وزارة الثقافة في وداع سميح القاسم : سلاما يا سنديانة الجليل

رام الله - دنيا الوطن
سلاما يا سنديانة الجليل

غيب الموت ، بعد صراع طويل مع المرض ، شاعر فلسطين الكبير وأحد أبرز وجوهها الثقافية والشعرية ، الشاعر المناضل :

سميح القاسم

الذي لفظ أنفاسه الأخيرة مساء أمس عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عاماً ، قضاها مدافعاً عنيداً وصلباً عن حقوق شعبنا الفلسطيني وثوابته الوطنية وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقله كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف .

   ولد شاعرنا الكبير في مدينة الزرقاء الاردنية عام 1939 حيث كان والده يعمل، وما لبث أن عادت أسرته إلى قرية الرامة الجليلية ، حيث أتم دراسته الثانوية في مدارسها ، وبرزت موهبته الشعرية في سن مبكرة. تبوأ شاعرنا المناضل مكانة مرموقة في أوساط الحركة الثقافية والأدبية الفلسطينية والعربية والعالمية ، وعرف بمواقفه الوطنية المناهضة لسياسة البطش والقتل والتشريد والتمييز العنصري ومصادرة الأرض ، وكتب أروع قصائده التي مثلت موقف الشعب الفلسطيني، داعياً من خلالها إلى التشبث بالأرض والهوية الوطنية لشعبنا ، ومنخرطاً في النضال الوطني التحرري من خلال الحزب الشيوعي الإسرائيلي "راكاح" والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في الداخل الفلسطيني ومن خلال هذا الموقع لعب دوراً مميزاً في توحيد القوى والاحزاب والمؤسسات والجماهير الفلسطينية في الداخل والنهوض بدورها الوطني دفاعاً عن الوجود الوطني والقومي لشعبنا على أرضه .

شكل شاعرنا الكبير سميح القاسم مع رفيقيه الشاعرين محمود درويش وتوفيق زيّاد مثلث شعر المقاومة وبقي في وطنه ليمارس حقه الطبيعي والاجتماعي والاخلاقي والثقافي بين ابناء شعبه منصهراً في أتون معارك النضال الكثيرة التي خاضها في مفترقات طرق خطيرة .فكان مناضلاً صلباً عنيداً وشاعراً فذاً واكب المسيرة الكفاحية، مصوراً ،من خلال أشعاره ومسرحياته ومقالاته، ملاحم الصمود والتحدي ورغبة الشعب الفلسطيني في العيش حراً كريماً على أرضه أسوة بكافة شعوب العالم .

  وتقديراً لدوره الشعري والوطني اختاره زملاؤه ورفاقه ليرئس الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين في الداخل لأكثر من دورة .

   لقد أحيا من خلال إبداعاته ذاكرة الشعب الفلسطيني وكتب للمخيم والشريد والشهيد والأسير والأم الفلسطينية حارسة نارنا المقدسة .

أن وزارة الثقافة ، إذ تنعى إلى شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ، وإلى الأمتين العربية والإسلامية أحد رموز ثقافتنا الوطنية وأحد أعمدة الشعر العربي الحديث ، لتؤكد في الوقت نفسه ، أن سميح القاسم سيبقى في ذاكرة شعبنا الوفي الصامد المرابط يردد أشعاره الخالدة وتذكر له مواقفه الوطنية المنحازة لدماء الشهداء وأنات الجرحى والأسرى في سجون الاحتلال .

 وسنبقى نهتف بمقولته الباقية :

منتصب القامة أمشي

مرفوع الهامة أمشي

في كفي قصفة زيتونٍ

وعلى كتفي نعشي

  رحمك الله أيها الشاعر والمناضل والإنسان ، لك الخلود ومنا الوفاء .

التعليقات