريزية من السقوط في الذنوب والمعاصي. وقرأ سماحته العديد من الآيات القرآنية التي تؤكد على التقوى وذكر الله تعالى وعدم الغفلة عنه  في زحمة الحياة ومشاغلها، والتزيي بلباس الحياء والحشمة من اجل الحفاظ على العفة والطهارة والتزكية.

2.    المحور الثاني: التحديات الثقافية والحضارية: وعرف سماحته الثقافة ما يرتبط بسلوك الإنسان مباشرة مثل الإيمان والتوبة والإخلاص والتوحيد والذكر وغيرها وتسمى سابقا بالمعرفة  أما الحضارة فتمثل الأنماط السلوكية في العبادات مثل (الصلاة ، الحج ، الصوم ، محاربة الظلم واقامة العدل وغيرها)  أما المدنية فهي الوسائل المادية للحضارة مثل المدارس والجامعات ، والمكتبات والمصانع وغيرها. واكد سماحته أن رسالة الأنبياء والرسل كانت ثقافية وحضارية وتختلف عما في ايدي الناس من ثقافات وحضارات والشباب في الغرب يواجهون هذا التحدي الثقافي الحضاري والذي يزحف الى نفوسهم بشكل هاديء وغير ملموس مما يتطلب أن تتوفر لديهم عوازل وحواجز وموانع تحميهم من هذا الخطر الذي يتهدد ثقافتهم وحضارتهم والتي تمثل هويتهم وشخصيتهم وضرب مثالا قرآنيا على ذلك قصة اصحاب الكهف بقوله تعالى (نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ( 13 ) وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا ( 14 ) وكيف كان هؤلاء الفتية في القصر الملكي مترفين ومنعمين لكنهم تحدوا الوسط الذي عاشوا فيه لما شاهدوا من الظلم والطغيان فقاموا لله تعالى رغم المخاطر فحفظهم الله تعالى ورزقهم في ثلاث محطات ( آمنوا بربهم فزدناهم هدى) ، الربط على القلوب والخروج على التقاليد الطاغوتية،  ونشر الرحمة عليهم والرفق بهم). وناشد سماحته الشباب بقوله أيها الشباب في الغرب الذي يحميكم من مغريات الثقافة والحضارة هنا هي الصلاة والدوام على تلاوة القرآن والدعاء والمشاركة في المجالس الدينية والمساجد وغيره وهي كهوفكم التي تؤيكم من خطر التحدي الثقافي الحضاري.

3.    التحدي الثالث هو التحدي الذاتي: وذكر سماحته مصداق هذا التحدي (نبي الله اسماعيل عليه السلام) إذ رغم إنه كان فتى رائعا بطلعته وخصاله وفتوته إلا أنه إستسلم للقرار الإلهي بذبحه وعلى يد إبيه الذي يحمل له الحب والحنان ، وقال لأبيه مستسلما (ياأبت إفعل ما تؤمر) بعد أن أخبره أبوه نبي الله إبراهيم بقوله تعالى ( يابني إني أرى في المنام أني اذبحك فانظر ماذا ترى قال ياأبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء  الله من الصابرين) ، إذ لما شعر النبي اسماعيل بكلمة (ستجدني ) فيها نكهة الأنا والأنانية تبعها قائلا : إن شاء الله خضوعا لمشيئة الله تعالى ، هذا الشاب تحدى حب الحياة والنزوات . ورغم أن أباه كان شيخا كبيرا الا أن القرار الإلهي يجب أن ينفد ( فلما أسلما وتله للجبين )صعد  عمود نور  كبير إلى عنان السماء والملائكة مندهشون من هذا المشهد العظيم ومحتشدون ضاجون إلى الله تعالى من هذا الإبتلاء ، حيث كانوا يعتقدون من قبل أن الخليفة الذي خلقه للأرض سيعصي بالمطلق ، وبعد أن ثبت الأب والإبن أنهما نجحا في الإمتحان الصعب ليفتخر بهما أم ملائكته ، كشف المشهد بقوله تعالى (  وناديناه أن ياإبراهيم قد صدقت الرؤيا  انا كذلك نجزي المحسنين، ، إن هذا لهو البلاء المبين . وفديناه بذبح عظيم)،

واضاف سماحة الشيخ الآصفي :أن  الشاب  المؤمن من السبعة الذين يظلهم الله تعالى بظله يوم لا ظل إلا ظله ) كما ورد في الحديث الشريف ، إذا إمتنع هذا الشاب عن الحرام بعد ان تهيأت له أسباب الحرام وحفظ عقله وقلبه وهو يسبح في وسط بحر مالح أجاج دون أن يختلط في مياه البحر هذا .

وفي الختام دعا سماحة آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي الوعاظ والخطباء والعلماء في الغرب إلى أن يكونوا على درجة جيدة من التحدث باللغة الانجليزية ليكونوا قادرين على مخاطبة الشباب من الجنسين ، للمساهمة في ايجاد عوازل نفسية تحمي الشباب في الغرب من مختلف التحديات الجسدية الجنسية والثقافية والحضارية والذاتية ، ومساعدتهم في بناء عوازل نفسية  لكون هذه العوازل كملابس رجال الإطفاء التي تحميهم من حريق النار، وتمنى للجميع التوفيق والسداد.

 

 

 

التعليقات