الصومال هزمت أمريكا وداعش تقلد التجربة

الصومال هزمت أمريكا وداعش تقلد التجربة
بقلم : عبدالله عيسى

كانت الصومال أول تحدي لأمريكا والمجتمع الدولي نظرا للحرب الأهلية التي كانت تدور رحاها في أوائل التسعينات فقرر الرئيس الأمريكي كلنتون القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على الميليشيات المتحاربة وعلى رأسها المؤتمر الوطني برئاسة الجنرال محمد فارح عيديد .

بدأت الحملة العسكرية الأمريكية  في عام 1993بقوة تعداداها 30 الف جندي بمشاركة قوات دولية تابعة للأمم المتحدة وأثناء الاشتباكات أسقطت  قوات الجنرال عيديد طائرة مروحية "بلاك هوك" أمريكية وقتل  19 جنديا أمريكيا من قوات دلتا .

الجنرال عيديد كمقاتل من الصحراء أراد استغلال مقتل الأمريكيين للضغط على كلنتون للانسحاب من الصومال فأمر مقاتليه بربط جثة جندي أمريكي قتيل بسيارة لاندروفر وسحله في شوارع مقديشو عاريا أمام كاميرات التلفزيون مما احدث ضجة عالمية واستنكار واسع النطاق للوحشية التي تعامل بها الجنرال عيديد مع جثة جندي قتيل كما ضجت أمريكا بمطالبة كلنتون بالانسحاب من الصومال وعدم تعرض أبناء الشعب الأمريكي لهذا المصير المؤلم .

نجح الجنرال عيديد وانسحبت القوات الأمريكية بعد اقل من 6 شهور من بدء المعركة ولكن القصة بقيت في الذاكرة للبعض ممن له معارك  وجولات مع أمريكا .

وفي عام 1996 قتل الجنرال عيديد بشكل مفاجئ على يد احد خصومه .. وصدر تعليق غريب عن الأمين العام للأمم المتحدة يقول فيه :" قد يكون في موت الجنرال عيديد حل لمأساة الصومال ".

وفي معركة سقوط بغداد كان لدى أمريكا خشية من أن يكرر صدام ما فعله الجنرال عيديد مع الجنود الأمريكيين الأسرى ولكن صدام لم يفعلها وفعلها غيره بعد سقوط بغداد وهو أبو مصعب الزرقاوي الذي اوجد طريقة خاصة به أكثر إيلاما من سحل جندي خلف سيارة .. وهي ذبح الأمريكيين وغيرهم بالسكين وتصوير عملية الذبح .

والان داعش في سوريا تكرر المشهد بذبح صحفي أمريكي ولم يكن جنديا محاربا اصلا ولكن يريدون إيصال رسالة دموية للرئيس الأمريكي اوباما حتى لاتقوم بحملة عسكرية ضد داعش .

كان رد فعل الرئيس الأمريكي شديدا وقال :" داعش بلا دين ولن يكون لداعش مكان في القرن الواحد والعشرين".

لا اعتقد أن ذبح الصحفي الأمريكي سيمنع الحملة الأمريكية على داعش بل سيعجل بها ويوسعها إلى اكبر نطاق لتشمل كل مكان تتواجد بهد اعش بالتعاون مع دول عربية كما حصل بعد أحداث 11 سبتمبر .. الرد العسكري الأمريكي لا نعرف متى ولكن لا اظن انه سيتأخر كثيرا لان ذبح الأمريكي سبب لاوباما إحراجا كبيرا داخل الولايات المتحدة الأمريكية وعلى صعيد الرأي العام الأمريكي .

إن قرر الرئيس الأمريكي الحرب ضد داعش فستكون حربا طاحنة واسعة النطاق ولن يستطيع اوباما بمفرده تحديد نطاقها بل ستقوم داعش بتوسيع نطاقها لتمتد إلى دول عربية عديدة .

 

التعليقات