العميد فرحات: لدى "داعش" إمكانيات جيش متطور.. ودول عربية عدة في خدمته

رام الله - دنيا الوطن
خطر "داعش" داهم على لبنان، لأن المخطط يسير وفق آلية مُعدّة سابقاً، وبالتالي المطلوب جهوزية تامة من قبل كافة القوى السياسية في المشرق وكل إنسان حر في العالم لمواجهة هذه الآفة الفتنوية المسماة "داعش"، لأن التعويل على الغرب خطيئة مميتة، فما يحكم الأمم المتحدة أو أميركا أو أوروبا العجوز هي مؤسسات سياسية مترهّلة يسودها منطق البترو-دولار والمصالح..

رأي العميد المتقاعد الياس فرحات أن ما حصل من اجتياح لتنظيمي "النصرة" و"داعش" لبلدة عرسال يُثبت بالوقائع وجود خلايا إرهابية تخطط لزعزعة الاستقرار في لبنان بالعموم، ولبعض القرى المعينة بالخصوص، ولهذا السبب المطلوب هو التصدي لتنظيم "القاعدة"؛ بالإقرار بوجوده في جرود عرسال وبعض المناطق، يقول فرحات: "هذا التنظيم يسعى للتمدد في بعض المناطق مستغلاً خلافاتنا السياسية، لهذا السبب يأتي تضامن القوى السياسية في مواجهة الإرهاب على أهمية قصوى، رغم إدراكنا ويقيننا أن البيئة اللبنانية لا تشكّل بيئة حاضنة لهم".

وأشار العميد فرحات في حديث إلى جريدة "الثبات" ينشر غداً إلى أن، تفويض الجيش اللبناني أساسي وضروري لكنه غير كاف، و"يجب أن يُستكمَل باتخاذ إجراءات عملية وعسكرية لضرب الإرهاب في أماكن وجودها المعلَنة في بعض الأماكن، وتعطيل خلاياه النائمة داخل المخيمات السورية، إضافة إلى ضرورة وقف أي تهجُّم على الجيش أو التشكيك بدوره، ويُفترض أخذ تدابير احترازية في بعض القرى المحاذية للحدود السورية، كقرى عكار والبقاع الشمالي، بتأمين الحراسة والخطط الدفاعية في حال حصل هجوم داعشي على لبنان كما حصل مع بلدة عرسال، لأننا شاهدنا في سورية في الأسبوع المنصرم هجوميْن على قريتيْن في قضاء حماه وفق طريقة الاجتياح بأعداد كبيرة لترويع الناس وتهجيرهم".

يؤكد فرحات ضرورة التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري "لمواجهة الإرهاب الداعشي، كما حصل في بلدة الطفيل حصل تنسيق بين وزير الداخلية نهاد المشنوق ورئيس وحدة الإرتباط لدى حزب الله الحاج وفيق صفا، بالإمكان نقل هذه التجربة بين الحكومة اللبنانية ونظيرتها السورية للتنسيق فيما بينهم، سيما أن هذين التنظيمين وُضعا على لائحة المنظمات الإرهابية في أميركا، وهناك قرار لمجلس الأمن بهذا الخصوص، إضافة إلى القرار الصادر عن الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز آل سعود".

يذكّر فرحات بقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما والإفراج عن بعض الإرهابيين لإطلاق سراح عريف لدى الجماعات الإرهابية، يقول: "تعاونت أجهزة المخابرات الأميركية مع "طالبان" في أكثر من مكان، وأطلقت سراح 5 من قيادييها لضرورات أمنية، فحريّ بنا أن نعمل من أجل التنسيق بين لبنان وسورية لمواجهة الإرهاب نفسه".

ويلفت العميد فرحات إلى أن "داعش" "تملك داعش إمكانيات عسكرية متطورة، وفي بعض المجالات تتفوق فيها على جيوش المنطقة، وعلى سبيل المثال: وسائل الاتصالات لديها متطوّرة إلى حد لا يمكن التشويش عليها، والجيش العراقي الذي صُرف عليه 25 مليار دولار استطاعت هذه الدولة الفتية التشويش على وسائل اتصالاته.. وبحوزتهم صواريخ مضادة للدبابات وللطائرات، واليوم "داعش" أصبحت جيشاً عديده عشرات الآلاف، ولديه قاعدة لوجستية في تركيا، وقواعد للتعبئة في كل دول العالم، وهم يستقدمون طلبات آلاف الشبان المسمّين "جهاديين" وفق تعبيرهم".

يشير فرحات إلى تعاون مخابراتي قائم بين عدة أجهزة عالمية، لأنه مع انتقال الشخص المحبّذ لفكر "القاعدة"، هناك عملية انتقاله من البلد الأصلي لاستقباله في تركيا وإعداده في مخيمات التدريب، إلى ما هنالك من أمور، ومنذ حوالي أسبوعين تمّ إدخال 1500 مغربي "داعشي" إلى سورية انطلاقاً من الحدود التركية، "وهذه المعطيات تكشف أن قرار مجلس الأمن صُوَري، لأن داعش لا يمكن أن تستمر لمدة أسبوعين في حال خرج قرار دولي بإقفال منابع تمويلها، وحتى الآن الغرب ليس جاداً في مسألة محاربة الإرهاب الداعشي، وقرارهم فقط غسل يد من دماء ما يحصل للمسيحيين والعلويين والايزيديين، سيما أن المجازر الداعشية وصلت بقوة إلى المجتمعات الغربية، والرأي العام الدولي بدأ يغتاظ من تصرفات بعض الدول".

يرفض العميد فرحات مقولة إن الخطر "الداعشي" متّجه للتمدد صوب السعودية وإيران، "داعش خُطِّط لها لتكون في سورية والعراق ولبنان (وربما إيران)، الحديث عن توجهها إلى غير هذه الدول كلام غير دقيق، والجميع يتذكّر كيف أن داعش تتحرك وفق أجندة الغرب وتركيا، وهي بالرغم من إجرامها وتدميرها كافة أضرحة الصحابة والمقدسات الدينية في مدينة الرقة، استجابت "داعش" لطلب تركيا بعدم المس بضريح "سليمان شاه"، وسُمح للجيش التركي بحراسته.. ويتمّ استبدال العسكر التركي كل أسبوع"، ويتابع فرحات حديثه بالسؤال: "وهل تغيب عنا مسألة بيع البترول الخام الذي لا يمكن استخدامه من قبل الشركات إلا بعد وضعه في مصافي البترول التركية؟ الغرب بشرائه هذا البترول دعم واضح للإرهاب وخرق للقانون الدولي".

التعليقات