حملة واسعة لمقاطعة المنتجات الاسرائيلية في غزة

حملة واسعة لمقاطعة المنتجات الاسرائيلية في غزة
غزة - دنيا الوطن
 محمد طارق - في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة ، سلكت مجموعة من الشباب طريقا آخر للمقاومة من شأنه أن يوجع اسرائيل بشدة وهو بمقاطعة منتجاته وعدم شرائها في خطوة لضرب الاقتصاد.

16 % هو اسم حملة مقاطعة المنتجات الاسرائيلية ، والتي تنبه المواطن الى أن الجيش الاسرائيلي الذي يقتل أطفالنا ويصب بحممه على رؤوس المواطنين العزل يحصل على نسبة تمويل 16% من عائد بيع المنتجات الاسرائيلية .

وفي لقاء أجريناه مع منسق الحملة في غزة الناشط والمدون خالد صافي الذي عرف لنا الحملة بقوله : "هي حملة شبابية تطوعية تهدف للقضاء على المنتج الإسرائيلي من الأسواق الفلسطينية والعربية والعالمية وتحمل رسالة: مقاطعة المنتجات الإسرائيلية بالحسنى ، وأن الدافع وراء القيام بهذه الحملة هو  أن العدوان الإسرائيلي على غزة زاد محبي غزة والمتعاطفين معها كما زاد من كارهي الاحتلال الإسرائيلي وكل ما يمت له بصلة بعد الدمار الهائل الذي أحدثه في غزة والعدد الضخم من الشهداء، فكان حري بنا أن نفكر في ضربة موازية للضربة العسكرية التي تلقاها توجع الاقتصاد الإسرائيلي وتؤلمه، خاصة وأن هناك الكثير من المساندين لغزة على مستوى العالم ينتظروا أي فعالية أو حملة لتقديم العون والمساعدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. وكانت الحملة"

و أضاف صافي الى أن الفئات المشاركة في هذه الحملة هي من كافة شرائح المجتمع وأطيافه حيث انضم للحملة شباب دون الثامنة عشر ومنهم فوق سن الأربعين من الجنسيين ومنهم الموظفين والطلاب والمواطنين العاديين حيث انضم للحملة حوالي 350 شخصا .

كما و أوضح الى أن طبيعة النشاطات التي تقوم بها الحملة متعددة ومن أهمها البحث والتنقيب عن أسماء المنتجات والشركات الإسرائيلية وتلك التي تعمل بغطاء تحت مسمى وهمي وبرقم مختلف، بينما هي تعود لجذور إسرائيلية تقدم هذه المعلومات لفريق التحرير لنشرها على الصفحة، كما توجد مجموعة من الأنشطة الميدانية الجغرافية لأعضاء الحملة كل في منطقته يتجه للمحلات التجارية ويلصق على المنتجات الإسرائيلية الرسالة التحذيرية: "بشرائك هذا المنتج أنت تتبرع ب 16% للجيش الإسرائيلي" إلى جانب فريق التصميم والطباعة الذي يتفنن في إخراج اللوحات والبوسترات المساندة للحملة لنشرها على أوسع نطاق .

ولعل من الأمور الهامة لسير هذه الحملة بالشكل المطلوب هو اقناع أصحاب المحلات التجارية بوضع الملصقات التحذيرية والتنبيهية على المنتجات الاسرائيلية وما يترتب على شرائها من دعم لجيش الاحتلال وعن هذا تحدث لنا المدون صافي حيث قال : "فوجئنا بترحيب أصحاب المحلات وتقبلهم للفكرة ومنهم من دعمها بقوة وكلّف أحد المساعدين لإرشاد المتطوعين حيث رفوف السلع والمنتجات الإسرائيلية وأكد معظمهم أن هدفهم دعم المنتج الفلسطيني طالما بقي رقم 1 لدى المستهلك، أما عن المواطنين فقد استطعنا من خلال هذه الحملة أن ندخل لثقافتهم تفقد المنتج قبل شرائه وهو أمر غير مسبوق حيث لم يكن يلتفت لمصدر السلعة ومكان تصنيعها سابقا، الآن كثير من الناس يسأل عن بلد المنتج قبل شرائه وهذا بحد ذاته إنجاز".

وتمتلك الحملة صفحة على الفيسبوك باسم ( 16 %) وهذه الصفحة كانت كجزأ بسيط من الاشارات التي توحي بتفاعل المواطنيين مع الحملة والاستجابة لها فقد بلغ عدد المعجبين بهذه الصفحة أكثر من 22 ألف شخص خلال أربعة أيام من انطلاق الحملة ، كما وبرزت ملامح التفاعل مع الحملة من خلال طلب الكثير م الشباب الانضمام للحملة وتقديم ما لديهم من طاقات وإبداعات للمشاركة كشباب فاعلين في الحملة، وأن  قصص نجاح لأشخاص أعلنوا مقاطعتهم للمنتجات الإسرائيلية للأبد تتوالى بشكل كبير .

حملة كهذه يتوجب دعمها من قبل لمؤسسات الحكومية وغير الحكومية وفي هذا السياق قال صافي : "لم نتوجه حتى الآن للجهات الحكومية وكل ظننا بهم خير أنهم سيدعمون الحملة ويتبنوا أفكارها، أما المؤسسات المحلية فقد تواصلت معنا جهات عدة لتقديم احتياجات الحملة من مطبوعات ومستلزمات مجانا لضمان استمرارها ولدينا خطة معدة لفتح الباب مشرعا أمام المصانع وأصحاب المؤسسة التجارية لتقدم الاحتياجات اللوجستية والمادية لانتشار الحملة على نطاق أوسع محليا وعالميا طالما أننا نسهم في دعم منتجاتهم الفلسطينية".

  وأوضح صافي أن الحملة غير مقتصرة على قطاع غزة فقط بل ان منذ اللحظة الأولى مدت جسور التواصل مع حملات موازية في الضفة وهناك تفاهمات لإنشاء نسخ متعددة لنفس الحملة في مدن عربية وعالمية مختلفة يجعلنا نطمح باستمرارها حتى تحقيق أهدافها وعلى رأسها القضاء على المنتج الإسرائيلي في الأسواق الفلسطينية والعربية والعالمية.

وطالب صافي المجتمع الدولي بضرورة مقاطعة المنتجات الاسرائيلية مبينا أن المنتجات الإسرائيلية هي التي تمد عدونا بمصادر القوة كي يدمر بيوتنا ويتقل أطفالنا، وعلى المجتمع المثقف  الذي يعي خطر هذه المنتجات تجنبها و مقاطعتها لضمان بقائه وتفوقه على عدوه ونحن نستبشر في مجتمعنا كل خير ونعتقد أن هذه الحملة ستكون باكورة القضاء على المنتج الإسرائيلي من الأسواق الفلسطينية للأبد.

وفي الوقت الذي شملت فيه حملات مقاطعة المنتجات الاسرائيلية أغلب مدن غزة والضفة وكذلك العديد من المدن العربية وكذلك الأوروبية وغيرها أكد شهود عيان في قطاع غزة أن سعر المنتج الاسرائيلي انخفض ورغم هذا يرفض المواطنون شرائه وبهذا يكون قد تبلور داخل المواطن الشعور بخطورة شراء هذه المنتجات وتكون لديه اليقين بأن شرائه لها يساهم في زيادة بطش واجرام هذا الاحتلال .


التعليقات