مركز حقوقي: الاحتلال يحاول عزل غزة

مركز حقوقي: الاحتلال يحاول عزل غزة
رام الله - دنيا الوطن
حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف فجر الخميس، من مساعي الاحتلال الإسرائيلي إيجاد غطاء لمجازره التي يرتكبها من خلال استهداف مرافق الحياة الحيوية التي تربط قطاع غزة بالعالم الخارجي.

وأشار المرصد في تقريره اليومي، إلى قصف الاحتلال العديد من المنشآت الحيوية في القطاع، أبرزها محطة الكهرباء الوحيدة بالإضافة إلى محولات أخرى ومضخات مياه، وأن إصلاح المحطة -التي توفر ثلثي حاجات القطاع للكهرباء- سيتطلب عاما كاملا.

ولفت إلى أنه نتيجة لما تعرضت له البنية التحتية لشبكة الاتصالات الأرضية والخلوية والانترنت من أضرار فادحة، أعلنت مجموعة الاتصالات الفلسطينية عن انقطاع جزء كبير من شبكة اتصالات الهاتف الثابت، وخدمة الانترنت، وشبكة جوال الخلوية، نتيجة تدمير محطة كهرباء غزة، ونفاد مخزون الوقود الذي يمد شبكاتها بالطاقة اللازمة للعمل.

ونوه المرصد إلى تعطل شبكة الاتصالات الخلوية " جوال" بنسبة 85% في قطاع غزة، ويتهدد الشبكة التوقف التام عن العمل خلال 72 ساعة كأقصى حد.

واستعرض المرصد ارتكاب الاحتلال الأربعاء بحق المدنيين ست مجازر أفظعها كان قصف مدرسة "أبو حسين" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" التي تأوي أكثر من 3300 لاجئ بمنطقة مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وأوضح المرصد أنّ هذه المجزرة سبقها وتلاها مجازر بحق عائلات الخليلي وأبو عامر وظهير والأسطل ما أسفر عن استشهاد 24 مصابا وعشرات والجرحى من أفراد تلك العائلات.

وبين المرصد أن آخر المجازر كانت أثناء "هدنة إنسانية" مدتها أربع ساعات أعلن عنها الجيش الإسرائيلي، بقصف سكان حي الشجاعية المتواجدون في محيط سوق البسط الشعبي بوابل من القذائف المدفعية ما أدي لاستشهاد 17 مواطنا بينهم صحفي ومسعفان تم استهدافهم مباشرة أثناء محاولتهم المساعدة في نقل الجرحى.

وأكد المرصد أن طاقما من الدفاع المدني وآخر صحفي تعرضا لقصف إسرائيلي أثناء محاولتهما الاقتراب من موقع المجزرة.

ونشر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إحصائية مبدئية لحصيلة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرا إلى استشهاد 143 مواطنا الأربعاء بينهم 37 طفلا، وثمانية عشر امرأة.

وذكر المرصد في هذا السياق أن القوات المسلحة الإسرائيلية صعّدت من استهدافها للمدنيين الفلسطينيين بالجملة في الأيام الأخيرة، ودون اتخاذ الاحتياطات الضرورية بما يجنبهم آثار الهجمات.

ونوه إلى أن هناك نحو 56 عائلة فلسطينية استُهدفت وقضى كل أو معظم أفرادها منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة، وبلغ عدد الضحايا جراء استهداف هذه العائلات قرابة 250 قتيلاً، وهو الأمر الذي اعتبره المرصد "يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان".

ونتيجة القصف العنيف الذي يتعرض له القطاع، والذي ازدادت حدته بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة بلغ عدد الجرحى لليوم الثالث والعشرين من الهجمة 645 جريحا تراوحت إصاباتهم بين متوسطة وطفيفة وخطيرة، بينهم 219 طفلا و 67 امرأةً، ليرتفع عدد الإصابات منذ بداية الهجوم الى 7615 جريحاً، منهم 2429 طفلاً و 1560 امرأة.

وشهد الأربعاء ارتفاعا كبيرا في عدد الهجمات التي نفذتها القوات الإسرائيلية مقارنة بغيره من أيام العدوان، فقد نفذ الجيش الإسرائيلي 10953 هجمة منها 659 هجمة صاروخية و 2329 قذيفة من سلاح البحرية، و 7965 قذيفة بالمدفعية.

ويرفع ذلك عدد الهجمات التي نفذها الجيش منذ بدء هجومه على غزة إلى 50765 هجمة، منها 6318 هجوم صاروخي، 13866 قذيفة من البحرية، 30581 قذيفة مدفعية.

وتواصل القوات الإسرائيلية المسلحة استهداف المنازل والمنشآت المدنية بوتيرة تزداد ارتفاعا مع تقدم أيام الهجوم، فقد ذكرت الإحصائية أنّه يوم الأربعاء دُمّر 635 منزلا، 86 منزلاً منها دمرت بشكل كامل، و 549 أخرى دمرت بشكل جزئي، وبذلك ترتفع حصيلة البيوت المهدمة منذ بدأ الهجمة إلى 8637 ، 1461 منها بشكل كلي و 7176 بشكل جزئي.

ولم تسلم دور العبادة حتى، فمع استمرار الهجمة تتعمد القوات الإسرائيلية تكرار استهدافها للمساجد، فقد تحدث المرصد عن استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية يوم الأربعاء لـ 11 مسجدا، دمر خمسة منها بشكل كامل، و 7 بشكل جزئي، ويرتفع بذلك عدد المساجد المستهدفة منذ بدء الهجوم إلى 93 مسجدا، دمرت 26 منها بشكل كلي.

بالإضافة الى قصف العيادات الخارجية لمشفى الشفاء ما تسبب بتدميره بشكل جزئي، وهو المشفى الرئيسي في القطاع ويستقبل معظم الضحايا، ليرتفع عدد المشافي المستهدفة منذ بداية العداون الى 16 مشفى.

ولم تسلم مرافق وكالة الغوث الدولية من الاستهداف الإسرائيلي، فقد قصفت فجر الأربعاء مدرسة تتبع للوكالة في مخيم جباليا، ليرتفع عدد المدارس المستهدفة بشكل مباشر إلى 6، والمنشآت التابعة للوكالة والمتضررة إلى 100.

كما استهدفت القوات الإسرائيلية منذ بدء الهجوم على غزة أكثر من 8 محطات مياه وصرف صحي تقدم خدماتها لما يزيد عن 700.000 مواطنا، وتعرضت 147 مدرسة للأضرار نتيجة الهجمة الإسرائيلية.

وتسببت الهجمة بخسائر كبيرة لحقت بمختلف مناحي القطاع الاقتصادي الذي كان يعاني أساسا نتيجة 8 سنوات من الحصار الخانق، فقد رصد المرصد تدمير 243 مصلحة تجارية وصناعية بشكل كامل ما تسبب بخسائر اقتصادية للفلسطينيين تقدر بـ 880 مليون دولار أمريكي، 640 دولار منها خسائر مباشرة والبقية خسائر غير مباشرة.

وأكد المرصد أنّه مع مواصلة قصف مدفعية الجيش الإسرائيلي للمناطق الحدودية بشكل عشوائي اضطر الآلاف للنزوح، فحتى مساء يوم الأربعاء يوجد في القطاع المحاصر أكثر من 214.500 مشرد، بعضهم شرد نتيجة قصف الطيران لبيوتهم ونسفها، ونزح نحو نصفهم إلى العشرات من مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين أونروا التي ليست بأكثر أمانا.

التعليقات