شعبنا الفلسطيني يستقبل أول أيام العيد بحمم الصواريخ والقذائف ورائحة الموت والدمار

شعبنا الفلسطيني يستقبل أول أيام العيد بحمم الصواريخ والقذائف ورائحة الموت والدمار
غزة- دنيا الوطن- عبدالهادي مسلم

 التكبيرات والصلاة ا في المساجد  ,زيارة بيوت الشهداء وتقديم واجب العزاء , زيارة المقابر والصراخ والعويل ,  زيارة الجرحى والمصابين والمعوقين والدعاء لهم بالشفاء  , تفقد المنازل المدمرة والبحت عن  الجثث  وما تبقى من مقتنيات ومتعلقات شخصية  ., معاناة  وترقب لعشرات الألاف من الأسر النازحة في مدارس الانروا والمشافي و المتنزهات وعند الاقارب والأصدقاء , والامل في العودة لمنازلهم التي تركوها تحت تهديد القصف والموت  .هذا هو حال شعبنا الفلسطيني في أول أيام عيد الفطر السعيد  

يحل هذا العيد وأطفال فقدوا أسرهم وذويهم و أمهات فقدت فلذات أكبادها   وزوجة فقدت زوجها  أو أصيب بجراح بليغة , والد فقد عددا من أنجاله , و أطفال ما زالوا يرقدون في المستشفيات ومنهم من بترت أجزاء من أجسادهم بفعل االصواريخ وتطاير الشطايا  التي أسقطتها قوات الاحتلال على رؤوسهم في ظل استمرار العدوان والذي استهدف فيها الأحتلال الشجر والحجر والبشر الأخضر واليابس.

ففي كل بقعة من أرضنا الحبيبة لا يخلو منها   الحزن والألم والحسرة , والمعاناة والقصص المأساوية التي أن استطعنا أن نقول أن كل فرد من أبنا شعبنا في هذا القطاع الحبيب لديه قصة منها  ,فرائحة الموت والدمار والخراب  والقصف والبيوت المدمرة والحجارة المتناثرة وقلع الأشجار تفوح في كل مكان  !!

ففي الأعوام السابقة وبالرغم من كثرة الجراح ومن وسط الحصار الذي امتد لأكثر من 8 سنوات كنت تشعر أن طقوس العيد موجودة خاصة لدى الاطفال الذين لا يفهمون من العيد غير اللعب ولبس الجديد والعيدية  لكن طقوس العيد في هذا العام  محزنة ومبكية ومؤلمة فلقد غابت كل معالم الفرحة والبهجة والسعادة  ليس فقط عن وجوه الأطفال بل حتى عن وجوه الرضع  الذين لا يعرفون شيئا  عن هذه الحياة !! 

الكثير من أبناء شعبنا قرروا إلغاء كل مظاهر الاحتفال بالعيد مقتصرين فقط  على زيارة بيوت الشهداء والجرحى والمصابين وتقديم المساعدات للأسر النازحة

بل تجاوز الأمر أبعد من ذلك من خلال قيام بعض المثقفين والكتاب والصحفيين على رفض  استقبال أي رسائل تهنئة بمناسبة العيد سواء عبر الجوال أو الفيس بوك  حيث  كتبوا  على صفحاتهم  بوستات  "برجاء عدم إرسال أي رسائل تهنئة لمناسبة العيد  "واكتفوا بنشر صور الشهداء والجرحى  والدعاء بأن ينصر الله المقاومة وأن يفرج الله الغمة والكربة  ويرحم الشهداء  ويشفي الجرحى ويعيد أهلنا وأحبابنا المشتتين إلى بيوتهم ويعوض خيراً ممن دمرت منازلهم وأمالكهم ومزروعاتهم ومصانعهم وورشهم !! 

المواطن عزام محمد قال وعلامات الحزن بادية على وجهه قائلا : " عن أي شيئ تتكلم عن العيد متسائلا :أي عيد وما زالت جثثت أحبائنا وشعبنا تحت الركام وفي أرض المعارك ؟؟ وأضاف :"لقد قتل الأحتلال فينا كل معالم الفرحة والأبتسامة بصواريخه  وطائراته وقصفه وقتله وتدميره رافعا يده إلى السماء بأن ينتقم الله من الأحتلال واعوانه  !!! 

ويشاركه الشاب محمد عبدالسلام قائلا : طلبت من زوجتي وأفراد أسرتي عدم لبس الملابس الجديدة وعمل الكعك والمعمول وشراء الحلوى والمكسرات وكل ما يتعلق بطقوس العيد وذلك حزنا على ما يجري لشعبنا من عميلة ذبح وقتل ومجازر  

وأوضح أن آلة الحرب الإسرائيلية  قضت على كل معالم البهجة في العيد حتى على الأطفال الذين من المفترض أن يلبسوا الجديد ويلعبوا ويفرحوا

أما المواطنة رغدة سمير فقالت بنوع من الحزن والمرارة أنها لأول مرة  لم أقم بصنع كعك العيد ولم أذهب لشراء الملابس الجديدة مثل باقي العالم وذلك تضامنا مع عائلات الشهداء والجرحى والمصابين والمشردين !!

التعليقات