تطورات الساعات القادمة وفق الرؤية الاسرائيلية : مصير "الضيف" يحدد طبيعة التصعيد

تطورات الساعات القادمة وفق الرؤية الاسرائيلية : مصير "الضيف" يحدد طبيعة التصعيد
رام الله - دنيا الوطن-وكالات 
ترجمة عبرية
عادت الأوضاع السياسية والأمنية خلال الساعات الماضية إلى مربع عدم اليقين والتوتر الأمني والعسكري بعد فترة طويلة من الهدن المتتالية التي أشاعت في أوقات عديدة أجواء من التفاؤل لامس حدود توقيع اتفاق شامل أو جزئي وليس فقط حدود قرب توقيع مثل هذا الاتفاق.

ماذا حدث وكيف انفجرت الأوضاع مجددا ومن المسؤول؟ أسئلة كبيرة يتعلق الجواب عليها بالجهة المقصودة بهذه الأسئلة فإذا وجهت هذه الأسئلة إلى إسرائيل فإن أيا من قادتها لن يتردد في تحميل حماس والفصائل الفلسطينية مسؤولية انهيار المفاوضات، وإذا وجهتها للوسيط المصري فإن الدبلوماسية ومراعاة الحساسيات والأمل في عودة الأطراف إلى الطاولة المصرية ستحكم صيغ الجواب وان مال إلى تحميل التعنت الإسرائيلي المسؤولية، لكن إذا طرحت هذه الأسئلة على الفلسطينيين فالجواب قاطع وحاسم وواضح جاء على لسان رئيس الوفد الموحد عزام الأحمد الذي حمّل إسرائيل المسؤولية عن كل ما جرى وما سيجري، متهما إياه بتبييت النية المسبقة لإفشال المفاوضات والعودة إلى مربع العدوان العسكري.

وللجواب الفلسطيني ما يبرره ويؤيده عبر الشواهد السياسية والتصريحات التي أدلى بها غير وزير إسرائيلي من كبار وزراء الكابنت مثل الوزير المتطرف "نفتالي بينت" الذي رفض ويرفض أي تسوية أو اتفاق مع حماس ولا يتنازل عن فكرته المجنونة القائمة على اجتياح غزة وتدميرها على رأس الفصائل الفلسطينية.

بدوره ليبرمان هدد أكثر من مرة بأنه لن يقبل بأي اتفاق لا يضمن نزع سلاح حماس والفصائل الفلسطينية وأمن إسرائيل على مدى سنوات طويلة دون أن يمنح الفلسطينيين أي "جائزة" لان أي تنازل هو عبارة عن تقديم جائزة "للإرهاب" لذلك فإن حزبه وهو مكون أساسي من مكونات الائتلاف الحاكم لن يقبل بأقل من هذا الاتفاق.

وهناك موقف حزب "يش عتيد" ممثلا برئيسة "يائير لبيد" الذي تخندق حول موقف اليمين الوسط وهذا الموقف المقيت مال في أكثر من حالة ونقاش نحو فاشية "بينت" او على اقل تقدير تطرف ليبرمان المجنون لكنه لم يصل في تأرجحه ولو لمرة واحدة إلى موقف يدعم فكرة منح الفلسطينيين أي انجازات سياسية خلال المفاوضات معيدا ترجمة موقف ليبرمان لكن بكلمات اقل حدة ومباشرة.

والى جانب هذه المواقف هناك نتنياهو ويعلون ولضرورات النقاش سنفترض حسن النية وأنهما لا يتمثلان من حيث المبدأ موقف ليبرمان وبينت ويسعيان إلى التوصل إلى تسوية ما، لكن هذه التسوية من وجهة نظرهم لم تفارق مربع التسهيلات، لهذا أصدروا تعليماتهم للوفد الإسرائيلي تلك التعليمات التي أبقت هذا الوفد في مربع قوة الاحتلال التي تسعى وقد توافق على منح الفلسطينيين تسهيلات تتعلق بالمعابر والبضائع وعدد الشاحنات لكنها لن تصل بمطلق الأحوال إلى بنود اتفاق سياسي بضمانات دولية يمنح الفلسطينيين بعض حقوقهم مثل رفع الحصار وتدشين ميناء بحري وأخر جوي او حتى إطلاق سراح من أعيد اعتقالهم من محرري صفقة شاليط ما ترك المفاوضات عمليا رهينة بيد نفتالي بينت وافيغدور ليبرمان ومواقفهم المتطرفة لدرجة انها رفضت حتى الاقتراب من تسهيلات نتنياهو يعلون وأصرت على ما لا يمكن للفلسطينيين الموافقة عليه.

وفي ظل هذا الانقسام ينعقد اليوم الأربعاء "الكابينت" الإسرائيلي ليدرس خطوات إسرائيل العسكرية والسياسية القادمة في ظل عودة المواجهة وان كان نيرانها هادئة حتى الان قياسا مع نيران الصفحة الأولى من العدوان الإسرائيلي الذي استمر لأكثر من شهر.

يواجه نتنياهو وفقا لمصادر إسرائيلية أزمة حقيقية داخل الكابينت المنقسم على نفسه لدرجة جعلته يخفي الورقة المصرية عن هذا المجلس خلال جلسته السابقة حتى اخرج ليبرمان نص الورقة المصرية الذي وصله بطرقه الخاصة وألقى بها على طاولة الكابنيت الذي انفجر غضبا على نتنياهو لمحاولته خداع الوزراء وإخفاء أمر وجود أو استلامه للورقة المصرية.

مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية أخرى ربطت تطورات الأوضاع خلال الساعات والأيام القادمة بمصير قائد كتائب القسام محمد ضيف الذي حاولت إسرائيل اغتياله فإذا نجحت هذه المحاولة وتم هذا الاغتيال فعلا فان رد حماس سيحدد مسارات المواجهة الحالية والعكس صحيح فإذا تبين عدم صدق الرواية الإسرائيلية فان حماس قد تلجأ إلى صيغ جديدة لتهدئة مؤقتة تفسح المجال أمام باب المفاوضات الذي قالت مصادر إسرائيل بأنه لا زال مفتوحا ولم يغلق حتى الآن.

وأخيرا ووفقا للمصادر الإسرائيلي فان الساعات القادمة حبلى بالتطورات الأمنية والسياسية ومفتوحة على كل الاحتمالات بانتظار ما سيبحثه الكابينت وما سيصدر عنه من قرارات لا تغفل انتظار قول دول الإقليم ذات الشأن فمصر قيل بأنها وجهت دعوة جديدة للأطراف المعينة ضرورة العودة إلى القاهرة واستئناف المفاوضات دون إن تحدد القاهرة طبيعة وشروط هذه العودة وهل استجد في الأمر شيء يشجع الأطراف على العودة غير الخشية من تدهور عسكري قد يلامس حدود منطقة الخطر الاستراتيجي التي لا ترغب أطراف الصراع في الوصول إليها في الوقت الحالي على الأقل.

كالعادة لا يتوقع صدور تصريحات علنية تكشف قرارات الكابينت الإسرائيلي المتوقعة وهناك احتمال كبير أن تلجأ إسرائيل إلى الضبابية والتعتيم لإخفاء فشل الكابينت في التوصل إلى قرارات حاسمة لتبقى نيران غزة مشتعلة حتى إشعار أخر عل تطورات الميدان تجبر احد الأطراف على تقديم تنازلات تسمح بعقد اتفاق او حسم الأمر باتجاه مجلس الأمن ليصدر قرارا على شاكلة القرار الخاص بحرب لبنان الثانية يعفي طرفي الحرب من حرج تقديم التنازل المباشر.

التعليقات