عدوان الاحتلال يدمر أغلب محطات اتصالات غزة

عدوان الاحتلال يدمر أغلب محطات اتصالات غزة
رام الله - دنيا الوطن
تواجه الاتصالات الخلوية في قطاع غزة مصاعب حادة بين التشويش والانقطاع مع تواصل الهجمات الإسرائيلية على القطاع الساحلي الضيق لليوم 23 على التوالي.

وأدت كثافة الغارات الجوية والقصف المدفعي التي يشنها الجيش الإسرائيلي إلى تضرر في عشرات المحطات الخاصة بإرسال الاتصالات الخلوية.

وبات إجراء اتصال من هاتف نقال في عشرات المناطق من قطاع غزة أمرا شبه مستحيل خصوصا في الأطراف الشرقية والجنوبية القريبة من السياج الفاصل.

ويزيد ذلك من عزلة وقلق سكان يتعرضون في تلك المناطق لهجمات إسرائيلية متتالية تترافق مع عمليات توغل برية لقوات الجيش الإسرائيلي.

وقال سكان إنهم يواجهون مصاعب حادة في التواصل خارج مناطق سكناهم بما في ذلك طلب النجدة من أطقم سيارات الإسعاف والدفاع المدني بسبب تشويش وانقطاع الاتصالات.

وتتضاعف أزمة انقطاع شبكات الاتصال الخلوي مع تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي وصل العجز فيها إلى أكثر من 80 في المائة بفعل تدمير غالبية خطوط تزويد الكهرباء في الغارات الإسرائيلية.

وقالت شركة الاتصالات الخلوية الوحيدة في غزة (جوال) قبل عدة أيام إن 126 محطة إرسال من أصل 500 توقفت عن العمل كليا بفعل تضررها من الهجمات الإسرائيلية المكثفة وانقطاع التيار الكهربائي.

وذكرت الشركة، أنه تم تدمير 11 محطة بالكامل بسبب القصف الإسرائيلي، فيما يوجد 8 في المائة من المحطات فقط تعمل على الكهرباء و44 في المائة تعمل على المولدات و40 في المائة على البطاريات، فيما 28 في المائة متوقفة عن العمل.

كما أن عشرات أخرى من محطات الإرسال تعرضت لأضرار متنوعة تؤثر على عملها وتؤدي إلى تشويش متكرر خلال إجراء الاتصالات.

وتواجه فرق الصيانة والطوارئ المكلفة بإصلاح الأعطال وتزويد المحطات بالوقود اللازم مخاطر هائلة بفعل كثافة الهجمات الإسرائيلية التي تقيد عملها.

ويهدد استمرار الأوضاع القائمة في غزة بتوقف كامل في محطات إرسال شبكات الاتصال الخلوية.

وقالت شركة (جوال) بهذا الصدد، إن المخزون المتبقي من الوقود لتشغيل المحطات إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي يكفي لاستمرارها في تقديم الخدمة لعدة أيام فقط.

وأكدت الشركة أنه "في حال نفاد الوقود في القطاع فإن ذلك سيؤدي إلى توقف محطات البث والتقوية عن العمل بشكل كامل وانقطاع الخدمة عن المشتركين".

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي شن عملية (الجرف الصامد) العسكرية منذ 23 يوما في قطاع غزة والتي قررت توسيعها قبل أسبوع بهجوم بري ما أدى لاستشهاد ما يزيد على 740 فلسطينيا وإصابة أكثر من 4 آلاف و600 آخرين بجروح.

وقوبل الاستهداف الإسرائيلي لشبكات شركات الاتصالات والانترنت في كافة مناطق قطاع غزة بتنديد شديد من وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات علام موسى.

واعتبر موسى أن هذا الاستهداف "محاولة لإسكات الصوت الفلسطيني من خلال ضرب شركات الاتصالات لتفقدهم حقهم في التواصل مع العالم الخارجي وإيصال معاناتهم".

