الممثل روبرت دينيرو يهاجم إسرائيل ويستنكر عدوانها على غزة

الممثل روبرت دينيرو يهاجم إسرائيل ويستنكر عدوانها على غزة
رام الله - دنيا الوطن - محمود الزواوي
 أعادت بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية الأميركية أخيرا نشر مقتطفات من مقابلة كانت شبكة فوكس التلفزيونية الأميركية قد أجرتها مع الممثل روبرت دينيرو في أواخر العام 2012 وتحدث فيها عن الأوضاع في غزة وانتقد فيها إسرائيل ودعم الولايات المتحدة لها. وتزامنت إعادة نشر هذه المقتطفات مع تجدد العدوان الإسرائيلي على غزة. وقوبلت تصريحات الممثل القدير روبرت دينيرو الحائز على اثنتين من جوائز الأوسكار، بمناسبة إعادة نشرها، بمئات التعليقات من القراء، وتميزت هذه التعليقات بدعمها الكبير لموقف دينيرو.

     وقد سأل مضيف البرناج التلفزيوني الممثل روبرت دينيرو في المقابلة التي أجريت في 22/11/2012 عن الأحداث المتعلقة بأوضاع غزة فردّ عليه روبرت دينيرو قائلا: "لماذا تلوم إسرائيل أو الإسرائيليين على ما يفعلونه". عندئذ أصيب المذيع بالدهشة لمعرفته بتعاطف دينيرو المعلن مع الفلسطينيين. فنظر دينيرو إلى المذيع‘ ملاحظا دهشته، واستطرد قائلا: "دعني أوضح ما قلت، فإذا عضك كلب مسعور مصاب بمرض معد، فمن الذي ستلومه؟ الكلب أم صاحبه؟ بالتأكيد ستلوم صاحبه، لذا فإن كل اللوم ينصبّ على عاتق الولايات المتحدة بسبب تبنيها ودعمها لدولة مثل إسرائيل". ونشر تصريح روبرت دينيرو على المواقع الإلكترونية تحت عنوان "إنني أسلّم بأن سياسة التمييز العنصري موجودة".

     ما قاله الممثل روبرت دينيرو قبل أقل من عامين عن مسؤولية الولايات المتحدة عما تقترفه إسرائيل من جرائم كانت له أصداء قوية عندما تجدد العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، وكأن دينيرو كان يذكّر القراء من جديد بصدق ما قاله سابقا عن هذه الحالة المأساوية المتجددة. وجاءت تعليقات القراء على تصريح روبرت دينيرو مؤيدة لموقفه وتوقع بعضهم أن يواجه هذا الممثل مشاكل في مجال عمله السينمائي بمضايقات وضغط من حلفاء إسرائيل اليهود في الولايات المتحدة. وفيما يلي عرض ملخص لبعض ردود فعل القراء على تصريح روبرت دينيرو الذي أعيد نشره على المواقع الإلكترونية.

     ومما قاله أحد المعلقين "أميركا لا تملك إسرائيل. إسرائيل هي التي تملك أميركا. إن ساكنكم غير الشرعي في البيت الأبيض يتملق كل يوم لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (AIPAC)(منظمة صهيونية أميركية وأقوى جماعات الضغط على الحكومة الأميركية وعلى أعضاء الكونجرس الأميركي بهدف تحقيق الدعم الأميركي لإسرائيل). لقد فرّ اليهود إلى فلسطين بعد الحرب العالمية الثانية، وقدموا الرشاوى واستخدموا أسلوب الابتزاز مع أصحاب البنوك البريطانيين والحكومة البريطانية ليقدّموا لهم فلسطين". وقال معلق آخر "لقد نسي دينيرو شيئا مهما واحدا: عندما يعضّ الكلب فلا بد من القضاء عليه. إنني مجرد مواطن أميركي مخلص ووطني، ولا أومن بأن لدى إسرائيل الحق في الوجود. ولكن يتعين على إسرائيل أن تعلل وأن تكفر عن أعمالها، والسبيل الوحيد لقيام إسرائيل بالتكفير عن أعمالها هو أن تكفّ عن الوجود. وإلى أن يحدث ذلك، فإن جرائم الكيان اليهودي في الشرق الأوسط  لن يتم التكفير عنها. وإحلال السلام يعني عدم وجود إسرائيل". وأيد هذا الرأي معلق آخر بقوله: "إن أي دولة أو شعب أو شخص يرتكب جرائم ضد أي إنسان يجب أن يحاسب على ارتكاب تلك الجرائم. ويجب أن لا تكون إسرائيل مستثناة من ذلك".

