أزمة نتنياهو ومستقبل اسرائيل

أزمة نتنياهو ومستقبل اسرائيل
بقلم / المهندس نهاد الخطيب                                          

مهندس وباحث في العلاقات الدولية  

لا يمكن فهم نكوص نتنياهو عن التوقيع على اتفاق  وقف اطلاق النار في غزة في إطار إدارته للأزمة إلا انعاكسا لعدم قدرته على استيعاب وهضم المعطيات الجديدة والحقائق التي أفرزتها الحرب الحالية والأبرز منها الخلل الذي أصاب معادلة الردع بين اسرائيل وبين الفلسطينيين لصالح الفلسطينيين  طبعا  و الذي جعل من المستحيل بالنسبة لإسرائيل المضى في مخططاتها – النائمة - التي تشبه الخلايا النائمة في عالم الجاسوسية حيث يتم إيقاظها عند الحاجة لها في ظل ظروف مواتية أو اسباتها في طل عدم الحاجة لها  أوعدم موائمة الظروف لذلك  , فتماما كما يشعر الفلسطينييون بأنه لا مكان أمن في أرضهم فهو أصبح نتنياهو  الأن يرى أنه لا مكان أمن في اسرائيل كلها وهذا أمر جديد عليه وعلى كيانه ولا يتخيل أن تعود الحياة الى طبيعتها عندهم في الوقت الذي يمتلك الفلسطينييون القدرة على الوصول الي أي مكان في اسرائيل في اللحظة التي يحددونها بالسلاح الذي يمتلكونه الأن وتزداد الأمور صعوبة بالنسبة له إذا دخلنا عالم الاحتمالات مثل أن يفكر الفلسطينييون في حالة  يأس باللجوء الى السلاح الكيماوي وهذه المسألة ليست صعبة تقنييا  أو أن يقوم الفلسطينييون بالتضحية بالسلطة القائمة في رام الله والمعادلات الدولية والاقليميية التي أنشأتها ويقومون بتسليح الضفة الغربية  و لا أحد يدري انعكاس ذلك كله علي مليون فلسطينيي يعيشون داخل اسرائيل كأقلية مضطهدة  وماذا لو تحقق هذا كله جملة واحدة فكيف يكون وضع اسرائيل حيئذ . أنا أنصح القيادة الاسرائيلية باللجوء الى أحد وسائل التخطيط الاستراتيجي وأعني به تحليل  SWOT  فربما يرى الاسرائيلييون المصفوفة المفزعه من نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص المتاحة أمامهم وكذلك التهديدات المحيطة بهم وربما يقودهم هذا الى  تفكير أكثر واقعية وسيروا عندها أن السلام مع أبو مازن فرصة العمر التي أضاعوها فالجيل القادم بعد أبو مازن -  أطال الله في عمر الرجل – أكثر صلابة وأكثر قدرة على استعاب تكنولوجيا العصر وتطوير بدائل محلية ورخيصة لها بحيث يضيق هامش التفوق الاسرائيلي  حينها قد لا يكون هناك متسع من الوقت أما الاسرائيليين لإدارة نهايتهم بطريقة منظمة وتتحقق نبوءة أبو مازن نفسه في كتابه  الصهيونية بداية ونهاية التي طلب من اخر الخارجين اليهود من فلسطين بعدم نسيان إطفاء الأنوار في مطار اللد أو ما يسمى بمطار بن غوريون . ولعل ما يجعل من ورطة نتياهو مأزقا حيقيا هو أنه لا يوجد أمامة خيارات سهلة  للخروج من ورطته مع الشعب الفلسطيني بدون تراجع حقيقي عن سياساته المعلنه وخططه الاستراتيجية فهو يعلم أنه غير قادر على تصفية فصائل المقاومة عسكريا  والصعوبة أكبر أن يتقاتل الفلسطينييون مرة أخري  واالمستحيل أن يتخلى الفلسطينييون عن أهدافهم الوطنية بل إن سقف مطالبهم يرتفع يوما بعد يوم وإذا لجأ الاسرائيليون الى قراءة الخارطة الاقليمية من حولهم فسيعرفون أن الأمور ليست في صالحهم لا من خلال القراءة الجيوبوليتيكبة ولا الخارطة الجيواستراتيجيىة وهذا مرتبط بشكل من الأشكال بمؤشر تذبذب قوة ونفوذ الحليف الأمريكي حول العالم  فيا نتنياهو أليس هذا وقت مناسب لكي تراجعوا أنفسكم  باتجاه اعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه قبل أن يعطيكم تأشيرة خروج نهائي من هذه المنطقة  لتعودوا الى حياة الجيتوهات التي ربما لم ينساها كبار السن فيما بينكم وقبل أن يصبح من الصعب على صغاركم أن يتقبلوها    يرحمكم الله والكلام للفلسطينيون

التعليقات