ستكون حماس امام مفاوضات مباشرة او تركيا .. السيناريوهات القادمة : ماذا لو فشلت مفاوضات القاهرة ؟

ستكون حماس امام مفاوضات مباشرة او تركيا .. السيناريوهات القادمة : ماذا لو فشلت مفاوضات القاهرة ؟
كتب غازي مرتجى
يبدو أن طرفي الصراع الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال اقتنعوا بعدم العودة الى حالة التصعيد السابقة فاسرائيل التي تلقّت ضربة قاسية وأصبح جيشها الذي لا يُقهر يُنعت بالجيش المهزوم لن تُقدم على اي حماقة جديدة باجتياح قطاع غزة ولا حتى المناطق الحدودية منه .. وحركة حماس التي دخلت المعركة ولم تكن تعلم أنّ اسرائيل ستتخلى عن كافة القوانين الدولية والذرائع الاخلاقية لتقتل في اقل يوم مائة فلسطيني كلهم من المدنيين وبذرائع واهية مختلقة لتبرير المجازر .. ودمرّت في البنية التحتية لقطاع غزة الكثير مما أعاد غزة سنوات طويلة الى الوراء .

حركة حماس خرجت من الحرب على الاقل بحوزتها جندي اسرائيلي لم نعرف ما ان كان قتيلاً أو لا يزال على قيد الحياة وجثة أخرى لم تعلن حماس مسؤوليتها عن أسرها في رفح ولا زالت احداثها غامضة , وضربت العمق الاسرائيلي وجرّ الجيش اذيال الهزيمة خارجاً من غزة دون ان يتقدم للعمق .

اما اسرائيل فكعادتها تبني مجد قوة الردع الخاصة بها على اشلاء الاطفال والنساء والمدنيين , هي ربما صنعت مجداً داخلياً , وحاولت ايصال رائحة البارود والموت لكل منزل في غزة لكنها لا تعلم ان قطاع غزة ليس لديه ما يخسره وقلنا سابقاً انّ السنوات السبع العجاف خلقت من المواطنين في القطاع طُلاّب موت لو لم يكن للحياة طعم .

في مقاوضات القاهرة تحاول اسرائيل اطالة أمد المفاوضات إلى القدر الأكبر , فتذرعت باجازة المسلمين واجازة اليهود لتستمر آلة الحرب بقصف غزة واستهداف المدنيين , ومن ثمّ وضعت العصي في الدواليب لكي يتم تمديد التهدئة كل ثلاثة ايام الى ان تضع الحرب اوزارها دون ان نشعر ودون ان تكون بقرار رسمي .

المفاوضون في القاهرة واعضاء الوفد الفلسطيني هناك يقاتلون على جبهة أصعب من جبهة قادة العسكر واشد ضراوة , وصدق اعضاء الوفد عندما تحدث غالبهم انهم يخوضون مفاوضات عميقة ومعقدة وصعبة .

باعتقادي ان مفاوضات القاهرة لن تثمر عن حل نهائي لوقف اطلاق النار -غدا الاربعاء- وسنكون امام ثلاث سيناريوهات :

* تمديد وقف اطلاق النار المؤقت لمدة جديدة وهذا الخيار متوقعاً في حال وافق الوفد الفلسطيني عليه رغم تصريحات اعضاء الوفد ان هذه هي الهدنة الأخيرة .. لكن لا يمكن اغفال هذا السيناريو مع استمرار الحوارات والمفاوضات غير المباشرة في القاهرة .

* انسحاب الوفد الفلسطيني من القاهرة بسبب التعنت الاسرائيلي مع ابقاء الباب موارباً وعدم اغلاقه بالكامل , فتقوم الفصائل الفلسطينية بالعودة لاطلاق الصواريخ من القطاع الى بلدات الجنوب الاسرائيلية دون ان يتسع مدى الصواريخ عن 40 كيلو متر .. وهنا سنكون امام رد اسرائيلي متوسط القوة واستمرار الرد ورد الفعل مع قنوات خلفية في القاهرة للتوصل الى وقف اطلاق نار نهائي -وليس محدود- مع استمرار اطلاق النار خلال تلك المفاوضات .

* انسحاب الوفد الفلسطيني مع اغلاق الباب نهائياً وهنا سنكون امام خيارات صعبة قد تبدأ حماس بضرب العمق الاسرائيلي وتعاود اسرائيل عدوانها على القطاع بقوة وعندها لن يكون امام الفصائل وحماس لاجل وقف اطلاق النار الا خيارين :

الاول : مفاوضات مباشرة بين حركة حماس واسرائيل كما تحدث بها رئيس تحرير الرسالة وهو من قيادات حركة حماس وفي حال اقدام حماس على هذه الخطوة ستخسر في مجالات معينة لكنها ستكسب اتفاقاً طويلاً مع اسرائيل قد يلبي جزء من شروطها .
الثاني : تدخل تركي قوي نظرا لعلاقات اردوغان المتميزة مع حماس واسرائيل وبامكان اردوغان جلب موافقة اسرائيلية بما يخص الميناء البحري نظرا لكون الميناء سيصل بقبرص التركية , وعندها يمكن ان نقول ان حركة حماس ستقدم بعض التنازلات في مقابل اتفاق نهائي بوساطة تركية يلبي لها شروط أكثر من المعروضة حالياً .

اما في حال توافقت الاطراف على وقف اطلاق نار نهائي يوم الاربعاء فهذا يعني بالتاكيد عودة الدور المصري بالقوة المطلوبة ويجب ان نعرّج هنا على حجم المساعدات المصرية التي وصلت لقطاع غزة ربما لم يتم تسليط الضوء عليها بالقدر الكافي فقد كان اسهام الجيش المصري بالمساعدات الطبية والغذائية لقطاع غزة اضعاف مساعدات الدول البترولية وهذا يعني انه ورغم الاختلاف القائم وتحشيد الاعلام المصري المضاد لغزة الا ان الجيش المصري لم ينجر الى سفاهات بعض الاعلاميين في مصر .

في حال تم وقف اطلاق النار واتفق الطرفين على ذلك فإن المعركة العسكرية تكون قد انتهت لكنها ستشكل 1 % فقط من المعركة التي ستلي اتفاق وقف اطلاق النار .

الشروط الاسرائيلية والتعنت الواضح بربط كل شيء بشروط تعجيزية قد يفجر الاتفاق في اي لحظة وليس معنى الوصول الى اتفاق وقف اطلاق نار انتهاء المعركة .. بل سيعني بدايتها من جديد بأدوات مختلفة وطرق جديدة .

التعليقات