     وفي إشارة إلى نفوذ اليهود وهيمنتهم على صناعة السينما الأميركية، علّق قراء عديدون على المخاطرة التي يقوم بها ممثل في مكانة روبرت دينيرو في عمله السينمائي بمعارضته لإسرائيل قائلا "بعد ما صدر عن دينيرو هذه المرة فسوف لن يظهر في فيلم آخر في تلك البلدة (هوليوود) أو في مدينة نيويورك". وقال قارىء آخر حول نفس الموضوع "لا أعتقد أننا سنرى المزيد من أفلام "قابل أسرة فوكر" (فيلم لروبرت دينيرو صدر في العام 2004). وفي نفس السياق، قال معلق آخر "لقد انتهى وضع دينيرو الآن في العمل في هوليوود". وعبّر معلق آخر عن تقديره لموقف روبرت دينيرو بقوله "أخيرا سمعنا شيئا منطقيا وذكيا صادرا عن هوليوود. قول رائع لدينيرو. وأتوقع شن هجمات موجهة إلى أهواء الناس بعيدا عن عقولهم ومشاكل قانونية من جانب جهات تعرفون ما أقصد بها". وواصل معلق آخر تقديره لروبرت دينيرو بقوله "لم يعد دينيرو يرغب في العمل مع أوباش محترفين. وهناك أشخاص يضعون الصدق والحقيقة والنزاهة فوق الدولار بكل جبروته". وأعرب معلق آخر عن تمنياته لروبرت دينرو بقوله "أسال الله أن يرعاه في المعاناة التي سيواجهها الآن. إنني معك يا سيد دينيرو".

     يشار إلى أن الممثل روبرت دينيرو وثلاثة نجوم آخرين من نجوم هوليوود هم شون بين وجوش برولين وستيف بوشيمي حضروا افتتاح فيلم "ميرال" (2010) للمخرج اليهودي الأميركي جوليان شنابيل في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في العام 2011 بعد الضغوط التي مارستها إسرائيل لمنع عرض هذا الفيلم الذي يستند إلى رواية سيرة ذاتية للصحفية الفلسطينية رولا جبريل التي نشأت في ملجأ لليتيمات بعد نكبة فلسطين. وأشاد مخرج الفيلم بقرار الأمم المتحدة المتعلق بعرض الفيلم ووصف فيلمه بأنه "صرخة للسلام".

     يشار أيضا إلى أن الممثل شون بين الذي حضر فيلم "ميرال" شارك في مظاهرة في ميدان التحرير بالقاهرة ورفع العلم المصري بصحبة صديقه الممثل المصري خالد النبوي عند انطلاق الثورة ضد الرئيس المصري حسني مبارك، كما قام بزيارة بنغازي وبعد ذلك طرابلس قبل الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. وكان الممثل شون بين من أكبر المعارضين للتدخل العسكري الأميركي في العراق، ونشر قبل الهجوم العسكري الأميركي إعلانا احتل صفحة كاملة في صحيفة الواشنطن بوست ضد سياسة الرئيس بوش في العراق، وقام بزيارة العراق قبل التدخل العسكري الأميركي فيه بعدة أشهر احتجاجا على التدخل العسكري المرتقب هناك.

التعليقات