النحال يطالب بتشكيل لجنة تحقيق بدور الصليب الأحمر المتقاعس خلال العدوان المستمر على غزة

غزة - دنيا الوطن
طالب محمد النحال " أبو جودة " عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على دور موظفي الصليب الأحمر المتقاعس عن ممارسة دوره في حماية المدنيين وقت الحرب وأثناء العدوان الهمجي المتواصل على الأبرياء والمدنيين من أبناء شعبنا ، واستهداف الاحتلال بشكل واضح ومبرمج لطواقم الإسعاف والدفاع المدني والصحفيين؛ رغبة منه في طمس الحقيقية وإخفاء جرائمه لكسر إرادة المواطن الفلسطيني الذي أثبت تمسكه بحقوقه رغم آلة بطش الاحتلال الدموية.

وطالب النحال الأمم المتحدة القيام بواجبها والتدخل الجاد والفوري لوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ووقف شلال دمه النازف وتقديم قادة الاحتلال إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمتهم. كما دعا الأمتين العربية والإسلامية والمجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم إزاء هذا العدوان وعدم الاكتفاء بالشعارات والاستنكار.

وشدد " أبو جودة " في تصريح صحفي خاص لمراسل "الرواسي" أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يستسلم ولديه إرادة لصد العدوان الإسرائيلي المستمر على أبناء شعبنا الذي يهدف إلى تركيعه وكسر إرادته، مشدداً على تمسك أبناء شعبنا بوحدتنا الوطنية .

وقال النحال إن "الاحتلال أقدم على اقترافه جرائم حرب في قطاع غزة التي تعيش كارثة إنسانية وزلزال نفذه الاحتلال بسلاح الولايات المتحدة الأمريكية وصمت رهيب من المجتمع الدولي وازدواجية المعايير في التعاطي مع جرائم الاحتلال من قبل الأمم المتحدة " مضيفاً " هذا اليوم بعد العشرين من بدء عدوان الاحتلال وارتكابه للجرائم والمجازر على غزة والذي تم
 خلالها إجلاء أكثر من مائة وخمسون من جثامين الشهداء من تحت الأنقاض وبحمد الله تم انتشال العديد من الجرحى ظلوا أحياءً تحت الأنقاض لعدة أيام يروون مأساتهم التي اشوها تحت القصف ليكونوا شاهدين على جرائم الاحتلال."

 وأشار "أبو جودة " إلى أن "معالم الشوارع تغيرت، فيما بات المواطن يبحث عن بيته الذي أصبح "أثراً بعد عين" بعد أن كان له بيت، فرائحة الموت تنبعث من كل مكان وشلال الدم ما زال ينزف، وأسر بكاملها أبيدت ومسحت من السجل المدني".

 وأوضح النحال" بالنسبة للذين شردوا من منازلهم وبيوتهم فهم أكثر من مئتي ألف مواطن هجروا قسراً عن منازلهم لاجئين إلى
مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في محافظات غزة والتي باتت مكتظةً بشكل غير عادي، فالفصل الواحد يضم أكثر من ستين وسبعين فرداً وكذلك ساحات المستشفيات والحدائق العامة وتحت العمارات والبنايات حتى "بيوت الدرج"...

وأضاف "ذهب وفد من حركة فتح بغزة إلى مستشفى الشفاء، حيث شاهدنا وضعاً صحياً مأساوياً ، فلا يوجد أسرة كافية لعدد الجرحى الذين يرقدون على الأرض، وفي غرف العناية المركزة أيضاً الأسرة غير كافية والحالات الخطرة أعدادها كبيرة وهي بحاجة إلى رعاية ومتابعة في ظل إغلاق معبر رفح ، حيث لم يسمح لأكثر من ستين جريحاً حتى اللحظة بمغادرة قطاع غزة لتلقى العلاج".

ودعا النحال وزارة الصحة إلى ابتعاث كفاءات طبية إلى غزة لكثرة الإصابات والحالات الحرجة الموجودة في المستشفيات في ظل غياب البعثات الطبية التي وصلت على غرار الحرب الأولى عام 2008 – 2009 ، إذ حضر في تلك الفترة المستشفى الميداني الأردني واستمر يقدم خدماته للحالات المرضية، مثمناً دور  المملكة الأردنية الهاشمية ملكاً وشعباً ، وكذلك المستشفى المغربي الذي حضر أثناء فترة العدوان وقدم خدماته الصحية ومن ثم غادر بعد انتهاء مهامه وقمنا خلال إقامته بتقديم دروع الشكر والتقدير على ما بذلوه من جهد لمعالجة جرحى العدوان ، وغيرهم من الأطباء العرب الذين قدموا خلال فترة الحرب للمساعدة في معالجة جرحى العدوان ،لكننا اليوم نلحظ غياب واضح باستثناء المستشفى الإماراتي الذي خصص له مكان في
محافظة الوسطى بدير البلح والذي لم يباشر عمله بعد ..

