"أبو علاء" : هرب من قصف جزئي لمنزله في سوريا فقصف منزله بالكامل في غزة !

"أبو علاء" : هرب من قصف جزئي لمنزله في سوريا فقصف منزله بالكامل في غزة !
غزة - خاص دنيا الوطن-أسامة الكحلوت

لم تخلو الدول العربية خلال السنوات الماضية من المناوشات التي سميت بالربيع العربي ، والذي أثرت سلبيا على مواقف هذه الدول من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ، وعلى الفلسطينيين المقيمين كلاجئين في هذه الدول وخاصة سوريا .

المواطن محمد احمد فلسطيني الأصل يبلغ من العمر " 60 عاما " ولد وعاش حياته في سوريا ، وانضم لصفوف منظمة التحرير الفلسطينية وتنقل معها في العديد من الدول العربية ،  ليعود  لاستقراره في مخيم اليرموك بسوريا وسط أقاربه وأسرته وأهله حيث يعتبر هذه المخيم من أكثر المخيمات المكتظة بالفلسطينيين .

وقد ضاقت به الدنيا في سوريا نتيجة الحرب الدائرة بين النظام السوري والمعارضة ، وأصيب بيته بشكل جزئي نتيجة سقوط بعض القذائف والصواريخ في محيط سكنه ،  فهرب من الحرب الدائرة هناك دون أن يعلم أن  التشرد والدمار سيلاحقه في بيته الذي اشتراه شمال قطاع غزة ، وسيكون نصيبه هذه المرة بالنجاة من القصف وتدمير المنزل بشكل كلى بالأثاث .

وعانى احمد من النزوح الفلسطيني وإعادة المشاهد الفلسطينية القديمة التي تمثلت بالرحيل من الديار والهجرة ، وترك المنزل والأهل والأحبة في سوريا ، ليستقر في بلده التي أحبها غزة ، حيث اشترى شقة في برج رقم 1 من أبراج الندى المواجهة لمعبر بيت حانون مباشرة ، حيث تبعد الأبراج عن المعبر اقل من كيلو متر  ، وتطل الأبراج على أراضينا المحتل وما بعد السياج الفاصل .

أبو علاء ترك سوريا باحثا عن مكان امن فعاد على الفور لشقته بغزة ليعيش سعيدا برفقة أبنائه لمدة عامين كاملين ، ليبدأ حياته بالتشرد من جديد بشن حرب إسرائيلية على قطاع غزة بدأت بضرب الأبراج فيها المواجهة والمطلة على الاحتلال الاسرائيلى ، وبدأ باستهداف المدنيين داخل الشقق السكنية  ، مما استدعى إخلاء البرج من كل السكان تجنبا لسقوط شهداء وجرحى .

استذكر أبوعلاء  بعضا مما عاشه في هذه اللحظات حيث قال لمراسل دنيا الوطن " بعد حصار لمدة يومين داخل منزلي برفقة اسرتى ،  تم إخلاءنا بسيارات الإسعاف إلى أبراج العودة ، وتم ملاحقتنا وقصفنا في أبراج العودة ، وخرجت من منزلي بدون اخذ اى ملابس لي أو للأطفال ، حيث كان بيتي في الطابق الأول من البرج ".

واستقر ابوعلاء في منزل يعود لصاحبه في أبراج تل الهوا وسط مدينة غزة ، وجلس بأمان وسط صغاره إلا أن المنطقة لم تسلم من الصواريخ والاستهدافات الإسرائيلية لشقق داخل البرج نفسه ، ويبحث ألان عن خروج امن له من المنزل باحثا عن منزل ليستقر فيه بعد هدم بيته بشكل كامل .

وتابع أبو علاء لدنيا الوطن " توجهت خلال فترة التهدئة لمشاهدة منزلي ، فصدمني المشهد ولم احتمل حينما شاهدت منزلي كله مدمر وقد سقطت الطوابق الأربعة على منزلي وسقط منزلي على الحواصل التي تحمله ، وأصبحت البناية عبارة عن ركام لا يصلح منها اى شئ لأخذه ".

علامات الحسرة والألم لما وصل له حال أبو علاء كانت بادية على ملامح وجهه ، حديثه امتد طويلا أشعل سيجارته عدة مرات  يسحب منها ويخرج غضبا طويلا ينفثه في الهواء ، دمر منزله بشكل جزئي وعاد لغزة للنجارة بالأسرة ، فقصف منزله بشكل كلى ، وسيبدأ معاناة جديدة تمتد لعدة سنوات ليستقر بعدها في بيت جديد بعد هدم البناية بكاملها .

وأكد  أبو علاء النازح الفلسطيني ــ السوري أنه يعيش حياته ألان على المعلبات التي يشتريها مع المحلات الغذائية ويعيش معه ابنته وأبنائها الاثنين، وفي شهر رمضان كانوا يعتمدون وجبة الإفطار فقط دون السحور حتى يوفروا الطعام ليجدوه في اليوم التالي.

وتجلس بجانبه زوجته المسنة مريم حسن  آم علاء " 55 عاما " ، تفكر في حياتها التي قضتها في الفترة الأخيرة ما بين التنقل والتهجير والتشرد والدمار ، ثم قالت " منذ عدة سنوات نعيش التشرد ، وعندما قررنا النجاة بالأسرة والتوجه لغزة لاحقنا القصف والدمار لغزة  وها نحن نبحث عن منزل لنستقر بداخله لحين بناء منزلنا ، وقد نفكر بالعودة لسوريا إذا استمر الحال على ما هو عليه ألان " .

ولم تتوقف آلة الدمار الإسرائيلية حتى ألان ، فيما لم يصل  السياسيين لحلول نهائية لهذه الحرب ، وقد ارتفع عدد المنازل المدمرة في قطاع غزة إلى ما يقارب 10 ألاف منزل في كل مدن ومخيمات القطاع ، ويحتاج ذلك لأعمار يمتد لسنوات  ، حيث يحتاج إزالة الركام من الشوارع لعدة أشهر قبل بدء الأعمار .



التعليقات