الإعلام الفلسطيني سبيل من سبل نجاح المقاومة في العدوان الأخير على غزة

رام الله - دنيا الوطن-  هاشم أبورعيه
يبدو أن الجرائم  التي اقترفها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة, التي اقل ما يمكن القول عنها بأنها بشعة ومخالفة للإنسانية, جعلت الإعلام الفلسطيني وبعض القنوات العربية تلعب دوراً هاماً  وحاسماً في تضامن الرأي العام العربي والأجنبي مع الفلسطينيين, ونقل رواية الحرب الحقيقية إليهم على عكس الحروب الأربع السابقة على القطاع.

 نجح هذا الإعلام في جعل التصعيد الإسرائيلي يحتل أجندة وأوليات متابعة المشاهدين في أنحاء العالم، من خلال تتبعه لهذا العدوان لحظة بلحظة، وتسليط عدسات الكاميرات على ضحايا هذه الحرب؛ حتى تكون خير دليل على استهداف إسرائيل للمدنيين, وهذا ما دفع المجتمع الدولي إلى الحديث عن العدوان وإدانته, ومن بينها دولٌ معروفة بدعمها لإسرائيل سياسياً ودبلوماسياً كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وأستراليا.

 الإعلام الفلسطيني جسد معاني النجاح في هذه الحرب، برغم تستر وتضليل الإعلام الإسرائيلي الذي تكتم على ما وقع في صفوفه من خسائر مادية وبشرية من جهة، ومن جهة أخرى حاول الإعلام الإسرائيلي إقناع الغرب بأن حماس هي من تتحمل مسؤولية هذه الحرب وقتل المدنين الأطفال والشيوخ منهم, وهذه التغطية الناجحة تجعل من توثيق الاعتداءات الإنسانية أمرٌ مهمٌ في محاسبة كبار الجيش الإسرائيلي أمام الجنائيات الدولية من خلال الانضمام إلى اتفاقية روما الجنائية.

وبدوره أشاد  الإعلامي الفلسطيني والباحث في الشؤون الإعلام د. زعل أبو رقطي في حديث خاص بدور الإعلام الفلسطيني، الذي كان له دور إيجابي في تغطية مجريات الحرب، وتعرض المواطنين الغزيين للقتل والترهيب , كما وأشاد بالإعلاميين وأدائهم الرائع في ظل تعرضهم للخطر من أجل نقل الصورة الحقيقية لهذا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

أما في ما يتعلق ببث الصور المحظورة إنسانياً, شدد أبو رقطي على ضرورة بث هذه الصور من أجل أن تصل إلى الرأي العام العالمي, وتفضح أكاذيب وإدعاءات إسرائيل بأنها لا تستهدف المدنين وتقتصر عمليات القصف على استهداف الأنفاق ورجال المقاومة، وهذا كله تجسد في هبه جماهيرية فلسطينية عربية دولية في الدول العربية بالرغم من تخاذل حكامها؛ لوقف جرائم الاحتلال التي تمارسها القوات الإسرائيلية المدنين .

 

من جهته أكد مراسل فضائية معاً الإخبارية فراس طنينه أن استهداف الصحفيين والمصورين بحد ذاته جريمة إنسانية مخالفة لما نصت عليه اتفاقيات جنيف الأربع, وهذا خير دليل على أن الإعلام الفلسطيني له دور هام وحيوي في تأنيب الرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي إزاء ما تتعرض له غزة من جرائم إبادة.

 

وأضاف فراس أن الإعلام الفلسطيني كان له دور بارز في تحريك الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية والداخل نحو التحرك بقوة في وجهة الاحتلال .

 

وتابع فراس حديثة قائلا: "إن الإعلام الفلسطيني أثبت قوته أمام الإعلام الإسرائيلي بسب اعتماد الأخير على رواية الجيش الإسرائيلي, وبقائه مرتبطاً بالرقابة العسكرية الإسرائيلية, واعتماد القنوات الفضائية الإسرائيلية في بعض الأوقات على ما يبث على شاشات الفضائيات الفلسطينية، ويقوم بعرض الصور والفيديو الذي يبث عبر الفضائيات الفلسطينية، ولكنه ظل وفياً للرقابة العسكرية الإسرائيلية, كون الإعلام الإسرائيلي جزء أصيل من أدوات الاحتلال ولم يخرج من عباءة الاحتلال.

 

 وأشاد فراس بأداء قناة الميادين التي كانت فلسطينية أكثر من القنوات الفلسطينية نفسها، كما استحوذت على مساحة كبيرة جداً من متابعة الشعب الفلسطيني لتداعيات العدوان على غزة, من خلال بثها المباشر على مدار الساعة لكل ما يحدث وما يستجد من أحداثٍ لجرائم الاحتلال الإسرائيلي, وبهذا أكد فراس على أنها تفوقت على العديد من الفضائيات الفلسطينية ومن ضمنها تلفزيون فلسطين الحكومي الذي دخل المعركة متأخراً جداً.

 

وفي حديث خاص مع  عدنان أبو ظهير الإعلامي الفلسطيني في مدينة بوتسدام عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك , أكد على أن الإعلام الفلسطيني كان متميزاً جداً ورائعاً، وهذا ما دفع  الجميع للتضامن مع غزة وتمكين الوحدة الوطنية الفلسطينية، رغم رغبة إسرائيل بتعزيز الانقسام بين صفوف الشعب الفلسطيني في هذه الحرب ولكنها فشلت في تحقيق ذلك , وهذه الوحدة ظهرت بشكل  واضح جدا على شعب الفلسطيني في الضفة أو حتى حكومة الوفاق التي ذهبت إلى مصر للنظر في شروط التهدئة المصرية بالقاهرة .

 

وشجب  أبو ظهير دور الإعلام المصري, وأكد على أنه لا يختلف شيئا عن الإعلام الإسرائيلي, والإعلام المصري في الغالب الأعم كان يورد الأخبار وكأن ما يجري بغزة يحدث في مكان بعيد (هاواي), وليس على الحدود الشرقية لمصر وتناست مصر دورها الإقليمي والعربي اتجاه غزة وأهلها. وأكد على أن الإعلام المصري محامي الشيطان لجرائم الاحتلال, وحمل الإعلام المصري المقاومة مسؤولية كل ما حدث في القطاع من سكب للدماء والدمار الذي حل بالقطاع  وأدان الشعب الفلسطيني.

وأضاف أبو ظهير أن  الإعلام المصري ليس الوحيد من قصر بواجب التغطية ونقل جرائم الاحتلال في القطاع, بل إن القنوات الخليجية هي أيضا لم تقم بدورها كقناة عربية مهتمة بشأن الفلسطيني وما يدور بالقطاع.

 

التعليقات