غزة نحن مقصرون

غزة نحن مقصرون
 بقلم الدكتور منذر الشريف 
غزة هي جزء من فلسطين، منها انطلقت الثورة وهي التي تواجه اليوم الموت، غزة تقاوم من اجلنا وهي اليوم تحاول ان تنتصر لكرامتنا.
 غزة ليست دولة شقبقة ولا هي بالدولة الصديقة، غزة هي رئتنا الثانية وجرحنا النازف وكرامتنا العصية على الذل والهوان. 
وما دامت غزة كذلك فلماذا نتركها تنزف وحدها، لماذا لا يؤلمنا جرحها ، لماذا لا نكون جزءا" من كرامتنا وعزتنا. 
لماذا لا ننتصر لما يقارب من مئتي طفل مئات النساء والشيوخ من المدنيين الذين قتلتهم الة الحرب العنصرية الصهيونية بكل دم بارد، لماذا لا نثور ونحن نسمع اهات وانات ما يقارب من عشرة الالاف جريح وقد يزيد.
 اين هي حكومة الاتفاق والتوافق، لماذا لا تعلن عن خطة طواريء واضحة للمشاركة على الاقل في تخفيف معاناة شعبنا وتوفير ما يحتاجه من غذاء ودواء وملبس، فغزة لا تريد زكاة من احد ولا صدقة، غزة تريد من الكل الفلسطيني ومن يمثله وقفة مسؤولة.
 فغزة لا تريد من رئيس وزرائها ان يزور بعض من قيّض لهم الله من جرحى غزة الوصول الى مستشفى النجاح الجامعي ويطمئن على صحتهم، غزة تريد منه ان يطمئن على كل غزة واهل غزة وان يطمئنهم.
 الم يصل الى مسامع دولته ان هناك ما يزيد على 72اسرة من عائلات غزية ابيدت عن بكرة ابيها ومنها عائلة النجار وعائلة التتر والاسطل وابوعامر ومعمر تريكه والبطش وعائلة بكر وكوارع والحاج وابوجراد وعياد والحلو وصيام وابوجامع والقائمة تطول، وعشرات اضعافهم فقدوا بيوتهم وكل ما يملكون.
 اين وزير الصحة الذي ذهب متأخرا" لغزة ووصل الى معبرها خالي الوفاض، متعللا" بانه جاء ليستطلع الاوضاع الصحية في القطاع مع انه من المفروض ان ياتيه عارفا" ومطلعا" وان يصلها محملا" بالادوية والمستلزمات الطبية ومصحوبا" بامهر الاطباء والطواقم الصحية، لهذا استقبلته غزة كما فعلت ( مع اعتراضنا على هذا الاسلوب في التعامل مع المسؤولين). اين هي نقابة الاطباء الا يستطيع من يمثل خمسة الالاف طبيب ان يسير قافلة من الاطباء المهرة الى غزة منذ اليوم الاول للعدوان الاسرائيلي الوحشي، بدل ان تعلن ان النقابة فتحت صندوقا" لجمع التبرعات ، وحتما" لا يزال هذا الصندوق خاويا" فغزة لا تحتاج لقرار ، غزة تحتاج لمن يلملم ويضمد جراحها ويخفف الامها، تحتاج لمن يكون معها لحظة الحدث. 
اين هم رجال الاعمال، اين هم من كانوا يسمون انفسهم برجال الاعمال المستقلين ليقدموا مجتمعين ما تحتاجه غزة على الاقل لمدة شهر من دواء وغذاء ام انهم امتهنوا فقط الظهور امام عدسات التلفاز وخلف ميكروفونات الاذاعات ويحتضنوا او يحضنوا المطربين واصحاب المواهب الفنية. سامحينا غزة، فلقد قصرنا بحقك وخذلناك ولم تجدي بيننا معتصما" او فاروقا" ينتصر لك او يلبي ندائك.

التعليقات