مجلس الإفتاء الأعلى: المسجد الأقصى يتلظى بنار جريمة التقسيم

مجلس الإفتاء الأعلى: المسجد الأقصى يتلظى بنار جريمة التقسيم
رام الله - دنيا الوطن
تتزامن جلسة مجلس الإفتاء التاسعة عشرة بعد المائة، مع حلول الذكرى الخامسة والأربعين لإحراق المسجد الأقصى المبارك؛ الذي ما زال يعاني مرارة التهويد ومخاطر التقسيم، وذلك بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والذي يرتكب فيه أبشع الجرائم والمجازر بحق أرواح أبناء شعبنا ومساجدهم ودور سكناهم وممتلكاتهم، ووجه المجلس نداء استغاثة إلى الحكومات العربية والإسلامية وشعوبها للتحرك الجاد والعاجل لحماية الشعب الفلسطيني وإنقاذ المسجد الأقصى من مؤامرات التهويد والتقسيم التي تجري بتخطيط سلطات الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذها، على غرار ما حدث في المسجد الإبراهيمي الشريف، وذلك في ظل تصاعد الاقتحامات المتكررة التي يقوم بها المستوطنون الإسرائيليون لحرمة المسجد الأقصى، وإغلاق سلطات الاحتلال أبوابه أمام المسلمين، لتمكين غلاة المستوطنين من اقتحامه، مشيراً إلى أن ما يقوم به عتاة المستوطنين وأعضاء الكنيست والمسؤولون الإسرائيليون أمثال المتطرف موشيه فيغلين لن يعطي أي حق لغير المسلمين في المسجد الأقصى، وسيقود إلى إشعال فتيل حرب دينية لا تحمد عقباها، وأكد المجلس رفض مسلمي العالم بأسره الاعتراف بأي سيادة على المسجد الأقصى المبارك لغير المسلمين، فذلك حق ديني خالص للعرب والمسلمين، وقال المجلس: إن جريمة تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً ومكانياً تتطلب من المسلمين جميعاً في شتى أنحاء العالم الوقوف صفاً واحداً في وجه الحقد الأسود على مسجدهم ومقدساتهم، وأنه مثلما هبّ أهل فلسطين لإطفاء نيران الحقد العنصري التي طالت مسجدهم ومقدساتهم يوم إحراقه، ودافعوا عنه بكل غالٍ ونفيس، بالمهج والأرواح؛ أمام كل الأخطار التي هددته، فيجب على أبناء الأمة الإسلامية اليوم أن يهبوا لإنقاذ مسجدهم الأقصى من براثن التقسيم وأخطاره، حتى لا يصل به الحال كما المسجد الإبراهيمي في الخليل.

    ودعا المجلس أبناء مدينة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، وكل من يستطيع الوصول إلى الأقصى إلى وجوب شد الرحال إليه للدفاع عنه، والصلاة فيه، والمرابطة في باحاته، لإفشال المشروع الإسرائيلي القاضي بالاستيلاء عليه، مشدداً على ضرورة العمل الجاد لكسر الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على مدينة القدس من خلال مناصرتها بالزيارة الهادفة من قبل العرب والمسلمين لحمايتها من عملية التهويد، والدفاع عن أولى القبلتين وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين، عملاً بقول رسولنا الأكرم، صلى الله عليه وسلم: (لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِد: مَسْجِدِي هَذَا، ومَسْجِدِ الحَرَام، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى) (صحيح مسلم، كتاب الحج، باب لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد).

    وطالب المجلس ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والمؤسسات الدولية لمجلس الأمن ومنظمة اليونسكو والجهات المعنية إلى اتخاذ الإجراءات الصارمة ضد الحكومة الإسرائيلية، التي تشرع الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس بخاصة، وفي باقي مدن دولة فلسطين المحتلة بعامة، مشدداً على أهمية تحمل مسؤولياتها لوقف العبث الإسرائيلي المحدق بالمقدسات، وعدم الاكتفاء بحملات التنديد والاستنكار، فالذي يجري في القدس تجاوز كل ذلك، مما يستدعي ضرورة العمل لمنع وقوع كارثة قد تحل بالمسجد الأقصى تهدد وجوده، فالمسجد الأقصى يحرق للمرة الثانية، ولكن هذه المرة ليس بالنار، ولكن بالتقسيم المكاني والزماني، وإفراغه من رواده.

التعليقات