مركز أسرى فلسطين يصدر تقرير مفصل حول المعتقلين من القطاع خلال الحرب على غزة

رام الله - دنيا الوطن
بدء الاحتلال عدوانه الوحشي على قطاع غزة في8/7/2014 ، فيما أطلق عليها الاحتلال عملية (الجرف الصامد) بينما أطلقت عليها المقاومة الفلسطينية عملية(العصف المأكول) ، همجية الاحتلال طالت الحجر والبشر، واستهدف الاحتلال خلالها المنازل والمؤسسات والمساجد والمستشفيات وكل ما طلته طائرات الغدر الصهيونية .

إحصائيات :

·        استشهد خلال تلك الحرب 1980 مواطن .

·        أصيب10200 مواطن

·        دمر الاحتلال ما يزيد عن 10000 بيت ومؤسسة .

·        اعتقل الاحتلال خلال العدوان البرى حوالي (200) مواطن فلسطيني .

المعتقلين :

بعد حواليأسبوعين من الحرب على القطاع والقصف المستمر بالطائرات بكل أنواعها، بدء الاحتلال بعدوان برى باجتياح عدة مئات من الأمتارأوأكثر داخل حدود قطاع غزة ، دمر خلالها أحياء بكاملها في الشجاعية وخزاعة ورفح ، وداست دبابته على كل شئ وصلت إليه ، وذلك كان بغطاء من المدفعية التي لم تتوقف للحظة ، الأمرالذيأدىإلىاستشهاد المئات وإصابةالآلاف وتشريد عشرات الآلاف من المواطنين ، ومن لم يستطع أن يخرج من بيته أويستشهد تم اعتقاله على يد قوت الاحتلال، حيث أكد بعض المواطنين الذين اختطفوا وأطلق سراحهم بان ما يزيد عن (200) مواطن تم اعتقالهم من قبل جنود الاحتلال ، واصطحابهم إلى مركز للاعتقال تم إعداده خصيصا لهذا الغرض داخل الحدود قرب القطاع .

حيث تم تعريتهم من الملابس بشكل كامل، وتعصيب عيونهم، وإلقاءهم تحت الشمس الحارقة لساعات طويلة داخل المعسكر الاعتقالى، وضربهم بشكل مبرح وإطلاق النار فوق رؤوسهم لإرهابهم .

وقد تعرض العديد منهم إلى التعذيب والتحقيق بشكل ميداني لانتزاع معلومات منهم بالقوة حول رجال المقاومة والأنفاق، فيما قام الاحتلال بإطلاق سراح العشرات منهم وإلقاءهم على اجز ايرز ليلا ، وكان بعضهم مصاب بالرصاص وشظايا القذائف .

وقد أفاد اسري تم الإفراج عنهم من الذين اعتقلوا في منطقة خزاعة شرق خانيونس، أن الاحتلال قام بتعذيبهم لثلاث أيام ومنعهم من النوم ، وكانوا يسألوهم عن أماكن تواجد رجال المقاومة وأماكن الأنفاق التي تستخدمها المقاومة ، قبل الإفراج عنهم .

اعتقال سمير أبولولى من رفح

تقول أم احمد زوجة ابولولى بأن العائلة قد أخلت منزلها القريب من الحدود الشرقية مع الاحتلال في رفح ، منذ بداية الحرب البرية ، ولجأت إلى مدارس الاونروا للاحتماء بها، وعند إعلاناتفاق الهدنة الإنسانية (72)بين فصائل المقاومة و"إسرائيل" برعاية الأمم المتحدة، صباح يوم الجمعة، توجه زوجي إلي منزلنا في منطقة "أبو حلاوة" شرق رفح ليجلب لنا بعض الملابس والمستلزمات وخاصة أننا هربنا من البيت دون أن نصطحب معنا شئ من أغراضنا، ولكن بعد عدة ساعات بدء  الاحتلال بإطلاق القذائف بوحشية وارتكب مجزرة بحق الأهالي شرق رفح، وقد  فقدت  الاتصال بزوجي فاعتقدت انه قد استشهد وبلغنا الصليب الأحمر والجهات المعنية، لكن أبلغونا أنه غير موجود بالبيت وليس له أثر ، وبعد ساعات اتصل بنا ضابط في الجيش الإسرائيلي أبلغنا أن زوجي أسير لديهم دون أن يوضح لنا السبب أو هل سيطلقون سراحه أم لا."
وأشارت إلى :"أن زوجها يعمل سائق سيارة وليس له علاقة بالسياسة ولا صلة له بالمقاومة لكي يأخذوه وهو في بيته مسالم لم يرتكب أي جرم".

