البيت المهجور

البيت المهجور
ما هذا النوم الذي سيحمل حقائبك وغطاءك وأشعارك الى غرفة اخرى اعتدتها لتشتاق الى لون دهان غرفتك ومناديل تلتقظها أثناء غداءك ...أو لتستعمل عطر أخر لا ترغبه عشيقتك ..لتنادي على أمك فتلقاها امرأة اخرى ..أو ان تأتي بالقهوة عمتك فتبقى رائحتها تعتريك لأنها ليس بفنجانك الاسمر العالق ..من سيحضر فطوري على سريري الغائم ...ما هذا الشئ لتستدعي اخاك الصغير فتلقاه في بيت اخر ككل فرد من افراد عائلتك ...أن تمازح بشعر اختك الطويل فتجد امرأة غاضبة اسمها ابنة عمتك ..أن تفتش عن اسرارك فتجدها عدم ...أن تشاجر اباك لادمانك على التدخين فتجده ببيت اخر ضجر ..تمنيت اصابع أخي الصغير المدلل وغطائي الذي أتناوله بأمر ..وشخير اخي الكبير وكلبي المعلق بصورة السحر ...هي حرب المشاعر قبل الموت ..حرب الفقدان قبل الدم ..من سيجلب احلامي على رف اخر ..أو ان يختار لي ملابس لست لي ..ورائحة معطر البيت التي لا اطيقه..هنا لا يجب علي الاعتراض تقول امي يكفي اننا ضيافة عندهم ..اكبري على العابك السخيفة كنط الحبل والكرة مع الاطفال ...كان عليها ان تتلفظ جملتها الاخيرة ..كأنها تقول اهدأي او لنعود الى بيتنا ونموت معا ...لن أتجرأ غير اليوم بصرخة ادهشتها بقولي ..لن يهددنا جيش يهودي ...هكذلك ثناثرت كورقة ياسمين أبكي وأحدثها ..أتدرين يا امي اشتقت الى رفوف شعري ..اشتقت لروح بيتنا وازهار حديقتنا ..اشتقت لاعترض على طبق الدجاج المشوي لاقول لكي استبدليه لا احبه ...اشتقت لكأس القهوة البارد الذي يزعجني ..يخدعني شعور وطأة أحلامي واخاف ان أُنسى تحت ركام ايامي ..بدلي يا امي ثيابك نريد الموت في بيتنا بين رائحة صغرنا وبحر حبنا ..أريد اللاوعي عندما اعيش وكذلك عندما اموت ...لنبدل يا امي ثوبنا أكاد اشتاق للشهادة في بيتنا .

التعليقات