بالصور: ضريح يهودي أصبحَ مزارا للشيعة في العراق

بالصور: ضريح يهودي أصبحَ مزارا للشيعة في العراق
رام الله - دنيا الوطن
عزرا وما ادراكم ما عزرا. يُعرف باسم عزرا أو بالعبرية "עזרא"، وهو أحد كبار الكهنة اليهود الذي وردت أخباره في "الكتاب المقدس لليهود"، ويقال حسب كتابهم بانه قادَّ مجموعة اليهود المنفيين من بابل الى القدس.

. اليهود الناطقين بالعربية هم بناة المبنى الحالي لضريح عزرا

يقول المؤرخ اليهودي يوسيفوس ان "عزرا مات ووري الثرى في القدس، ورغم ذلك ظهرَ في سنة 1050م ضريح زائف يحمل اسمه في العراق". ويضيف المؤرخ يوسيفوس بانه "يُعتقد ان قبور الانبياء ظهرت في القرون الوسطى من قبل بعض الناس تحت دعاوى بانه ينبعث منها ضوء سماوي!".

كما لاحظَ الرحالة اليهودي بنيامين توديلا (توفى سنة 1173م) ان هناك ضريحا في جنوب العراق يقال له بانه قبر عزرا، وكان يحتفل فيه مجموعة من اليهود الناطقين بالعربية. وقد سجل توديلا أثناء رحلته أنواعا مُختلفة من الطقوس الدينية التي كانت تقام في هذا القبر المزعوم.

اما الرحالة اليهودي الهارزي (توفى سنة 1225م)، فقد كتبَ خلال زيارته لضريح عزرا في سنة 1215م، بانه قبر وهمي يدعي البعض بانه يرى الضوء أعلى القبر خلال الظلام الدامس، وهو ما يطابق ما دونه المؤرخ يوسيفوس.

كما كتبَ كلوديوس جيمس، وهو مستشرق ورحالة وعالم اثار بريطاني شغل منصب المقيم البريطاني في العراق خلال الفترة 1808-1821م، بانه زارَ ضريحا في العراق خلال سنة 1820م يسمى قبر عزرا وانه شاهد فيه مجموعة من اليهود الناطقين بالعربية يطلق عليهم اسم "كوف يعقوب"، كانوا من بناة المبنى الحالي منذ اكثر من ثلاثين عاما.

اما السير ألفريد رولينسون، فقد كتب بانه شاهد الضريح في سنة 1918م، وهو يقع بين البصرة والمدائن، وكانَ فيه قابلات محليات يشرفن على ولادة النساء في الضريح على أمل الحصول على بركة من رفاة عزرا!

يرى المؤرخ جوستا دبليو آهلستروم ان التناقضات بين التقليد في الكتاب المقدس غير كافية للقول أن عزرا بوضعه المركزي هو (أبو اليهودية) في التقليد اليهودي، وأنه ابتكار أدبي ظهر بعد ذلك.

. قبر الكاهن عزرا ام العزيز

يقول الحاخام شالوم الياشيف لموقع أخبار اسرائيل ان الصور الرائعة هي لقبر عزرا في العمارة منذ الرحيل الجماعي لليهود، والموقع الان مزارا لدى الشيعة!

ويضيف الحاخام الياشيف بان المجتمع اليهودي الصغير دفع اموالا لاعادة ترميم الضريح، بينما يعتقد السكان المحليون ان عزرا وافته المنيه اثناء التجول عبر المنطقة في العمارة.

ضريح عزرا المزعوم لايزال موجود في هذه المنطقة ذات الغالبية الشيعية والمليئة بانصار مقتدى الصدر. وحسب موقع أخبار اسرائيل فان بشير زعلان، هو القيم حاليا على ضريح عزرا، قد ورث المهنة من والده الاعمى ويتحرك بعكازين، بينما عملَ انصار مقتدى الصدر على تعليق صورة والده محمد محمد صادق الصدر في الضريح الذي يبعد عن العاصمة بغداد بنحو 268 ميل.

ويختتم الحاخام الياشيف بالقول: "هم لا يعرفون من عزرا، وزعلان يقول بانه ظهر احد المقاولين في وقت سابق وقام بدفع الأموال لاعادة ترميم الضريح ويرجح بان هذا المقاول هو يهودي من جماعة اخرى. اذا كان الضريح قد نسي بعد قيام دولة اسرائيل سنة 1948م، عندما ترك معظم اليهود العراق، الا اننا لا يمكن ان ننسى تاريخنا وثقافتنا، فهو مثل غيره من الانبياء في الكتاب المقدس".

 لم ينظر العديد من العلماء المسلمين والأكاديميين الغربيين لعزير على أنه "عزرا". فقد لاحظوا ان أسم العزيز الوراد في سورة يوسف بالقران الكريم ليس هو المعادل في اللغة العربية لعزرا، أما عزرا في اللغة العربية فهو عزرا أو إزرا. أي ان عزرا والعزيز شخصيتان مختلفتان لا يُعرف عنهما الكثير كما انه لا يعرف بالضبط أماكن تنقلهم أو دفنهم:{أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}، الزمر:3.

  












 

التعليقات