  إعدام ميداني للأسرى

وقد أكدت العديد من الروايات لناجين من تلك المجازر بان جنود الاحتلال قاموا بإعدام العديد من المواطنين بعد اعتقالهم والسيطرة عليهم بل وتقييد بعضهم بالقيود البلاستيكية، وقد تمت عمليات الإعدام بالطرق التالية:

1-  إطلاق النار المباشر عليهم  .

2-  تركهم على الأرض وهم مصابين وينزفون دون تقديم العلاج لهم أو السماح لسيارات الإسعاف الفلسطينية بانتشالهم .

3-  اختطاف العديد من الجرحى من داخل سيارات الإسعاف وهم فى حالات خطيرة الأمرالذيأدىإلى وفاتهم .

4-  إطلاق النار والقذائف على سيارات الإسعاف وهى تحمل الجرحى، مما أدىإلى استشهادهم على الفور .

شهادات حية على إعدامالأسرى

إعدام المسن محمد توفيق محمد قديح ( 60 عاما ) بعد اعتقاله فى خزاعه بتاريخ  25/7/2014 .

شهادة نجله :

يقول "ياسين" نجل الشهيد "قديح " خرج والدي المسن(محمد قديح) في اليوم الرابع للعدوان البرىبخزاعه معتمدا على سنه الكبير وانه لن يتعرض للأذى ، لإخبار الجنود وإعلامهم بوجود مدنيين من الأطفال والنساء في المنزل بعد أنبدأت الجرافات بهدمه على رؤوس ساكنيه، إلا أن جنود الاحتلالأطلقوا عليه النار مباشرة بعد أن وصل بالقرب من إحدى الدبابات وأردوه قتيلا .

ويضيف" بعد ذلك قام الجنود بالطلب من جميع أفراد الاسرى الخروج من بدروم البيت وعددهم (25) شخصاً والصعود للطابق العلوي " الثاني " حيث قيدوا أيديهم جميعا مطلقين النار حولهم بهمجية لترويعهم .

شهادة بنت شقيقه :

تقول رغد قديح (23عامًا)

ظهر يوم الجمعة، اقتربت الجرافات جدًا من منزلنا الذي نختبئ فيه، وبدأت النساء تصرخ والأطفال خوفًا، بعد هدم جدران المنزل من الخارج ودخول قوات إسرائيلية راجلة للمنزل".

وتضيف "خرج عمي محمد الذي يحمل إقامة في أسبانيا براية بيضاء يحملها في يده للجنود لإخبارهم بوجود نساء وأطفال قبل أن يهدموا البيت على رؤوسنا ، ، وتحدث معهم باللغة الإنجليزية والعبرية والعربية، وأخبرهم بوجود نساء وأطفال داخل المنزل".

وشاهدته وهو يتحدث معهم، وكان  يقف أمامه ثلاثة جنود، واحد يتحدث باللغة العربية الركيكة، وأخر بالعبرية، والثالث بالإنجليزية، وبشكل مفاجئ سقط عمي، ولم نعلم أنه أصيب بعيار ناري كاتم للصوت بصدره واستشهد على الفور".

وتتابع "أخرج الجنود جميع من كان بـ(البدروم) بعد الحادثة، وتوجهنا لمنزلنا، و لمنزل عمي، وسألنا الجنود عن وضع عمى، قالوا لنا (عالجناه وهو بخير)، لكن الحقيقة هو أنه كان مُستشهد، وتم قتله بدمٍ بارد، بعيار ناري كاتم للصوت في صدره، وألقينا نظرة الوداع عليه، وقلنا لهم ليش ساويته هيك، ولم يجب أحد.."، مشيرة إلى أن من قام بقتله "جندي قصير القامة، ممتلئ ألجسده، عيونه خضراوتان، شعره أشقر".

