احياء اليوم العالمي للعمل الانساني

رام الله - دنيا الوطن
أحيا مكتب تنسيق الشؤون الانسانية- الامم المتحدة اليوم احتفالا في قصر الاونيسكو، لمناسبة اليوم العالمي للعمل الانساني وذكرى تفجير مقر الامم المتحدة في بغداد العام 2003 وتكريما للعاملين في شؤون الاغاثة، حضره وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس وعدد من ممثلي منظمات الامم الامتحدة في بيروت من بينهم منسق الامم المتحدة المقيم للشؤون الانسانية روس ماونتن.
النشيد الوطني، ثم رسالة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قال فيها: "نكرم بمناسبة اليوم العالمي للعمل الانساني عاملي الاغاثة الابطال الذين يندفعون بشجاعة لمساعدة الناس المحتاجين ونستحضر ذكرى جميع من ماتوا في خدمة هذه القضية السامية ونعترف بوجود الملايين من الاشخاص الذين يعتمدون على العاملين في المجال الانساني ببقائهم على قيد الحياة.
وقد اشارت دراسة قام بها الفريق المعني بالعمل الانساني الى مقتل 155 عاملا في مجال الاغاثة واصابة 171 آخرين بجروح بالغة وخطف 134 عام 2013 وذلك يمثل زيادة بنسبة 66% في اعداد الضحايا مقارنة بعام 2012.
وافادت وكيل الامين العام للامم المتحدة فاليري آموس في حفل تأبين لعاملي الاغاثة الذين قتلوا: "ان مقتل عامل واحد خلال تأدية الواجب يعني مقتل العديد. وعلى سبيل المثال، يجازف الممرضون والمهندسون واللوجستيون والسائقون في عملهم واحيانا في ظروف فائقة الخطورة والصعوبة، ونتذكر في اليوم للعمل الانساني تضحيات العاملين في هذا المجال ونشيد بعملهم على مساعدة الفئات الاكثر ضعفا ودعمها".
اليوم، ثمة 108 ملايين شخص حول العالم بحاجة الى مساعدات انسانية. اما على الصعيد الاقليمي، فقد شهد العام الماضي زيادة مروعة في التهجير والقتل، الامر الذي اثر بشدة على الوضع اللبناني اذ يحتاج حوالى 3 ملايين شخص يتواجدون على الحدود المشتركة للدول المجاورة لسوريا بالاضافة الى اكثر من 11 مليون شخص نازح لا يزال داخلها الى مساعدات انسانية عاجلة، ناهيك عن مليون ومئتي الف نازح سوري في لبنان".
وتحدث منسق الامم المتحدة المقيم للشؤون الانسانية في لبنان فقال: "يعمل الآلاف من المواطنين اللبنانيين العاديين بصمت وبتفان على مساعدة اولئك الذين خسروا كل شيء وهذه هي الروح التي تمثل جوهر الانسانية. وغدا، سيشيد اليوم العالمي للعمل الانساني في لبنان بجميع العاملين اللبنانيين في مجال الاغاثة وبالمنظمات وبكل من يبذل جهدا في سبيل مساعدة الاخرين".
ثم ألقى درباس كلمة فقال: "هو يوم للحزن اراده صديقي روس ماونتن يوما للفرح لأنه على يقين ان خير وسيلة لإدخال السرور الى قلوب من نحزن عليهم ان نؤكد لهم ان هناك افواجا وافواجا تستلم منهم الراية.
يقول شاعر العرب العظيم: "وقفت وما في الموت شك لواقف". وحقيقة الامر ان معظم من ندبوا انفسهم المهمات انسانية في الكوارث والحروب ومواسم الاوبئة، يذهبون برضاهم وهم يعلمون ان كفة الردى راجحة على كفة النجاة. ومع هذا فما زالوا يتوافدون بعشرات الآلاف من اصقاع العالم، حاملين معهم كفاءاتهم وحيويتهم وخبرتهم وتخصصاتهم، تاركين العيش الرضي، ليقدموا ما اعطتهم الدنيا من الخبرة والمهارة الى الفقراء والمشردين والمجتمعات التي تفتك فيها الآفات ويهرعون طوعا الى الاماكن التي يضربها زلزال الارهاب ليواجهوا الموت من اجل انقاذ اخيهم الانسان من الموت".
في هذا اليوم الحزين المفرح، ألا يحق لنا ان نتساءل الى متى ستظل المجتمعات المنكوبة بحاجة الى الدعم الانساني؟ الى متى يظل فقراء العالم ضحايا نظم الاستبداد والاستغلال وقصف الطائرات وتجارب الكيمياء؟ الى متى سيظل الصليب نازفا احمره؟ الى متى سيبقى الهلال نازفا ايضا؟ ترى هل سيأتي يوم على هذه الكرة تكف فيه الارجل الظالمة عن تقاذفها؟".
وفي هذه المناسبة، احيي معكم الاطباء الشجعان الذين صارعوا الكوليرا ووقعوا فريستها. احيي الذين يحاربون الايبولا والسيدا في افريقيا التي استنزفوا ثرواتها وسلبوا براءتها وهتكوا عذريتها، وخلفوها نهبا للفقر والفساد. احيي من ينزفون جهودهم واعمارهم في ارض الصومال ذات المأساة المستدامة.
ومن يعينون الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة فيما المجتمع الدولي يدعم تفاقم الكارثة الناجمة عن جريمة العصر. احيي رعاة النازحين في سوريا ودول الجوار، ولبنان يتحمل العبء الاكبر ويعاني اهلها دورات دموية، تخرج الوطن من دورة الحياة. ووافر المحبة والتقدير الى الساعين وراء مشروعي سنجار والموصل، الهاربين من مشهد لا يصدق العقل البشري هوله ووحشيته. تحية من القلب الى هؤلاء الذين يقدمون جهودهم وحياتهم دون التفات الى جنس او دين او لون.
ومن وزارة الشؤون، ذات الشجون المشتركة مع المنظمات الدولية، اوجه عرفاني للعاملين في الشأن الانساني، وهم لطالما شكلوا العمود الفقري للوزارة.
السلام على كل من آسى مريضا، السلام على من اطعم جائعا واغاث ملهوفا، ودفأ بردانا، السلام عليكم جميعا".

وفي الختام عقدت حلقة نقاش حول موضوع "التحلي بروح الانسانية، التصدي للتحديات في لبنان" شارك فيها كل من رئيس مؤسسة "عامل" الدكتور كامل مهنا وامين عام الصليب الاحمر اللبناني جورج كتاني ورئيس جمعية المقاصد امين الداعوق ورئيسة مؤسسة الامام الصدر رباب الصدر شرف الدين بالاضافة الى ممثلين عن المنظمات غير الحكومية الدولية في لبنان وعرض لفيلم "اصوات من لبنان" يضم عاملين لبنانيين في مجال الاغاثة.

 

التعليقات