تفاصيل مروعة عن مجزرة عائلة اللوح:أجساد الأطفال تناثرت إلى عدة أمتار وعثر عليها في بيوت الجيران

تفاصيل مروعة عن مجزرة عائلة اللوح:أجساد الأطفال تناثرت إلى عدة أمتار وعثر عليها في بيوت الجيران
رام الله - دنيا الوطن- تقرير:أسامة الكحلوت
تصوير : جهاد عثمان

 تجاوز الاحتلال الإسرائيلي في حربه الهمجية ضد قطاع غزة كل المعايير والقيم الإنسانية ،فأطلق نيران حقده عبر صواريخ مدمرة تستخدم في الحروب الإستراتيجية بين الدول على مواطنين عزل،فقتل عشرات العائلات في مجازر بشعة يندى لها جبين العالم .

عائلة الشهيد رأفت اللوح كانت رقما جديدا أضيف إلى لائحة العائلات التي راحت ضحية مجازر كاملة ارتكبتها اسرائيل في غزة،فشطبت من السجل المدني لتضاف إلى سجل الشرف والشهادة.

وككل عائلات قطاع غزة منذ بدء التصعيد ، عاد المواطنون لمنازلهم بعد سماع دوي عدة انفجارات في الاراضى الخالية في المناطق الشرقية القريبة من السياج الفاصل ، وأخليت شوارع القطاع وأغلقت المحال من جديد بعد استئناف الحرب البربرية ضد القطاع، واستقرت عائلة الشهيد رأفت اللوح كباقي عائلات القطاع داخل منزلها الواقع في منطقة الحكر في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة . 

ومع اقتراب الساعة من الخامسة فجرا توضأ والد الشهيد رأفت اللوح الذي يسكن مع زوجته الثانية بجانب منزل الشهيد للصلاة ، ومع خروجه للمسجد أطلقت طائرات الاحتلال الاسرائيلى صاروخا من نوع اف 16 على المنزل ، فاستشهد كل أفراد الأسرة ، وردم الصاروخ المنزل كاملا تحت الأرض في حفرة عمقها 10 أمتار  . 

يقول الزميل الصحفي أكرم اللوح احد أقارب الشهداء والذي يسكن على بعد أمتار قليلة من منزل الشهيد : "لقد استشهد خلال هذا القصف الشهيد رأفت اللوح " 31 عاما " ، وزوجته نبيلة أبو ركاب " 30 عاما " ، وأبنائه الأطفال مصطفى وميسرة وفرح ، وشقيقيه احمد ومحمد ، اللذان يعملان معه في بيع الخضار والفواكه في الأسواق ، ولا يتبع احد من أفراد الأسرة لفصائل المقاومة".

ويشير اللوح إلى ان حياة الاسرة كانت بسيطة ،فالأسرة لم تكن بعيدة عن الحزن والفقدان بعد أن توفى احد اطفالها قبل عام إثر تعرضه للدهس من سيارة كانت تسير على الشارع القريب من منزلهم ، وتم استخراج جنين فى الشهر الثامن من رحم الشهيدة زوجة رأفت ، حيث كانت تنوى اسرته تسميته يزن على اسم طفلها الذى توفى قبل عام.

 وبحسرة بالغة يواصل اللوح حديثه من داخل منزله الذى تدمر بفعل القصف ، وهو ينظر الى منزل الشهيد الذى اختفى تماما بعد الغارة الإسرائيلية :" القصف دمر المنطقة ومسح منزل الشهيد ومنزل والده الملاصق له كاملا ، فى حين تدمر ما يقارب 8 منازل للعائلة بشكل جزئى " . 

ويتابع :" عثرنا على الشهيد رأفت على بعد 30 متر من منزله لقوة الانفجار ، و عثرنا على زوجته على سطح الدفيئات الزراعية القريبة من منزلهم ، فيما عثرنا على ابنائه الاطفال داخل الشقق فى المنازل المجاورة لبيت الشهيد فى الطابق الرابع والثالث بعد مئات الامتار من المنزل، وبذلك مسحت الاسرة كاملا من السجل المدنى ودمر المنزل بالكامل ، وانتهت اسرة الشهيد رأفت " . 

ابن عم الشهداء المواطن عبد الحليم قاسم اللوح يقول لـدنيا الوطن " انه إضافة إلى الشهداء الذين سقطوا في المجزرة , لم يستثني القصف مصالحنا التجارية حيث تدمرت مخازن مليئة بماكينات التصنيع والأغذية كانت مقابل المنزل المدمر".

وأضاف اللوح أن قصف سابق لمنطقة الحدبة في دير البلح كبده خسائر تقارب الـ60 ألف دولار إضافة إلى تدمير جزئر لمبنى في منطقة حكر الجامع يحتوي على كميات كبيرة من البضائع تقدر بحوالي 15 ألف دولار بالاضافة الى ثلاثة خطوط انتاج لصناعة المواد الغذائية تقدر بـ40 ألف دولار مؤكدا أنه تم تدميرها بشكل كامل إضافة لتدمير جزئي لسيارتين من نوع مرسيدس تستخدمان لنقل البضائع".

وشيعت عائلة اللوح التى تسكن فى منطقة الحكر الشهداء وسط حضور كل افراد العائلة . ويسكن معظم أفراد عائلة اللوح فى منطقة الحكر في منازل ملاصقة لبعضها البعض ، بالاضافة لعائلة ابو عمرة وخطاب ، وهى اكبر العائلات المتواجدة فى منطقة الحكر من حيث عدد السكان. 

والشهيدان هما الوحيدان لوالدتهما بالاضافة لشقيقين اخرين من زوجة الاب الثانية ، استشهد احدهما واصيب الاخر.

و قدمت عائلة اللوح عدة شهداء فى الجولة الاولى من الحرب على قطاع غزة ، من ضمنهم اطفال ونساء وشبان ومسنين.

 وتعد بذلك عائلة اللوح اول مجزرة فى قطاع غزة بعد استئناف الحرب على قطاع غزة ، حيث استشهد قبلها بساعات قليلة زوجة القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف وطفليه ، خلال استهداف لمنزل عائلة الدلو شمال غرب مدينة غزة .



التعليقات