ولم  نتمكن من إخراج جثة عمي أو نقلها من المكان، لأن الطرق مدمرة، كذلك مُنعت سيارات الإسعاف من الدخول لنقل الشهداء والجرحى طيلة أيام حصار البلدة، ، وبعد نحو أربعة أيام، أعلنت هدنة إنسانية، تمكنت خلالها سيارات الإسعاف من نقله وكانت جثته قد تحللت. ، وتم نقله للمقبرة بشكل مباشر لدفنه .

إعدام المواطن نعيم عبد العزيزابوظاهر(38) عام بعداعتقالهفى دير البلح بتاريخ26/7/2014

يقول شقيقه "محمد" آخى "نعيم" رجل بسيط ويعمل مزارع ، وأب لثلاثة أبناء ، ويسكن شرق دير البلح في منطقة أبو العجين ، على بعد كيلو متر تقريبا من الأسلاك الحدودية، الأمر الذى دفعه للخروج من منزله واللجوء لمنزل أنسابه بسبب صعوبة الحياة قرب الحدود

ويضيف" في 26/7/2014 أعلن الاحتلال عن تهدئة لمدة 12 ساعة تبدأ من الساعة الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء ، فاتجه شقيقي "نعيم" منذ بزوغ شمس النهار إلى منزله ، برفقة عدة أشخاص آخرين ، لتفقد منزله وجلب حاجيات ومستلزمات أبنائه من البيت  ، وكانت أسرته على اتصال معه طوال الوقت ، حيث وصل بيته الساعة الثامنة والنصف صباحا ، ثم فقد الاتصال معه بعدما حاول أبنائه الاتصال به إلا انه كان يغلق الاتصال في وجههم، وتبين أن القوات الخاصة الإسرائيلية تتواجد داخل منزله لاصطياد رجال المقاومة ، حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقاله لحظة دخوله المنزل لكي لا يكتشف سر وجودهم في المنزل ن وقاموا بتكبيله ثم قاموا بتعذيبه واستجوابه ، ثم أعدموه بدم بارد ، وتابع " بعدما سألت رجال الإسعاف الذين نقلوه من منزله للمستشفى ، ابلغوني انه تم ابلاغهم من الجيش الاسرائيلى بوجود جريح ، وحينما وصلوه عثروا عليه جثة هامدة وعلى جسده أثار تعذيب ومكبل اليدين ، ولم اصدق نفسي حينما شاهدت شقيقي بهذا المنظر حيث بعد التشريح تبين وجود جرح غائر في الظهر وكدمات في الوجه مما يؤكد تعرضه للتعذيب قبل إطلاق النار عليه .

إعدام المواطنين  شادي ومحمد النجار بعد اعتقالهم، فى خزاعه

يقول شهود عيان تم احتجازهم بمنطقة جزاعه بعد الاجتياح البرى ، بان جنود الاحتلال احتجزوا العشرات من المواطنين وقاموا بتقييد أيديهم ووضعهم أمام الدبابات المنتشرة في منطقة خزاعه ، ثم قاموا بإخراج الشابين (شادي ومحمد النجار)  من بين المواطنين وإعدامهمبإطلاق النار عليهم بشكل مباشر دون اى مقاومة منهم.

شهادة رامي قديح 27 عام من خزاعه:

وفي 24 يوليو/ تموز الماضي، ارتكبت إسرائيل "مجزرة" في بلدة خزاعة  وشاهدت بعينى  جنود الاحتلال يصوّبون بنادقهم تجاه النازحين من بلدة خزاعة  وهم مغادرون ، فيطلبون منهم الوقوف لعدة دقائق، ومن ثم يطلب منهم المرور، وعندما يمرون يطلق النار من مسافة صفر على أول اثنين من كل مجموعة، فيتم قتلهم على الفور .

ويضيف بأنه كذلك رأى جنود الاحتلال يخرجون مجموعة من المواطنين مكوّنة من 6 أفراد من منزلهم، وهم مكبّلي الأيدي والأرجل، ومن ثم أطلقوا عليهم النار بشكل مباشر وبدم بارد ، من مسافة قريبة جدا فقتلوهم على الفور .

