الى الخالد سميح القاسم

الى الخالد سميح القاسم
الى الخالد سميح القاسم!!!

بقلم/ رامي الغف*

فارقتنا يا سميح وفي القلب أسى وفي العين قذى وها هي الدموع لا تسعها المحاجر تنساب دافئة كدفء قلبك الكبير. فان الطريق الذي سلكته لهو مسلك الرجال الأشداء الأوفياء الإبطال ولا نقول في مثل يومك هذا إلا ما قاله الشاعر-:
الناس للموت كخيل الطراد فالسابق السابق منها الجواد
والموت نقاد على كفه جواهر يختار منها الجياد
دفنت في الترب ولو أنصفوا ما كنت إلا في صميم الفؤاد
رحلت عن دنيانا، وها هي الأرض تنعيك والأفق تنعيك وكل فلسطيني ينعيك، رحلت لتسطر أسمك بحروف من ضياء ليضاف الى سجل الخالدين من أبناء فلسطين.
رحلت يا شاعر الفقراء, رحلت يا من احترمه الجميع. رحلت يا من كنت بحجم الوطن.
رحلت يا من سنفتقده ومن كان يحتل المكانة المثلى في عقول وضمائر شعب فلسطين.
فهل نبكيك يا رجل المبادئ والقيم والأخلاق, هل نبكيك أم نبكي أنفسنا, هل نرثيك فنرثي أنفسنا بفقدك؟
رحلت عنا يا من تركت بصماتك على صفحات تاريخ فلسطين.
رحلت يا رجلا قل مثيله بين الرجال.
رحلت وقد زرعت عميقا في ضمائرنا.
رحلت يا من مثلت لنا قيم الرجولة الحقيقية.
رحلت يا من وهبت مسيرة عمرك كلها للمبادئ والتمسك بالأهداف والثوابت الوطنية ولم توهن من عزيمتك الجراح, وكنت دوما صاحب تلك الابتسامة الواثقة.
رحلت وتركتنا في حزن هذا والله يوم وليل حزين.
رحلت يا من كنت أبا للفقراء.
رحلت فيا للحزن ويا لهذه الليلة الحزينة الطويلة.
رحلت وكل الشعب يبكيك.
هذا يوم حزين هذا يوم أليــــــــــــم ..
نعدك أن نفيك حقك من الوفاء أيها الراحل الكبير.
لك المجد أيها القائد الحكيم القوي الرقيق الحنون.
رحلت يا من علمتنا قيم الولاء للوطن, علمتنا أن نكون احرار نعمل سوية بكل ما أوتينا من قوة لتحقيق أهدافنا، فقد كنت دوما البوصلة الوطنية، رحلت يا من مثلت لنا الثقة بحتمية الانتصار.
رحلت لتلتحق بركب شهداء فلسطين.
سيبكيك كل الشرفاء وكل الفقراء, سنبكيك ونبقيك في عمق الذاكرة.
سلام عليك يوم ولدت أيها الأب وسلام عليك يوم تبعث في الذاكرة, سلامنا عليك الى نهاية التاريخ أيها المتجذر كجذور نخيل غزة وزيتون الضفة ورمال الرامة في ضمائرنا.
لك المجد والخلود يركع.

التعليقات