صور.. عائلة ابو زعنونة تفقد والدهم واعينهم

صور.. عائلة ابو زعنونة تفقد والدهم واعينهم
رام الله - دنيا الوطن- يوسف حماد
قد تكون في غزة، وتغدق على نفسك بالحرص وتعتزل النزول للشارع، في ظل القصف الاسرائيلي الهستيري خشية على اطفالك وعائلتك من عشوائية هذا العدوان.

ولكن عندما تكون في مرقد نومك ويأتيك الموت والقصف الاسرائيلي من حيث لا تعلم ولا تدري.

حينها تدرك جليا معنى العدوان الذي يتعرض له قطاع غزة، الاف المدنيين يحاولون الاحتماء من الغارات البرية والجوية المتتالية دون جدوى،  فيسقطون بالصواريخ التي لا تفرق بين الانسان والتراب، وكلاهما هدف لاسرائيل.

الشهيد احمد أبو زعنونة (30 عاما)، شيب والده الذي انسل بالدموع اثناء الحديث عنه، فيما أحفاده ابناء الشهيد (ليلى ،نجوى ،قاسم) يحدقون النظر في جدهم وعلامات استفهام تعتري وجوههم، فهم في حيرة ماذا يفعلون هل يبكوا والدهم كما جدهم ام يواصلون النظر الى الارض من حياء البكاء..

هي لحظة حيرة وتأثير تتأبط الانسان، حيث يشاهد ابا ينحب نجله واحفاده يسترقون الحزن منه، في اعتى مشاعر الانسانية قسوة، والتي خلفها العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة المستمر
لليوم الـ47 على التوالي، بعد هدن لم تحفظ الانسان الفلسطيني.

في ساعة صباحية باكرة من نهار 19 رمضان لهذا العام، في اوج القصف الاسرائيلي، اي قبل شهر تقريبا يقول ابو عمار ابو زعنونة (53 عاما) ان نجله احمد كان نائما في منزله في الطابق الـ9 من ابراج المخابرات غرب مدينة غزة، ولكنه لم يستيقظ من نومه بعد ذلك للابد فظل خالدا الى الابد، منتظرا لقاء ربه بجانب
التراب، نسأل الله له الرحمة والجنة".

ابو عمار يحاول جاهدا التواري عن ذرف دموعه ولكن حمرة عينيه كشفت حزنه فكانت الكلمات تسوقها الدموع الى ورقة الكتابة فصارت حبرا معطرا برائحة الاسى الذي تجرعته عائلات
2090 ضحية فلسطينية، تعيش في قطاع غزة الذي يترنح تحت حصار اسرائيلي منذ 8 سنوات.

يكمل ابو عمار حديثه ، وبجواره عدد من الجيران والابناء والعائلة برفقة اطفال الشهيد احمد، بعد ان ارتشف القهوة والتي كانت مضيفنا، بفعل العادات والتقاليد الفلسطينية، التي تقضي
تقديمها في بيوت العزاء ليواصل قوله" كما قلت لك في الصباح، دوى انفجار كبير خرجنا فورا لرؤية الاستهداف فكانت شقة ابني
احمد في الطابق الاخير اعلى البرج المجاور لمنزلنا، راينا ابني ملقى على الارض شهيدا مدرجا بالدماء بعد ان قصف بصاروخ اسرائيلي ايقظه من نومه، الى حياة الاخرة، ولم اعرف ماذا حصل بعد ذلك لأنني انهرت."

اصيب في هذا القصف ابناء وزوجة الشهيد احمد ابو زعنونة بشظايا في اعينهم، جعلتهم يرقدون لفترة طويلة في المشفى وما زالت زوجة الشهيد تتلقى العلاج، مع تعافي جزئي لنجله قاسم.

قاسم (7 اعوام) من زهور الربيع ضربت اعينه شظايا من القصف الاسرائيلي، يقول " صار قصف بعدها لقت وجهي مليان دم، ومش شايف حاجة والحيطة وقعت، رحت عالباب، حسيت حدا فتح وطلعت عجارنا الي فوق، وماما كانت متصاوبة ورحنا عالاسعاف".

قاسم قال انه لم يعرف الشخص الذي فتح له الباب، بعد ان كان القصف قد إلتهم الشقة وحائطها الخارجي، والقى بوالده من اعلى البناية الى الارض".

اشرف شاهد عيان تحدث عن لحظة القصف قائلا" لقد تم استهداف الشقة على ما يبدو من المدفعية او الطيران، ثم راينا شخص يهوي على الارض، صراحة لقد سقط بهدوء وكانه تم وضعه وضع اليد على الارض، ويبدو انه استشهد اثناء
القصف، وسقط شهيد لم نجد اي اثار للسقوط في جسده، مثل الريشة سقط وانا لا ابالغ ابدا". وفق حديثه

ويقول قاسم وبجواره شقيقتيه، ليلى "11 عاما"، نجوى "10 اعوام" ينظرون صورة والدهم في غرفة الضيافة بمنزل جدهم ابو عمار" ابويا في الجنة، احنا ما عملنا شيء كنا نائمين وبس الله ينتقم من الي قصفونا".

قدتجد كلمات الطفل قاسم اذان متأثرة وقد تذهب باطنا تشكوا قلة حِيلة الاطفال في قطاع غزة الذين اصبحوا اهم الاهداف استباحة للجيش الاسرائيلي، حيث قضى نحو 600 طفل اغلبهم ما دون الـ12 عاما في الغارات الاسرائيلية المتواصلة على قطاع حتى اللحظة..










التعليقات