  اطلاق النار على المواطن عبد الهادى ابو السعيد من منطقة الشوكة برفح  بقصد القتل

شهادة المواطن عبد الهاديأبو السعيد :

نحن نسكن في منطقة الشوكة برفح وهى منطقة قريبة من الحدود الشرقية ، وفى يوم الجمعة 1/8/2014 ، دخل الجنود فناء المنزل بعد أن كسروا الأبواب ونادوا علينا أخرجوا من المنزل وهل لديكم مقاومين وكم شخص أنتم فالبيت، فبدأ الأطفال بالصراخ خوفا ، أخبرناهم بما يريدون،وأننا مدنيون ولدينا أطفال،  فقام أحد الجنود  بالنداء علَّي وطلب مني خلع ملابسي والتقدم نحوه، وبعد أن كنت علي بعد 6 أمتار منه قام بإطلاق الرصاص الحي المباشر علي جسدي وأصابني في صدري، ارتميت علي الأرض وبقيت انزف لمدة كبيرة وكان أهلي يحاولوا أن يسعفوني لكن لم يستطيعوا من شدة كثافة إطلاق النار عليهم، وكان الجندي يردد كلمة واحدة "روح عالبيت"، وبعدها أردت الموت بين أفراد عائلتي فزحفت علي قدامي نحو البيت وبعدها أغمي علي ولا اعلم ماذا حدث .

استخدام المواطنين دروع بشرية

شهادة الشاب محمودعبد الهاديأبو السعيد 17 عاممن رفح يقول:

بعد أن قام الجنود بإطلاق النار على أبى وزحف حتى وصل إلى باب المنزل ، وبعدها أغمى عليه واعتقدنا بأنه استشهد، ولم نستطع تقديم المساعدة له، قام الجنود باعتقالي ووضع الكلبشات فييدي، وأخرجونى من البيت، واخذونىإلى منطقة مفتوحة، اعتقد أنها في "كرم ابوسالم" ومكثت معهم حتى اليوم الثاني بعد  الظهر، دون طعام أو ماء،  بعدها اصطحبوني ووضعوني أمامهم واستعملونىكدرع بشري أثناء اقتحامهملبعض المنازل  في المنطقةوذهبوا إلى بيوت الجيران واقتحموها بعنف، وأشاروا لي بأماكن تواجد الأنفاق ومكان المجاهدين والمقاومة لمحاولة التعرف عليها.

  شهادات على الاعتقال والتعذيب

أكد العديد من المواطنين الذين تم اعتقالهم وإطلاق سراحهم بأنهمتعرضوا لتعذيب شديد من قبل الجنود للإدلاء بمعلومات حول المقاومة والأنفاق ومنها :

المحرر / عبد القادر فريح ابوشلوف 53 عام من الشوكة شرق رفح

يوم الجمعة الموافق الأول من أغسطسأعلن الاحتلال عن هدنة إنسانية ، لمدة 3 أيام، فلم نخرج من منازلناالتي تقع فى المنطقة الشرقية لرفح ، ولكن بعد الساعة العاشرة صباحا بدأت القذائف تتساقط علينا ، فخرجنا معأطفالنا باتجاه الغرب ، ولكن لم نستطع ان نبتعد كثيرا نظرا لكثافة القصف ، فتحصنا فى احد المنازل ، مع ساعات الظهر تقريا وصلت الدبابات قريبا من المنزل الذي كنا فيه، وقامت بإطلاق عدد من القذائف نحو المنزل مما أدى لتدمير معظمه .

وتابع .. كان معنا رجل مسن قام برفع راية بيضاء وإظهارها للجنود داخل الدبابات للدلالة على وجود مدنين، لكنهم أطلقوا عليه النار وأصابوه ، واستمر قصف المنزل ، إلاأن قررنا الخروج جميعا ورفع أيدينا ، وبالفعل عندما رأونا توقف إطلاق النار، وبعد أنتأكدوا منا واجروا اتصالات مع قيادتهم ، نزلوا من الدبابات وفتشونا جيدا، وقاموا بحملنا فيها كل اثنين داخل دبابة ، وكان عددنا سبعة أشخاص أنا وجارى سمير ابولولى، والمسن سلمى ابوشلوف، وحفيدي نافذ ابوشلوف، ومحمد ابوشلوف،واطفالى الاثنين 14، 16 عام.