وقال " أبو جودة ":"  اسرائيل التي تدعى الديمقراطية والتحضر، بنك أهدافها هو أجنة في بطون أمهاتهم وأطفال أبرياء ونساء وشيوخ،  مما أوقع العديد من الشهداء في صفوف
 المدنيين، حيث تجد عائلات شطبت من السجل المدني، لكننا نؤكد أنهم لم يسقطوا في السماء فهم الشهداء الأكرم منا جميعاً".

ووصف " أبو جودة " دور الصليب الأحمر بالسلبي ، وقال : "هذا الصليب الذي يعمل في الحروب وأثناء العدوان لحماية المدنيين ، تقاعس موظفيه عن القيام بدورهم تجاه هؤلاء المدنيين وتخلى عنهم حسب إفادات المواطنين،  من خلال إغلاق الجوالات وعدم الرد على الهواتف، حيث كان المواطنون يطلقون نداءات الاستغاثة حتى عبر الإذاعات المحلية موجهه للصليب الذي لم يخرج حتى ببيان إدانة، وكان هناك تقصير واضح .

وأضاف النحال:"  نطالب المندوب السامي للأمم المتحدة في غزة والذي مكتبه ليس ببعيد عن أماكن قصف المدنيين والذي لم يخرج حتى ببيان، بأن تكون مكالمات المواطنين مسجلة وتفعيل دور موظفيه وتخصيص أرقام هواتف وجوالات مفتوحة".

وتابع " أبو جودة " : " استغرب تدريس مادة حقوق الإنسان في مدارس الوكالة، هذا المساق يجب شطبه وإلغائه وعلى الوكالة إعادة النظر بمنهاجها،  فماذا يقول المعلمون لطلابهم؟ ، إن هذه القوانين مجرد شعارات وليس لها دور في حماية المدنيين، أو إنها تطبق على الاحتلال ولا تطبق على أبناء شعبنا، كيف ذلك؟ وكالة الغوث جزء من الأمم المتحدة ، متسائلاً :" هل وصل الجبن بموظفي الصليب الأحمر إلى هذا الحد للتغطية على جرائم الاحتلال. مضيفاً إذا كانت الأمم المتحدة لم تحترم القوانين وعلى لسان "بان كي مون" يمنح الغطاء للاحتلال ،وهو المعتدي ومنحه الحق في الدفاع عن نفسه، فلم يرتق دوره حتى لدور الوسيط كأنه موظف لدى الإدارة الأمريكية وليس قائم بأعمال
 الأمم المتحدة حول العالم" .

وأكد النحال على أهمية ودور حكومة الوفاق الوطني
وأن تقوم بدورها ومهامها لأنه ينتظرها الكثير من المهام ، وطالبها بتشكيل غرفة عمليات وانعقاد دائم لمجلس الوزراء، وألا يكون هناك خيم على أنقاض بيوت المواطنين الذين هدمت بيوتهم وهجروا منها قصراً ، وهنا يترتب على وزارة الإسكان والأشغال والشؤون الاجتماعية والوزارات المختصة العمل بشكل فوري لتوفير المسكن الكريم لهؤلاء المواطنين، وألا يقبعوا في الخيام في إعادة واضحة لمشهد التغريبة الفلسطينية وخيم وكالة من جديد ،هؤلاء أصحاب كرامة كان لهم بيوت ويجب إعادتها لهم وتوفير الحياة الكريمة لهم.

وقال " نحن موجودون في أرضنا ، متمسكون بحقوقنا وما تطلبه المقاومة هو ما يطلبه أبناء شعبنا الفلسطيني، أن يعيش بكرامة
وتحسين الحالة الاجتماعية وتغيير الواقع ورفع الحصار المفروض منذ سبع سنوات، والذي أدى لتراكم بطالة الخريجين والعمال ، حيث بات قطاع غزة لا يوجد به ما يبكى عليه الإنسان،  نحن أصحاب هذه الأرض ولن يبعدونا ولن يكسروا شوكة انتمائنا وصمودنا على هذه الأرض