حرب العملاء بغزة

حرب العملاء بغزة
 بقلم : م. إبراهيم الأيوبي

" القلعة لا تخترق إلا من الداخل " حكمة تؤكدها المعطيات التاريخية فلم تسقط طروادة إلا من الداخل ولم تسقط بغداد بيد التتار إلا بخيانة الوزير ابن العلقمي , وهناك الكثير من قصص الخيانة الكثيرة ومنها خيانة والي عكا حيث مكن الجيوش الصليبية من احتلال عكا الحصينة وجعلها موطئ قدم للجيوش الصليبية ونقطة تجميع وإمداد لوجوستي دائم للجيوش الأوروبية.
العدو الصهيوني يعتمد بحروبه على معلومات دقيقة , لا يمكن الحصول عليها إلا من عناصر تعمل على الأرض وتعرف طبيعة المجتمع , يعني من أبناء المجتمعات العربية وخصوصاً في فلسطين وفي القطاع أصبحت ظاهرة العملاء ظاهرة تؤرق المجتمع الفلسطيني ويستخدمها الاحتلال لتحديد أهدافه العسكرية وتصفية قادة المقاومة مما مكن للعملاء في وقت الهدنة من جمع المعلومات العسكرية وأماكن تواجد قادة المقاومة وإثارة البلابل والإشاعات وتأجيج الشارع الفلسطيني من خلال إشعال نار الفتن ونشر الشائعات.
رغم تعامل حركة حماس مع ملف العملاء بجدية وصرامة وأنشأت جهاز يعمل على مكافحة العملاء بشتى الطرق الترغيبية والتهديدية وفتحت باب التوبة عدة مرات وأعدمت العديد منهم كان له أثر كبير على تحجيم العملاء وتقليص تحركاتهم وهذا ما أنجح المقاومة في معركتها الحالية "العصف المأكول" حيث قلة المعلومات لدى العدو الصهيوني فانتقم من المدنين ،جعلته يفاجأ بإمكانيات المقاومة وقدراتها ما جعله يتخبط ويستنزف بنك أهدافه وجعلهم أهدافاً له , وضغطت الحكومة الصهيونية على مخابراتها لتعمل على تفعيل خلاياها التي أصابها الترهل من حملة حركة حماس على العملاء وأصبح جيش العدو يبحث عن أي معلومة يستفيد منها ليحول هزيمته إلى نصر أمام شعبه.
وهناك نسمع عن استخدام مصطلح الطابور الخامس , ماذا يعني ومن أطلقه.
الطابور الخامس
هو تعبير نشأ أثناء الحرب الأهلية الإسبانية التي نشبت عام 1936 م واستمرت ثلاث سنوات وأول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال اميليو مولا أحد قادة القوات الثائرة الزاحفة على مدريد وكانت تتكون من أربعة طوابير من الثوار وقال: إن هناك طابورًا خامساً يعمل مع الثوار من داخل مدريد ويقصد به عملاء من الداخل.
وترسخ هذا المعنى في الاعتماد على الجواسيس في الحروب ويشمل الطابور مسؤولين وصحفيين وبعض من يزعمون أنهم مثقفون.

التعليقات