صلاح اليوسف : نتمنى للبنان الشقيق ان يخرج من أزمته و يتعافى ليكون داعماً للقضة الفلسطينية

رام الله - دنيا الوطن
لا تغيب عن الفلسطينيين في شتاتهم المضني، وغيابهم المحزن المؤلم، وبعدهم القسري الجبري، صور أهلهم الصامدين، وشهدائهم الابطال الذين يسطرون اروع الملاحم البطولية في زمان السكوت العالمي ، وإن كان يبكيهم كثيراً صور الأطفال الشهداء، الذين هشم العدو بصواريخه وقذائفه جماجمهم، ومزق أجسادهم، وبعثر أحشاءهم، وثقب أجسامهم، ولم يرحم براءتهم، ولم تشفع عنده طفولتهم، فالفلسطينيون في بلاد اللجوء والشتات ، يقاسون ويعانون ، ويتعرضون إلى المعاملة القاسية نفسها التي يتعرض لها فلسطينيو الداخل، كثيرٌ منهم محرومٌ من العمل، وممنوعٌ من السفر، ولا يملكون الكثير من متاع الدنيا، ولا يستمتعون في الحياة كغيرهم، وكأنهم ليسوا بشراً، أو لا يحق لهم الانتساب إليهم، فتراهم يقفون على البوابات، وينتظرون على المعابر، ويمنعون من دخول المطارات، ويصطفون أمام السفارات، يبحثون عن عيشٍ كريم، وإيواءٍ عزيز، يقيهم ظلم القريب، وقسوة الأخ الشقيق. ولكن امن المخيمات خط احمر كي لا يعبث احد ويحمل اهله اثمانا غالية عن هذا الموضوع يحدثنا صلاح اليوسف عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية و عضو اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا...

1- ما هو دور القوة الأمنية في مخيم عين الحلوة ؟
بكل تأكيد دور القوة الأمنية في مخيم عين الحلوة في الدرجة الاولى حفظ أمن و استقرار المخيم و تسهيل حركة السير و تأمين الحركة للطلاب و أيضاً حركة الناس و لتخفيف من معاناتهم اليومية خاصة بالأحداث و لتأمين حاجاتهم و متطلباتهم المنزلية .

2- ما مدى نجاح الخطة الأمنية في عين الحلوة ، و هل سيتم تعميمها على المخيمات الفلسطينية الأخرى في لبنان ؟
-اعتقد أن نجاح هذه ألقوه يتوقف على القيادة السياسية و مدى التزاماتها في تأمين الأمور والمستلزمات الإدارية و المالية و اذا توفرت الإمكانيات يسهل الأمر و المسائل الأخرى تبقى تفصيلية و تعود الى قائد القوة الأمنية العميد خالد الشايب و مساعديه و أيضاً اللجنة المصغرة ، وخاصة وان القوة الامنية تحظى بغطاء شعبي و جماهيري و سياسي فلسطيني و أيضاً من الجهات الرسمية و الحزبية اللبنانية ، و هناك لجنة مصغرة خماسية تتابع أدق التفاصيل و ستكون الخطوة التالية هي في اتجاه المخيم المية و مية و قطعت هذه اللجنة شوطاً كبيرا لإنجاز قوة أمنية في المية و مية و لم يبقى الا القليل للإعلان عن هذه القوة و أيضاً هذه التجربة ستنتقل الى كل المخيمات في لبنان .

3- ما هي اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا و مع من يتم التنسيق فلسطينياً ؟
التنسيق يتم مع القيادة السياسية للفصائل الفلسطينية الموحدة بإعتبارها هي مرجعية هذه اللجنة و هناك تفاهم كبير مع الجميع .

4- ما مدى التنسيق مع الدولة اللبنانية بالموضوع الأمني و الاجتماعي و السياسي ؟
-نحن كفصائل فلسطينية منفتحون على كل الجهات الرسمية السياسية و الأمنية و الاجتماعية . أمنياً تم تشكيل لجنة رباعية لمتابعة كل القضايا الأمنية في كل التفاصيل .
اما بالنسبة للأوضاع الاجتماعية فنحن نواجه مشكلة كبيرة خاصة في موضوع الصحة و الحكومة اللبنانية لم تقدم شيء في موضوع الصحة و تقول لنا أنتم معنية بكم الانروا و للأسف الشديد الانروا قلصت خدماتها يوما بعد يوم .
و سياسيا الأمور تسير بالشكل الصحيح و كان لنا لقاء مع دولة الرئيس بري رئيس مجلس النواب اللبناني و أيضاً لقاء كفصائل فلسطينية موحدة و لأول مرة في مجلس النواب اللبناني لان فلسطين دائماً توحد فاجتمع 8 آذار و 14 آذار لدعم القضية الفلسطينية بهذه الوقفة التضامنية دعما لفلسطين و ضد العدوان على قطاع غزة.

