المفاوضات ... إلى أين؟!!

المفاوضات ... إلى أين؟!!
الأستاذ الدكتور رياض علي العيلة 

بدأت المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية غير المباشرة من خلال جمهورية مصر العربية، لتوقيع اتفاق هدنة طويلة!!! أو اتفاق ينهي الحصار ويبنى الميناء البحري والجوي، فق أسفرت عن التوصل إلى هدنة تلو الهدنة...24 ساعة...72 ساعة...120 ساعة...5 أيام...وأخيرا 24 ساعة على الرغم من ليونة الموقف الفلسطيني للتوصل إلى اتفاق...إلا أن الهدنة الأخيرة لم تصمد...لماذا؟!! ...لأن هدف قادة العدوان الصهيوني، أولا: تكرار ما تعود عليه في مفاوضات العقدين الأخرين التي لم تفضي إلى حل بل إلى تدمير ما يتم بنائه من قبل السلطة الفلسطينية، وثانيا:الحصول على الوقت لتحسين المعلومات الاستخبارية...لإستئناف عدوانهم من جديد... والذي بدأ بفبركة اطلاق الصواريخ على مدينة بئر السبع من غزة أثناء وقت الهدنة، ويتبع ذلك استهداف الطائرات الاسرائيليةلحي كامل بصواريخ متطورة أدى إلى تدميره بحجة وجود شخصية عسكرية مرموقة من رجال المقاومة!!...

في ضوء التحركات الاقليمية والدولية للعودة إلى ما قبل المفاوضات، فقد أدى ذلك إلى فقدان الأمل في توقيع الاتفاق، بل نستطيع القول أن ذلك الأمل قد تبخر بسبب الموقف الاسرائيلي المناور القائم على عدم منح المقاومة الفلسطينية أي نوع من الانتصار السياسي، بعدما استطاعت المقاومة الفلسطينية، أن تبرهن لقادة العدوان الاسرائيلي أنها تقف بالمرصاد لكل محاولاته... وأخر خرق لاتفاق الهدنة قيامه بسحب وفده المفاوض من مصر، وقيامهبتنفيذالعملية الفاشلة لاغتيال أحد قادة المقاومة العسكرين...التي ردت عليه المقاومة.. بضربات صاروخية  أرجعت مواطنيه إلى الالتزام في الملاجئ...

وبعيدا عن ذلك، فإن جهودا حثيث  تبدلها جمهوية مصر العربية – بشهادة قادة الفصائل الفلسطينية المشاركة في المفاوضات – من أجل إنهاء العدوان الاسرائيلي، مقابل جهوداتبذل من منطلق المصالح الخاصة لبعض الاطراف العربية والاقليمية لإفشال الجهود المصرية والفلسطينية للوصول الى انهاء العدوان!! مع العلم أن اتفاق عام 2012 لم يختلف كثيرا عن الخطة التيبدأت على أساسها المفاوضات غير المباشرة لانهاء العدوان الحالي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة..لماذا هذا العبث بدماء الشعب الفلسطيني التواق للحرية وتقرير المصير عبر تحقيق المطالب والاهداف الفلسطينية، الذي يسعى لانهاء العدوان ولملمة جراحه؟!! ألا يكفي 67 عاما من الاضطهاد والاستعباد والقتل والتشريد وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها...ألا يكفي... وأن تنتهي الصراعات الاقليمية والدولية للسيطرة على القرار الفلسطيني المستقل... وأن يمنعوا الكيان الاسرائيلي من استغلال ذلك لكي يتراجع عن كل ما سبق الاتفاق عليه منذ أوسلوا 1991م، ويعود إلى الأوامر العسكرية وتطبيقها على أراضي السلطة الفلسطينية عبر ابعاد القادة السياسيين من الاراضي الفلسطينية إلى مناطق أخرى منها، وهذا يعني العودة إلى ما قبل اتفاقات أوسلو وما تبعها من اتفاقات!!!

تأسيسا على ما سبق، أن قادة العدوان الاسرائيلي يسعون من خلال مراوغتهم في المفاوضات غير المباشرة الى تحقيق أهدافهم!!بمد أجل المفاوضات، كما تعودت في مفاوضات العقدين الأخيرين التي لم تفضي إلى حل، بل للتدمير المستمر لما يتم أنجازه من قبل السلطة الفلسطينية!!... فالدمار الذي ألحقه العدوان الاسرائيلي لا يسمح للشعب الفلسطيني ولا لقيادته السياسية والمقاومة أن تنتهي المفاوضات إلى عدم تحقيق الاهداف الفلسطينية قطاع غزة والقضية الفلسطينية ككل... ونأمل أن يكون الموقف الفلسطيني وحدويا نابعا ومرتكزا على التمسك بالمطالب وعدم التنازل عن تحقيق الاهداف الفلسطينية...حيث أن قادة العدوان الاسرائيلي يستخدمون كافة الوسائل بما فيها الرجوع إلى الأساليب القديمة الجديدة، وخاصة أسلوب الابعاد لقادة العمل الوطني الفلسطيني الذي يعد مخالفا لاتفاقات دولية والقفز عن كل ما تم الاتفاق عليه والذي يعني التعامل بالمثل وعدم الرضوخ... انطلاقا من الكلمات الصادقةلشاعر فلسطين سميح القاسم الذي رحل عنا اليوم...وبقيت روحه الطاهرة تحلق في سماء فلسطين... التي رددها بقوله ... منتصب القامةِ أمشي...مرفوع الهامة أمشي...في كفي قصفة زيتونٍ...وعلى كتفي نعشي...وأنا أمشي...وأنا أمشى...ويستمر شعبنا فيتصديهللعدوانالغاشم،حتىنيل حريته وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس...

التعليقات