الأونروا: مع دعوة الأونروا لجميع الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية، يبقى دعم المدنيين أولويتها القصوى

رام الله - دنيا الوطن
لقد زاد استئناف الأعمال العدائية بين حماس وإسرائيل خلال الساعات ال48 الماضية من أهمية وإلحاح استمرار تقديم الدعم والحماية للمدنيين في غزة. ومع ارتفاع أعداد النازحين في مراكز الإيواء التابعة لها إلى نحو 280,000 شخص، تبدي الأونروا بالغ القلق إزاء الوضع الراهن والأزمة الإنسانية القائمة والتي تجلت آثارها المدمرة بالفعل في كافة أنحاء المناطق الخمس في قطاع غزة.

لقد عملت الأونروا في غزة منذ عام 1950، ويقتضي تفويضها بتوفير المساهدة والحماية للاجئين الفلسطينيين المسجلين إلى أن يتم التوصل لحل عادل لمحنتهم. خلال أوقات الصراع، وإضافة إلى تقديم الخدمات ل1,2 مليون لاجئ في غزة، توسع الوكالة عملياتها لتقدم الخدمات لجميع المحتاجين.

يقول السيد سكوت أندرسون، نائب مدير عمليات الأونروا في غزة: "يبقى توفير الدعم والحماية لجميع السكان في غزة أولويتنا القصوى" مضيفاً: "إننا نشعر بقلق بالغ إزاء التصاعد الخطير للعنف على مدار اليومين الماضيين، وسنستمر في بذل كل ما في وسعنا لضمان توفير المأوى الملائم للنازحين من النساء والرجال والأطفال، والحرص على حصول كل أسرة في غزة عل ما يكفي من الغذاء، الماء، وغيرها من الإمدادات الحيوية."

وبالإضافة إلى إدارة 83 مركزاً للإيواء الطارئ في مدارسها، تتضمن عمليات الأونروا الخاصة بالاستجابة للطوارئ التوزيع الإستثنائي للمساعدات الغذائية بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي، تقديم المساعدات الغذائية وغير الغذائية لمنظمات المجتمع المحلي، توفر الخدمات الصحية في عيادات الأونروا لغير اللاجئين، وتقديم الدعم للنازحين في مراكز الإيواء التابعة للأونروا وتلك غير التابعة لها. كما وتتعاون الوكالة بشكل وثيق مع منظمات إنسانية أخرى لمساعدة الأسر التي تستضيف النازحين من الأقرباء أو الذين يفتقدون لإمكانية الحصول على الخدمات الحيوية.

وتأتي الأزمة الراهنة في وقت عصيب جداً مع دخول الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة عامه الثامن في شهر حزيران/ يونيو الماضي. حيث تستمر الآثار الكارثية للحصار مع استمرار القيود المشددة المفروضة على القدرة على الوصول إلى الأسواق وعلى حركة الناس من وإلى قطاع غزة. فقد دُمر الاقتصاد ومعه قدرته على خلق فرص العمل، متسبباً في تحول الغالبية العظمى من السكان إلى الاعتماد على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية. وقد ارتفع عدد اللاجئين الفلسطينيين المعتمدين على المساعدات الغذائية التي تقدمها الأونروا من أقل من 80,000 في عام 2000 إلى ما يزيد عن 830,000 اليوم.

إن الأونروا تجدد التعبير عن خيبة الأمل العميقة التي أبداها الأمين العام للأمم المتحدة نتيجة استئناف الأعمال العدائية وتدعو إلى إنهاء الصراع. يقول السيد أندرسون: "إن الآثار الإنسانية لهذه الحرب غير مقبولة والدمار الذي خلفته غير مسبوق. إننا ندعو جميع الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية فوراً ووقف سفك الدماء."

ونتيجة لتصاعد العنف على مدار الأسابيع الست الماضية، فقد نحو 2,000 شخص أرواحهم في غزة من ضمنهم أحد عشر موظفاً من موظفي الأونروا و467 طفلاً.

التعليقات