أطفال غزة يشربون المياه من " سيفون " الحمام

أطفال غزة يشربون المياه من " سيفون " الحمام
أطفال غزة يشربون المياه من " سيفون " الحمام

بقلم : د . سمير محمود قديح
باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية

لا يمكن لأحد أن يصدق ما يجري في قطاع غزة من حرب حقيقية دمرت البشر والشجر والحجر ، الطائرات الحربية الإسرائيلية تقصف بيوت المواطنين ليل نهار من الجو والزوارق تقصف من البحر والدبابات تطلق قذائفها ولا تستثني احد ، القتل بالمئات ، إبادة عائلات بأكملها وإعدام بالجملة ، يدخلون لمنازل المواطنين ويعدمون المرأة والطفل والشيخ ، وأحيانا يخرجون الشباب من المنزل ويبقى النساء ويقومون بإعدام الشباب وبشكل جماعي . أما الوضع الإنساني فهو يزداد خطورة يوما بعد يوم في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل لقطاع غزة حيث تغمر المياه القذرة الشوارع وتضاعفت الاسعار ثلاث مرات خلال أسبوع والطوابير بالمئات على المخابز ، بينما يخشى الأطباء إجراء عمليات لعدم توافر المخدر أو الكهرباء.
ويتملك الرعب والخوف أهالي غزة تحت نيران القصف الإسرائيلي المتواصل فيما ينقصهم كل شيء.

فالوضع الإنساني في قطاع غزة بات وضعا خطيرا ، المدارس ممتلئة بالاف المواطنين المشردين من الاطفال والنساء والشيوخ والذين تركوا بيوتهم من جراء القصف ومعظمهم دمرت بيوتهم منهم من نجا ومنهم من استشهد ومنهم من بقي تحت الركام لحتى الان ، فيما يعاني قطاع غزة من أزمة غذائية والمدارس والعيادات تعج بالمصابين، و"هناك ضربة جوية كل عشرين دقيقة في الغالب، وذلك يتكثف ليلا.
ولم تعد المنازل بمعظمها تملك مياها جارية سوى لساعة أو ساعتين كل خمسة أيام إن وجد " وقد أبلغتني إحدى النساء من حي الزيتون أن أطفالها شارفوا على الموت بسبب عدم وجود المياه فاضطرت لرفع غطاء سيفون الحمام واخذ المياه من داخله لكي يشرب أطفالها " والتيار الكهربائي بات أكثر ندرة إذ أن المحطة الوحيدة في غزة تم تدميرها . كما انه لم يعد هناك مواد غذائية في الأسواق، بالاضافة الى الارتفاع الكبير في اسعار الخضار.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي فان ثمانين بالمائة من السكان باتوا يعتمدون على الهبات والمساعدات للحصول على المواد الغذائية والأرقام تزداد كل يوم مع تفاقم نقص الدقيق والأرز والسكر والحليب والمعلبات واللحوم.
وللعلم أن كثيرين من الناس لا يأكلون كل يوم وان بعضهم يدفع حتى 25شيكل (ستة دولارات) للحصول على الرغيف.هذا إن حصل عليه بعد عناء ساعات طويلة أمام المخبز والذي يزدحم بالمئات في طوابير طويلة لا أخر لها .

كما أن المستشفيات الستة في غزة باتت عاجزة أمام تدفق المرضى والجرحى الذين امتلأت بهم حتى الممرات.
وفي مستشفى الشفاء المركز الرئيسي في مدينة غزة تنقطع الكهرباء عشرين ساعة على الأقل في اليوم. وتعمل المراكز الطبية بواسطة مولدات إضافية تصاب بأعطال كثيرة على غرار غيرها من المعدات الطبية خصوصا بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وأوضح طبيب في الشفاء طلب عدم ذكر اسمه "حتى وان وصلت أدوية إضافية في الأيام الأخيرة فلا يوجد ما يكفي من مادة التخدير".
وأخيرا وليس أخرا أقول إننا في قطاع غزة " ليس لدينا أي شيء، ونحن بحاجة لكل شيء". .

وبالاضافة الى تدمير اسرائيل لمحطة توليد الكهرباء في غزة، ومخازن الوقود الخاصة فيها، واستهداف خطوط الكهرباء التي تصل من مصر وإسرائيل وتغذي مناطق واسعة من مختلف مدن القطاع ، اشتكى المواطنين ايضا من تعطل خدمات الاتصال والإنترنت جراء استهداف قوات الاحتلال لمحطات الإرسال الخاصة بشركة جوال.

[email protected]

التعليقات