هل هناك جندي إسرائيلي أسير ؟ .. سيناريوهات الأيام القادمة

هل هناك جندي إسرائيلي أسير ؟ .. سيناريوهات الأيام القادمة
كتب غازي مرتجى
وصلت الحرب الاسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة ذروتها اول امس بعد الاتفاق على تهدئة انسانية لمدة 72 ساعة مع احتمال تمديدها , وافقت الفصائل على التهدئة رغم انها لا تلبي رغباتها ومطالبها لتمكين المواطنين من اخذ قسط من الراحة بعد عدوان وعنجهية متواصلة لأكثر من ثلاثة اسابيع .

وكما في الأفلام التركية حيث يصل "المسلسل" إلى نهايته فيزودّه المخرج بحدث جديد يمكنّه من بناء أجزاء جديدة من ذات المسلسل لتدور العجلة بنفس الاتجاه , فوجئنا بمجزرة جماعية ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي في مدينة رفح أوقعت حتى اللحظة ما يزيد عن مائة شهيد جُلّهم من الأطفال والنساء والمسنين .

إسرائيل تزعم أنّها فقدت جندي اسرائيلي , والفصائل الفلسطينية لم تعلن حتى اللحظة مسؤوليتها على الرغم من اشارات صدرت من كتائب القسام انها نفذّت عملية عسكرية مسلحة في داخل كرم ابو سالم الساعة السادسة والنصف اي قبل بدء سريان التهدئة بساعة ونصف وتحدثت بعدها عن فقدانها الاتصال باحدى المجموعات التي اشتبكت مع قوات الاحتلال الاسرائيلي ورجحت استشهادهم مع امكانية مقتل الجندي الذي تزعم اسرائيل اختطافه في حال تمكنت هذه المجموعة من أسر الجندي بالفعل .

بيانا كتائب القسام حول عملية "أسر الجندي" زادت من حيرة الجيش الاسرائيلي رغم حديث المستوى السياسي في حركة حماس صراحة أنّ الحديث الاسرائيلي عن أسر جندي اسرائيلي هو لتبرير مجازر رفح فقط وللتنصل من اتفاق التهدئة الذي تم التوافق عليه بوساطة أممية وأمريكية .. والسيناريوهات الافتراضية في هذه الحالة :

* تمكنت المقاومة بالفعل من أسر جندي إسرائيلي لكن لأوضاع أمنية معينة يتم التمويه والقول الفصل في هذه الحالة بيان رسمي يصدر من أحد فصائل المقاومة الفلسطينية وغير ذلك لا يمكن الجزم بوجود جندي اسرائيلي أسير .

*أن يكون هذا الجندي قد قُتل فعلاً في الاشتباك الذي خاضته المقاومة داخل كرم ابو سالم وأوقع قتيلين اضافة الى الاسير الاسرائيلي -بحسب مزاعم الاحتلال- , وبعملية ذات طابع سياسي تم الاعلان عن اختفائه والبدء بتدمير المناطق الشرقية في رفح وارتكاب مجازر اسرائيلية هناك وبعد يومين يتم الاعلان عن تمكن الجيش الاسرائيلي من العثور على الجندي الاسرائيلي قتيلاً وسيعتبر الداخل الاسرائيلي هذا انجازاً للجيش المهزوم في غزة ويتم تسويقه للداخل مع انسحاب اسرائيلي احادي الجانب من غزة .

* ان يكون هناك عملية أسر بالفعل وبسبب الهمجية الاسرائيلية بالرد تكون احدى القذائف المدفعية او القصف الصاروخي قد اصاب المجموعة الآسرة ومعهم الجندي المخطوف في مكان اختبائهم وحينها نكون امام "رون آراد" جديد ولن تستطيع اسرائيل العثور على الجندي المخطوف وقد تتمكن الجهة الآسرة من الوصول لجثث المقاتلين والجندي معاً لكن بعد حين ..!؟

كافة السيناريوهات مفتوحة ومتوقعة , ولا شك لدي أو لدى أي شخص في العالم أن اسرائيل تحاول الحصول على انجاز يمكنها من تسويقه امام المجتمع الداخلي الاسرائيلي للحفاظ على ماء وجه نتنياهو حتى لا يسقط كما القذافي والحصول على "سقوط" مشرّف كسابقه أولمرت .

في كل حالة يمكّن توقّع سيناريوهات الساعات القادمة بمعرفة النهاية التي تخطط لها اسرائيل من جهة أو فصائل المقاومة من جهة أخرى .

في حالة تهدئة الـ 72 خطّط كيري لنهاية تحفظ ماء وجه نتنياهو لكنه يكون قد وجّه صفعة كبيرة له , وعلى الجانب الفلسطيني تبقى زمام المبادرة بيده فحيثما يتم تحقيق مطالب الفصائل تتوجه المقاومة وعكسه يعني عودة عمليات المقاومة , لكن نقض سيناريو "كيري" كان على الأرجح إسرائيلياً ما لم تظهر حقائق جديدة .

نتنياهو الآن يريد العودة إلى داخله بأقل الخسائر , واتوقع ان يكون قد قرر الكابينيت الاسرائيلي المصغّر العمل على اغتيال اي من قيادات المقاومة الفلسطينية -السياسية- والبدء بانسحاب احادي الجامب من مناطق شرق القطاع وشماله والابقاء على مسرح عمليات في رفح حيث مزاعم أسر الجندي الاسرائيلي .

القيادة السياسية مطالبة بالاستمرار بحالة الحذر والحيطة حتى لو اعلنت اسرائيل وقف عملياتها وعدوانها على غزة , وانسحاب اسرائيل احادي الجانب من المناطق الحدودية لا يعني انتهاء العدوان الاسرائيلي ورضوخ المقاومة الفلسطينية .

بعد انتهاء اسرائيل من انسحابها احادي الجانب سنكون امام مشهد جديد تكون فيه زمام المبادرة فلسطينية بحتة ولا اعتقد ان الفصائل في غزة ستسمح بعد كل هذا الألم والوجع بعودة "ريما إلى عادتها القديمة" والسماح لاسرائيل بالانسحاب احادياً دون ان تدفع ثمناً سياسياً لجرائمها عدا عن الثمن العسكري الذي دفعته باهظاُ فقط على تخوم قطاع غزة .

التعليقات