واستطرد " خلال عملية النقل تعرضنا جميعا للضرب المبرح بأعقاب البنادق والدوس بالإقدام  والشتائم، ونقلونا إلى معسكر كبير فى ارض خالية بمنطقة صوفا ، بعد أنأجبرونا على خلع ملابسنابالكامل والبسونا ابرهول ازرق اللون ، ومكثنا هناك 3 أيام تحت الشمس الحارقة ، والتهديد بإطلاق النار مباشرة على كل من يتحرك من مكانه ، وكانوا خلال تلك الفترة يضربوننا بعنف ويسالون عن رجال المقاومة والأنفاق ، وكنا نرد عليهم بأننا مدنيون لا نعلم شيئاً .

وأضاف"عندما طلبنا منهم ان نشرب الماء قام الجنود بإحضار زجاجات الماء وسكبها بالكامل داخل ملابسنا وقالوا لنا اشربوا هذا هو الماء ، ولم يسمحوا لنا بالأكل أو قضاء الحاجة طول لتلك الفترة .

اليوم الرابع  للاعتقال نقلونىإلى معسكر كبير للجيش ووضعونى داخل زنازين خاصة بعقاب الجنود ، عبارة عن بركساتحديدية فارغة تماما، وبدءت جولة جديدة من التحقيق العسكري، ونحن مقيدون بالقيود البلاستيكية ، ومعصوبي العيون ، وجالسون على ركبنا تارة ، وعلى كرسي صغير تارة أخرى وتعرضنا للضرب الشديد فى كل أنحاء الجسم خلال تلك الفترة.

و بعد 3 أيام أخرى من التحقيق في هذا المسكر تم نقلى إلى سجن عسقلان ، حيث وضعونى في الزنازين ، وهناك وجدنا عدد أخر من المواطنين الذين تم أسرهم من خزاعه ، وبدء التحقيق معنا منذ الدقائق الأولى لوصولنا إلى مركز التحقيق بعسقلان من قبل المخابرات .

شهادة المحرر نافذ حسين ابوشلوف (18) عام من الشوكة برفح:

لم نصدق أننا خرجنا أحياء من المنزل الذي كنا نتواجد فيه، حيث أطلقوا علينا أكثر من 7 قذائف من الدبابات ، وبعد 6 أيام من التحقيق العنيف والضرب فى معسكر الجيش تم نقلى إلى التحقيق في عسقلان  والذي يختلف عن تحقيق الجيش في الأيام الأولى، حيث قدموا لنا ابرهول "برتقالى اللون" قمنا بارتدائه، وحقق معنا رجال مخابرات وليس جنود كما في الأيام الأولى،  وقاموا بإرسال العديد منا إلى غرف العصافير في محاولة لخداعهم والحصول منهم على معلومات ، وقد عرضونا على محكمة صورية مرتين وممدوا اعتقالنا إلى حين انتهاء التحقيق معنا .

ويضيف "نافذ" كانوا يوهموننا بأننا لن نخرج من السجن نهائياً ، وأننا سنقضى بقية أعمارنا خلف القضبان إذا لم نقدم معلومات حول المقاومة والأنفاق

واستطرد " نحن الوحيدون الذين تم اعتقالهم من مدينة رفح ، وكان هناك معتقلين آخرين من خزاعة ، وعددهم كبير بالعشرات ، كانوا يعاملوننا بغلظة وقسوة وعداء شديد، ولا يحترمون سننا ، ورفضوا أن يقدموا لنا الماء، أو الطعام ، وألقوا بنا على الأرض لمدة 3 أيام متواصلة ، حتى أغمى على بعضنا من شدة التعب وحرارة الشمس .