5- ما هي الاستراتيجيةالفلسطينية لحماية المخيمات الفلسطينية من الفلتان الأمني بعد أضحى الاعلام يصفها بأنها بيئة حاضنة للإرهاب و بظل وجود أشخاص مرتبطين بالأفكار السلفية المتطرفة ؟
- بتاريخ 28/اذار/2014 أطلقنا مبادرة فلسطينية موحدة لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان و عدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية و أيضاً هناك توافق بين كل ألوان الطيف السياسي الوطني و الاسلامي على دعم هذه المبادرة و حمايتها و تنفيذ بنودها و بالفعل في 10 رمضان كان هناك إنجاز وطني كبير بتشكيل قوة أمنية في مخيم عين الحلوة و تعمل هذه القوة على ضبط الأمن في المخيم و عدم الانجرار وراء اي فتنة تحاك من اي طرف كان ان كان من جهة الإعلان اللبناني باتهام المخيم انه بيئة حاضنة للإرهاب و هذا غير صحيح بكل تأكيد او كان هناك شباب يحملون أفكار متطرفة .
هناك شباب المسلم يعملوا دائما على حفاظ على الأمن و استقرار الوضع الأمني في المخيم .
6- متى تبدأ اللجنة الفلسطينية اللبنانية عملها لمتابعة مواضيع مهمة كالمطلوبين للدولة اللبنانية و التخفيف من الحواجز الأمنية و البدء في حل مشاكل العمال للفلسطينيين في لبنان ؟
- نتمنى للبنان الشقيق ان يخرج من أزمته و يتعافى ليكون داعماً للقضية الفلسطينية كما عهدناه منذ زمن و عندها سنقوم في حل هذه المشاكل .
اما الحواجز أنا معك هناك مأساة عند الدخول و الخروج من المخيمات و خاصة مخيم عين الحلوة و الرشيدية و نهر البارد و المعاناة كبيرة يومياً يكاد الواحد لم يصدق ما يراه يوميا في هذه المخيمات ، و لكن الوضع الأمني بشكل عام في كل المدن و المناطق صعب جدا.
و حل مشاكل العمال هي تأتي ضمن مطالبنا من الدولة اللبنانية في إعطائنا الحقوق المدنية و الاجتماعية .

7- ما هي الخطوات المتبعة من الفصائل و المؤسسات الفلسطينية الحزبية و الحركية للنأي بنفسها عن المشاكل اللبنانية الداخلية التي تترك بصماتها على القضية الفلسطينية ؟
-عندما جاء الرئيس محمود عباس الى لبنان منذ اول زيارة له كان لنا لقاء معه و كل فصائل الفلسطينية و بحضور حركتي حماس و الجهاد و كان موقفاً واضحاً للجميع بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي و خاصة سوريا و لبنان فقط نتدخل في الأمور الإيجابية ، و نحن نكون مع اي بلد على مدى موقفهم و قربهم للقضية الفلسطينية .

8- بصفتكم عضوا في اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا في مخيمات لبنان ما هي خطط عملكم التي تنوون بلورتها في القريب العاجل لحماية المخيمات و مساعدتها ؟
-نعمل ليلاً نهارا الى جانب كل الفصائل الفلسطينية من اجل تأمين الحماية لمخيماتنا و لان هناك جهات متربصين شرا لهذه المخيمات و لكن نتيجة الحكماء و العقلاء و المبادرة الشعبية و مؤسسة السلم الأهلي و الحراك الشبابي في المخيمات و خاصة في مخيم عين الحلوة استطعنا ان نجنب مخيماتنا من اي فتنة و هناك توافق فلسطيني و لبناني على أمن و استقرار مخيماتنا .

9-ما رأيك في خطاب سيادة الرئيس ابو مازن الذي يقول فيه " لن ننسى و لن نغفر و لن نركع و لن ينعم احد باستقرار ما لم ينعم به أطفال غزة و فلسطين" ؟
من خلالكم اخ عصام نبعث بالتحية كل التحية الى المقاومة في فلسطين على هذا الصمود الرائع والأسطوري وخطاب الاخ الرئيس محمود عباس لاقى ارتياحاً كبيرا وسط أبناء الشعب الفلسطيني و العربي و الخطاب جاء بعد أقاويل و شائعات تهدف للتشرذم و الانقسام للوضع الداخلي الفلسطيني و لكن الاخ الرئيس ابو مازن خيّب أمال العدو الصهيوني و كان خطابه يعبر عن نبض الشارع الفلسطيني و هو داعما للمقاومة في فلسطين و ضد اي عدوان لأي بقعة على ارض فلسطين و دليل على ذلك قام الرئيس للتبرع بالدم من اجل أهلنا و شعبنا في فلسطين .

10- كيف ترون مخرج التهدئة في غزة ؟ و هل أنتم مع المبادرة المصرية و لماذا ؟
بالأمس كان اجتماع مصغر لحكومة العدو و رفض مقترح جون كيري وزير خارجية أميركا و أيضاً حماس رفضت المبادرة علماً تمّ وقف إطلاق النار لساعات فقط و العدو الصهيوني خرق هذه الهدنة علماً تجاوز عدد شهداء فلسطين ال 1100 و اكثر من 6000 جريح عدى عن هدم المنازل و المشردين و المقاومة اليوم بصمودها و مواجهتها العدو أعطته درسا لن ينسى أبداً .
نحن مع أي مبادرة ان كانت مصرية او غير مصرية تؤمن الحماية لشعبنا الفلسطيني و لحقن الدم الفلسطيني و تحقق شروط المقاومة . الى الآن لا يوجد اي مبادرات حقيقة و عملية على الارض اليوم يوجد مؤتمر في باريس للعمل على وقف العدوان و تقديم مقترحات و ننظر اليه غير فعال لان المقاومة غائبة عنه و مصر أيضاً .
في الختام نبعث بصرخة و رسالة ، صرخة الى المجتمع الدولي أوقفوا هذا العدوان عن الشعب الفلسطيني و اعملوا على تأمين حمايته ، و رسالة الى شعبنا الفلسطيني في الداخل اننا معكم و نحن سنكون سندا لكم في السراء والضراء في المخيم .