وبحسب موسى، فإن الهجمات الإسرائيلية جعلت مناطق كاملة خارج الخدمة، فضلا عن تشويش على الخدمات المقدمة للمشتركين، وسط مخاطر تعطيل عشرات من المحطات الأخرى بما يهدد بشلل خدمات الاتصالات في القطاع بشكل كبير.

ورأى أن غارات الجيش الإسرائيلي جاءت نتيجة معرفته بأهمية الاتصالات في تبادل المعلومات وخاصة في مجال الإغاثة والاستغاثة وطلب النجدة من السكان.

وبحسب مسؤولين فلسطينيين، فإن إسرائيل تسيطر على 36 في المائة من الطيف الترددي في قطاع غزة.

ويقول مدير الإعلام في وزارة الاتصالات في غزة سمير حمتو، إن السيطرة الإسرائيلية تؤثر سلبا على عمل الاتصالات ومحطات البث الإذاعي والتشويش المتكرر على الأثير الخاص به.

ويشير حمتو، إلى أن الإذاعات المحلية واجهت منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة بشكل متكرر حملات تشويش على أثيرها بفعل السيطرة الإسرائيلية.

ويضيف أن التشويش الذي يطال الأثير الإذاعي يشمل نطاق الاتصالات الخلوية في قطاع غزة التي تعرضت هي الأخرى لانتكاسة واختراق في خدماتها بفعل السيطرة الإسرائيلية.

وعمد الجيش الإسرائيلي خلال هجومه المتواصل إلى بث آلاف الرسائل الصوتية لسكان قطاع غزة على هواتفهم الخلوية خصوصا في المناطق الحدودية لإنذارهم بإخلاء منازلهم.

وإلى جانب تعطل واستهداف محطات إرسال الاتصالات الخلوية، فإن تشويشا متكررا واجه عمل المحطات الإذاعية والتلفزة الأرضية والفضائية في قطاع غزة وقرصنة عدد من تردداتها واستخدامها لبث رسائل التهديد.

ويقول مدير إذاعة (صوت الأقصى) المحلية في غزة إبراهيم ضاهر، إن بث الإذاعة تعرض لسلسلة حملات تشويش واختراق متعمدة من الجيش الإسرائيلي خلال الهجوم المتواصل على القطاع كما في عمليات عسكرية سابقة.

ويوضح ضاهر، أن الغرض من الاختراق الإسرائيلي يتضمن عادة توجيه رسائل تحذير لسكان قطاع غزة لتهديدهم من أي تعامل مع الفصائل المسلحة والتعاون معه لكشف مناطق تخزين الأسلحة عبر رسائل تبث من خلال اختراق البث الإذاعي .

ويستغل جيش الاحتلال ضعف إشارة البث الإذاعي في قطاع غزة لاختراقها، ومن خلال سيطرته الحاصلة على التردد الطيفي الفلسطيني.

ويعتبر ضاهر، أن هذا الأسلوب يمثل "قرصنة سافرة وتغولا على التردد الخاص بالإذاعات الفلسطينية"، معتقدا أنه لا ينطلي عادة على السكان في غزة الذين يبادرون للاتصال على الإذاعات لتنبيهها من حصول الاختراق الإسرائيلي.

ولا تملك الإذاعات المحلية في غزة أي قدرة مضادة على مواجهة اختراق خارجي لبثها الذي ينطلق من أجهزة لا تتجاوز قوتها 5 كيلووات، علما أنها تحظى بنسبة المتابعة الأولى لوسائل الإعلام بالنسبة لسكان القطاع وفق دراسات استطلاع متعددة.

وأعلنت حكومة الوفاق تقديمها شكاوى عاجلة للاتحاد الدولي للاتصالات واتحاد البريد العالمي والمكتب الإقليمي العربي وطلب مساعدة مجلس وزراء الاتصالات العرب في تحريك الشكاوى المتصلة بالهجمات الإسرائيلية.

التعليقات