 الشاب حسين محمد قديح (26 عامًا) من خزاعه يقول :

اقتحمت قوات خاصة منزلنا فى خزاعه بعد استهدافه بقذيفتين مدفعية وتدمير جزء منه ، وطلبت منه وأشقائه الاثنين تسليم أنفسهم قبل أن تعتقلهم رغم مناشدتهم لهم بإسعاف والدهم (65عام) الذي ظل ينزف حتى استشهد بعد إطلاق النار عليه،

واقتادونى وأشقائي مع نحو 50 آخرين خلف السياج الفاصل في ساعات الليل وبقينا في أرض خالية لعشرة ساعات، وقام الاحتلال بإجبارنا جميعا على خلع ملابسنا بالكامل ، وغطت رؤوس جميع المعتقلين وبقينا لنحو 10 ساعات جلوسا على الأرض قبل أن يتم نقلنا إلى أرض أخرى لفترة مماثلة ومن ثم لأرض ثالثة ".

بعد ذلك نقلت قوات الاحتلال المعتقلين إلى مركز استجواب أبُلغوا فيها أنهم في عهدة الاستخبارات الإسرائيلية وان عليهم الإجابة عن أسئلة المحققين الذين انهالوا عليهم بالضرب الشديد في كافة أنحاء جسدهم.

وقال"كانوا يسألون عن عناصر المقاومة، من نعرف منهم وأين يقيمون وكيف يتنقلون، واتهمونا بإطلاق صواريخ وحفر أنفاق ونحن ننفى وهم يعتدون علينا بالضرب الشديد في وجوهنا وأجسادنا ".

وتابع " استمر احتجازنا في مركز الاستخبارات مدة يومين ثم جرى نقلنا إلى مركز أخر لم نعرفه وحينها بدأت جولة أخرى من الضرب والتعذيب ليومين آخرين واستجواب مماثل.ثم وضعونا فى أرض خالية، كان عددنا نحو 40 شخصا أو أكثر واخذوا يهددونا بالإعدام ويطلقون الرصاص بكثافة في محيط وقوفنا وفوق رؤوسنا  ".

وتابع " كنا نسمع الجنود ونحن معصوبي العينين وهم يتبادلون الحديث بلغة عربية متقطعة تفيد بعزمهم قتلنا جميعا ثم يطلقون الرصاص في محيط وقوفنا مجددا ونحن نقف على ما يشبه تل صغيرة ونجهل مصير بعضنا".

وبعد 4 أيام من العذاب نقلتنى قوات الاحتلال مع اشقائىإلى معبر بيت حانون/إيرز وطلبت منا السير على أقدامنا باتجاه داخل قطاع غزة رغم أن ثلاثتهم مصابين بنزيف ورضوض حادة بفعل الاعتداء عليهم.

الشاب محمد علي النجار (26 عامًا ) من خزاعه يقول :

يوم 29/7/2014 ، نجونا بأعجوبةمن الموت بعد سقطت قذيفة مدفعية على منزلنا  وكان به سبعة أشخاص ، قبل أن تقتحم القوات الخاصة المنزل وتعتقلنا جميعا، وتم وضعنا فى ارض خالية واسعة تحت حر الشمس بعد ان خلعوا كل ملابسنا وقيدونا وعصبوا عيوننا ، وقاموا بضربنابأرجلهموبأعقاب البنادق .

ويضيف كانوا يسالون عن رجال المقاومة وعن الأنفاق، وعندما نخبرهم بأننا مدنيون لا نعلم شيئا ، كانوا يضاعفون الضرب والركل والتهديد ، وكانوا يتعمدون ضربي على قدمي التي كسرت بفعل الضرب، وكنت اصرخ من الألم دون أن يحركوا ساكناً ، وكانوا يهددوني ومن معي بالإعدام بشكل مستمر .

ويتابع " بعد 4 أيام تم إطلاق سراحي ليلا  مع عدد أخر من المواطنين على حاجز بيت حانون /ايرز ، وبصعوبة بالغة سرت على قدمي المصابة في عتمة الليل ، حتى مشاهدته من قبل بعض المواطنين الذين اصطحبونا إلى مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة .

