أبو مازن لخالدة جرار : ما تيجي عندنا في السلطة

أبو مازن لخالدة جرار : ما تيجي عندنا في السلطة
بقلم : عبدالله عيسى

زيادة التعنت والعنجهية تؤدي إلى مفارقات ومهازل مضحكة مبكية والحكومة الإسرائيلية كأي استعمار عايشه العالم يرفض دائما وجود الأخر ويخترع عقوبات وإجراءات هزلية عديمة الجدوى ولكنه يظنها الحل بدل أن يعترف بحقوق الشعب الذي يخضع لهذا الاستعمار .

وعندما تقترب نهاية الاحتلال تزداد حدة الإجراءات والممارسات المفلسة ويضيق الخناق على الشعب المحتل ويتمادى على أمل إخضاع روح المقاومة الشعبية .

قرار إبعاد خالدة جرار إلى أريحا بحد ذاته نكته مضحكة مبكية  .. هل يعقل أن دولة ما تبعد مواطن من دولة أخرى إلى مدينة في تلك الدولة .. يعني مثلا تأتي العراق وتقرر إبعاد مواطن سوري من دمشق إلى حلب!!!

فلسطين دولة معترف بها في الأمم المتحدة وإسرائيل كذلك فكيف تقرر إبعاد المواطنة النائب خالدة جرار من رام الله إلى أريحا أي داخل حدود دولة أخرى وتجبرها على ذلك .

لا احد يقول مفاوضات حل نهائي وغيره .. هنالك اعتراف من العالم كله في الأمم المتحدة بدولة فلسطين وأريحا بأي اتفاق حل نهائي ستكون داخل حدود الدولة الفلسطينية ..وهل إسرائيل تهمها قرارات الأمم المتحدة فقط عندما يتحرك احد لإدانتها أما مراعاة القانون الدولي في إجراءاتها لا يهمها وتضرب بقرارات الأمم المتحدة بعرض الحائط .

قصة خالدة جرار تذكرني بفيلم ناصر 56 وتأميم قناة السويس عندما ذهب جمال عبدالناصر إلى القناة فاعترضه موظف مصري بسيط كان يعمل في هيئة القناة وشرح للرئيس عبدالناصر ما حصل له بعد ان طردته الهيئة ظلما .. فقال عبد الناصر للمواطن المصري المطرود من هيئة القناة " قبل تأميمها " :" ما تيجي عندنا في مصر "!!

المواطن ذهل ونظر حوله وقال :" وإحنا فين مش في مصر ".

واتخيل نفس الموقف بان ابو مازن سيكرر لخالدة جرار ما قاله الزعيم عبدالناصر للموظف المصري قبل تأميم قناة السويس :" ماتيجي يا خالدة عندنا في السلطة ".

وستقول خالدة نفس ماقاله المواطن المصري :" ونحن أين الآن السنا في الدولة الفلسطينية ".

إننا نعيش مرحلة ما قبل رحيل الاحتلال كما كان الحال في قصة فيلم ناصر 56 والشجاعة الآن صبر ساعة لا أكثر .

مشهد من فيلم ناصر 56 المواطن المطرود من هيئة القناة :

 

التعليقات