شبح الظلام على مصر المحروسة

شبح الظلام على مصر المحروسة
بقلم: د. شادية خليل

ظلام دامس يجوب أرجاء البلاد يسيطر عليها من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها من مدنها إلى قراها ، تعطلت كل المصالح والأعمال الفردية والجماعية للأفراد والمؤسسات بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائى على أنحاء البلاد ، فما بين كل ساعة وساعة تنقطع ما بين الساعة والنصف إلى ساعتين وتأتى ما بين نصف ساعة وساعة ، وتنقطع فى اليوم الواحد من خمس إلى سبع مرات وثمان مرات على فترات متقطعة من اليوم، فكيف يتم إنجاز أى عمل فى هذا المناخ الغير مناسب وبدون وجود طاقة؟

والسؤال الذى يطرح نفسه الآن: هل يُعقل أن دولة كبيرة كمصر (هوليود الشرق) أن تعيش فى هذا الظلام المستمر الذى يستمر لعدة ساعات على فترات متقطعة ، ولا يستطيع الفرد فيها أى يفعل شيئاً عندما تأتى الكهرباء لأن الفترة التى تأتى فيها بسيطة جداً.

إن ما يحدث بمصر الآن من انقطاع مستمر للتيار الكهربائى لم يشهده المجتمع المصرى منذ فترات طويلة فلم نشهده إلا من خلال عصر الإخوان إلى الآن ، فكيف تتم التنمية فى ظل عدم توافر مصادر الطاقة.

هل الحكومة فعلاً عاجزة عن توفير الطاقة للمواطنين بما يتيح لهم الاستمرار فى الإنتاج والتقدم والتنمية؟ أم هناك شئ آخر خفى لم نعرفه؟ فنجد البعض يخرج ويقول: "أُصبر يا مصرى لأنك بتشارك فى حفر قناة السويس الجديدة" ، فعلاً عمل عظيم أن يشارك كل مصرى ومصرية فى هذا العمل العظيم ويضحى من أجله لأننا جميعاً نسعى إلى بناء وطن وليس أى وطن فإنها مصر (هوليود الشرق) ، لكن هذه الأزمة كانت قبل تدشين حفر قناة السويس ؛ ويخرج البعض الآخر ويقول: الإخوان أو الإرهابيين أو البلطجية أو تحت أى مسمى أحروقوا كابلات الكهرباء أو قطعوها ، إذن فأين دور الأمن؟ وكيف توصل هؤلاء إلى الكابلات؟ إذن يوجد تقصير من الجهات الأمنية لحماية هذه الكابلات ووضعنا تحت رحمة هؤلاء البلطجية.

أيتها الحكومة المُبجلة أنتم نتاج ثورة عظيمة هى ثورة 30 يونيو أعطى فيكم الشعب المصرى كل آماله وطموحاته ، لذلك نريد حلاً سريعاً لهذه الأزمة لأن هذه الأزمة تبطئ من عجلة التنمية ، فبدون طاقة لا يمكن أن يكون هناك تنمية ولا إنجاز لابد أن يكون هناك إيديولوجية لحل هذه الأزمة ، لقد أصبح الكثيرون لم يستطيعون العمل لساعة كاملة متواصلة بسبب الكهرباء ، وعلى صعيد متصل يوجد العديد من المرضى فى المستشفيات ، وأطفال فى الحضانات ، وغرف عمليات عندما تنقطع الكهرباء عليهم قد تحدث كارثة وقد تُؤدى بحياتهم ، وأيضاً يوجد فى كل أسرة لدينا أطفال وشيوخ لا يتحملون انقطاع الكهرباء المستمر بهذه الطريقة وفى ظل هذا الجو الحار.

لقد أقبلنا على بداية العام الدراسى الجديد ومع استمرار هذه المشكلة ستتفاقم مشكلات أكبر وأعظم ، وهو خمول الطالب وعدم قدرته على الاستذكار.

إن الشارع المصرى الآن فى حالة غليان ، والحكومة الحالية فى مأزق وأرجو أن لا تتوانى فى حل هذه الأزمة على المدى القريب ، لأن هناك من يحاول أن يستغل هذه الأزمة لصالحه واستغلال الناس البسطاء وأصحاب القلوب والعقول الضعيفة للإضرار بمصالح الدولة ، فالشعب المصرى شعب أصيل يتميز بالصبر والقدرة على التحمل ولديه استعداد أن يضحى من أجل وطنه بكل ما هو غالى ونفيس ، لذلك نرجو النظر بعين الاعتبار إلى هؤلاء الذين تعطلت مصالحهم وأعمالهم.

 كاتبة صحفية وإعلامية مصرية
[email protected]

التعليقات