المواطن "رسميإبراهيم سليمان النجار " 48 عاممن خزاعه يقول

 "تم اعتقالي فى23 /7/2014  بعد محاصرة منزلنا في خزاعه ، تزامنا مع قصف شديد من المدفعية ،وأجبرنا على خلع ملابسنا وقاموا  بتقييد أيادينا وإغماء عيوننا منذ اللحظة الأولى، ومكثنا لمدة يوم كامل حول منازلنا وتعرضنا لتحقيق ميداني حول المقاومة والأنفاق، وفى اليوم التالي قاموا بنقلنا بواسطة ناقلات الجند إلى منطقة داخل الحدود فيها تجمع كبير للدبابات، وكان معنا عدد كبير من المواطنين يقدر بالعشرات، وكانوا جميعا عراه وحفاة ، ثم تم نقلنا إلى مكان كمدرسة فى منطقة صوفا ومكثنا خمسة أيام كنا فيها مكبلين وألبسونا أبرهولات زرقاء اللون، و كنا في حالة عطش وجوع شديد خلال تلك الأيام وبحالةمن الإرهاب وعدم معرفة المصير .

وتابع"كان يسمح لنا فى اليوم بكمية قليلة جدامن الماء فقط لا تروى على الإطلاق بواسطة زجاجة، وندخل الحمام ونحن مقيدون، ولكونى مريض سمحوا لى بالطعام لثلاث مرات فقط لتناول الدواء ، وبعدما يقارب من أسبوع تم الإفراج عن ما يقارب من 87 شخص مرة واحدة وأبقت على آخرين تم نقلهم لأماكن مجهولة .

معتقلي غزة فى مركز تحقيق عسقلان

الاحتلال قام باعتقال ما يقارب من (200) مواطن خلال الحرب ، استشهد عدد منهم نتيجة إصابته ، وعدم تقديم العلاج له، أو نتيجة إعدامه بشكل ميداني ،  بينما أطلق سراح غالبيتهم بعد عدة أيام من التحقيق ، ولا يزال 25  اسيراً  من أسرى غزة يتواجدون في مركز تحقيق سجن  عسقلان نظرا لقربه من القطاع ، وقد مدد الاحتلال اعتقالهم جميعا لعدة أيام من اجل استكمال التحقيق معهم من خلال محاكم صورية سريعة .

وهؤلاء المعتقلين يتعرضون لتعذيب شديد في عسقلان لانتزاع معلومات منهم بالقوة حول المقاومة وعملها ، وعلى الأرجح من بين هؤلاء المعتقلين هناك 6  من عناصر المقاومة الذين تم اعتقالهم أحياءوالباقي هم من المدنيين ، بينما قالت نيابة الاحتلال"لواء الجنوب" بأنها  بصدد تقديم  لوائح اتهام ضد 6 معتقلين من الحرب على غزة، هم عناصر في حركتي حماس والجهاد الإسلامي، اعتقلوا خلال العملية البرية بتهمة إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل وحفر أنفاق".

ملاحظة هامة :

ليس هناك تأكيدات حتى اللحظة عن العدد الحقيقي للمعتقلين من قطاع غزة ، وان هذا العددالذي يوجد في عسقلان يشمل كافة الأسرى من القطاع ، حيث لا يزال مصير العديد مجهولا ما بين أن يكون قد اسر أو لا يزال تحت الأنقاض ، بينما لم يعلن الاحتلال حتى الآن عن أسماء المعتقلين لديه من القطاع .

وقد دعت العديد من المنظمات الحقوقية الاحتلال للكشف بشكل واضح وحقيقي عن أسماء المعتقلين لديها حتى يطمئن ذويهم على مصيرهم ، وكذلك لقطع الطريق على الاحتلال من إمكانية إعدام اياً من هؤلاء ، والادعاء بأنه قتل خلال المعارك البرية في على حدود القطاع .

