تهدئة جديدة أم وقف نار !؟

تهدئة جديدة أم وقف نار !؟
كتب غازي مرتجى
تبدأ جولة المفاوضات غير المباشرة اليوم الأحد بين الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي برعاية مصرية . جولة التصعيد الإعلامي بين الجانبين بدأت مبكراً قبل بدء المفاوضات وأعلنت إسرائيل عبر مصدر سياسي في الكابينيت رفضه للمبادرة المصرية المعدلّة الأخيرة , فيما أعلنت حماس بشكل واضح رفضها ايضاً لآخر ما تم عرضه في القاهرة .

حماس على لسان متحدثيها تؤكد انها لن تتراجع عن مطلب الميناء والمطار , واسرائيل في المقابل تعلن تنكرها للحقوق الفلسطينية كالعادة وتبتز المفاوض الفلسطيني  ارخص ابتزاز .

إن ما تم عرضه مؤخراً من قبل "مصر" بتأجيل القضايا الحساسة والتي يحتاج التوافق عليها فترة من الزمن كان حلاً وسط لكسر التعنت الاسرائيلي من جهة وتخفيف  حدة الضغوطات على الوفد الفلسطيني من جهة أخرى .

في الساعات القادمة ان نشهد اتفاقاً فهذا يعني ان ضغوطاً شديدة مورست على إسرائيل عبر ولي أمرها -الولايات المتحدة- وقبلت رغما ً عنها بالمبادرة المصرية وربما أكثر من ذلك , لكن التوقعات كلها تصب في عكس ذلك .

الثابت الوحيد أن المواجهة العسكرية الكبرى انتهت الى غير رجعة وربما نتحدث عن عدم عودة المواجهة العسكرية في غزة لسنوات قادمة , اما التكتيك والتفاوض السياسي فيمكن ان يمر بمنعطفات كل دقيقة , وفي المفاوضات نشهد تغيرات غير متوقعة وكمثال واضح كانت كل التوقعات تشير الى فشل المباحثات الأخيرة ليلة انتهاء التهدئة الأخيرة بل ودعا الوفد الفلسطيني وسائل الاعلام لاعلان فشل الجهود الى ان توالت الاخبار  في نصف الساعة الأخيرة لتنقلب الأحداث رأسا على عقب وأصبح الحديث في آخر نصف ساعة عن تهدئة شاملة ووقف إطلاق نار نهائي وفق المبادرة المصرية بتدخل أمريكي مباشر .. اذًا في المفاوضات لا تجد شيء ثابت وكل شيء قابل للتغير والاختلاف في لحظة وضحاها .

خلال يومي المفاوضات سنشهد حالة "شد وجذب" شديدة وقد تشير التوقعات في منتصف المفاوضات الى قرب التوصل لاتفاق سرعان ما ينهار التفاؤل بسبب تدخل خارجي أو رأي واحد مخالف .

نحن أمام ساعات عصيبة , قد نشهد اتفاقاً لوقف النار وهذا نسبته 30 % فقط بحسب التصريحات والسلوك السياسي , وقد نشهد انهياراً للمفاوضات والبحث عن وسيط آخر وهذا نسبته 20 % وقد نشهد تمديداً للمفاوضات بتهدئة أطول واستمرارها بوساطة مصرية وبهدوء متبادل وهذا نسبته 50 % .

التعليقات