 أسماء المعتقلين من غزة في سجن عسقلان

م الاســم المدينة العمر تاريخ الاعتقال ملاحظات
1.        إبراهيم أبو لحية خزاعه   شرطى  
2.        حسن الأسطل خزاعه      
3.        عبد الرحمن بعلوشة خزاعه      
4.        محمد الآغا خزاعه      
5.        محمد القدرة خزاعه      
6.        مؤمن خالد خليل النجار خزاعه 33
23/7/2014 مريض وأجرى عملية قبل اعتقاله
7.        عيسى خليل محمدالنجار خزاعه 37
23/7/2014  
8.        خالد كامل إبراهيم النجار خزاعه   23/7/2014 مصاب بالحوض والظهر
9.        ـ سمير إبراهيم سليمان النجار خزاعه 43    
10.    ـ عبد الله خالد عبد العزيز النجار خزاعه 26    
11.    احمد تيمور ابوريده خزاعه   23/7/2014 مصاب
12.    حاتم أبو ريدة        
13.    محمد احمد أبو ريدة خزاعه   شرطى  
14.    نضال أبو ريدة خزاعه      
15.    إياد أبو ريدة خزاعه      
16.    محمد رمضان خزاعه 20
   
17.     إبراهيم أبو شاويش خزاعه 28
  مصاب شظايا فى الرجل واليد
18.    معاذ محمد شحادة ابو تايه خزاعه 20    
19.    جهاد أبو حدايد خزاعه   شرطى  
20.    مراد عميرهالعمور خزاعه 28
   
21.    محمد  سالم عميرة  العمور خزاعه 27
   
22.    محمد أبو دراز خزاعه      
23.    محمد أبو طير خزاعه      
24.    سمير أبو لولي رفح 48 1/8/2014  
25.    عفيف الجراح ام النصر      

أسماء بعض المواطنين الذين تم اعتقالهم خلال الحرب وإطلاق سراحهم

م الاســم المدينة العمر ملاحظات
1.        سلمى إجمعان شلوف زلاطة برفح 54 
الإفراج عنه بعد اعتقاله وهو مصاب
2.        وجدي رسمي إبراهيم النجار خزاعه 29
اعتقل لمدة 4 ايام
3.        محمد يوسف سليمان النجار خزاعه   اعتقل لمدة 4 ايام
4.        رسميإبراهيم سليمان النجار خزاعه 49 اعتقل لمدة أسبوع
5.        عماد الجراح ام النصر غزة 38 اعتقل لمدة 5ايام وبقى شقيقه
6.        الحاجة رايقة العصار رفح المطار 65
اعتقلت لعدة ساعات واطلق سرحها
7.        حسين محمد قديح خزاعه 26
 
8.        محمد علي النجار خزاعه 26  
9.        عبد القادر فريجابوشلوف رفح 50 أطلق سراحه بعد أسبوعينفى 14/8
10.    نافذ حسين ابوشلوف رفح 18 أطلق سراحه بعد أسبوعينفى 14/8
11.    أحمد محمد أبو لحية خزاعه 28
أطلق سراحه بعد أسبوعينفى 14/8


الخلاصة :

1-  العديد من الروايات تؤكد بشكل قاطع ارتكاب الاحتلال جرائم حرب بإعدام عدد من المدنيين بدم بارد دون أن يشكلوا خطر على جنود الاحتلال .

2-  أسرى القطاع في سجن عسقلان لا يمثلون العدد الكلى للمعتقلين حيث لا يزال مصير العديد مجهولا .

3-  الاحتلال مارس التعذيب ضد من تم اعتقالهم  من المدنيين .

4-  الاحتلال اعتقل عدد من الجرحى دون مراعاة لظروفهم الخاصة ، ولم يقدم لهم العلاج اللازم .

5-  غالبية المعتقلين من المدنيين وليس كما ادعى الاحتلال أنهم من رجال المقاومة .

6-  الاحتلال حاول بث اليأس والإحباط في نفوس الشعب الفلسطيني عبر نشر صور لعشرات من الأسرى وهم عراه ومقيدين وادعى أنهم لمقاومين من قطاع غزة .

توصيات :

1-  مطلوب من الجميع توثيق شهادات وروايات من عايشوا تلك الأحداث ، لرفع دعاوى ضد الاحتلال واتهامه بارتكاب جرائم حرب .

2-  مسانده أسرى القطاع الذين لا زالوا معتقلين والوقوف بجانبهم قانونيا ، حتى إطلاق سراحهم .

3-  إظهار بشاعة الاحتلال فيإعدام الاسرى ، وتعذيب المواطنين .

4-  التعاون مع المنظمات الدولية للضغط على الاحتلال للكشف عن أسماء كافة المعتقلين لديه خلال الحرب .

التعليقات