عائلات سويدية تؤبن أطفال قطاع غزة على طريقتها

عائلات سويدية تؤبن أطفال قطاع غزة على طريقتها
كومبس - أوبسالا

 على أحد جسور نهر فيريس في وسط مدينة أوبسالا تجمهر عدد من السيدات من سكان المدينة في الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم الجمعة 25 تموز/يوليو وبدأوا ينفخوا البالونات البيضاء ويربطونها مع أحجار صغيرة من المرمر على درابزين الجسر. وبدأ ربط لوحة كرتونية عليها بعض الورود

وكتب على اللوحات" أطفال غزة، الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي مابين 7 تموز/يوليو وحتى ال21 منه". كما وتم نثر الورود على الرصيف وعلى درابزين النهر.اقتربت من سيدة عرفت عن نفسها، الِكسندرا إيسبليتا، وبأنها صاحبة الفكرة وأن لفيف من عائلات مدينة أوبسالا شاركوا معها وتقول:
لقد جمعنا أسماء 132 من الأطفال، يمثلون 45 عائلة، من الذين قتلوا في قطاع غزة على يد الجيش الإسرائيلي، وقد نشرت أسمائهم في صحيفة ديلي تلغراف.

واحضرنا لكل إسم منهم حجرا من المرمر وكتبنا عليه إسمه وسنوات عمره، ومن كان بعضهم ينتمي إلى عائلة ما فتم جمعهم مع بالون أبيض ليدلل على صفاء اراوحهم الطاهرة والبريئة. ومن بين هذه العائلات، البطش، وبكر، وأبو مسلّم، وجراد، وشحيبر. وأضافت إننا نقف هنا لنلفت نظر العالم لما يدور من جرائم ضد الإنسانية وبشكل مرعب ووحشي على يد الجيش الإسرائيلي الإرهابي الذي يتبع سياسة ممنهجة في إبادة جماعية ضد سكان غزة وفي مقدمتهم الأطفال. فجيش إسرائيل قد هدم البيوت على أصحابها وهدم المدارس التي تأوي الناس وقصف المشافي وألقى آلاف الأطنان من الحمم التقليدية والمحرمة دولياً على بقعة
صغيرة مكتظة بالسكان، بعد حصار عليها دام لسنوات عديدة.

في تمام الساعة السادسة نادت ألكسندرا جموع الحاضرين لتعلن؛ بأننا اليوم هنا لتأبين من سقط من أطفال غزة، ولنستنكر العدوان الإسرائيلي الغاشم، بإسمنا وبإسم أطفالنا كعائلات في المدينة. إننا نطالبكم بمقاطعة كل ماهو إسرائيلي ونطالب حكومتنا بمعاقبة إسرائيل على جرائمها، ونطالب إسرائيل بالتوقف الفوري عن المذابح ضد الشعب الفلسطيني بشكل عام وضد اطفال غزة بشكل خاص، حتى يتمكن أطفال غزة أن يعيشوا بأمان وسلام ويلعبوا ويدرسوا كما أطفالنا هنا.
ثم طلبت من الحضور بتطير البالونات التي تمثل ارواح الأطفال، لتطير إلى باريها، ولتبقى الأحجار معلقة لتكون شاهدا على إرهاب إسرائيل. ثم الوقوف دقيقة صمت مع مشاهدات صعود البولنات إلى السماء. كان مشهدا إنسانيا دمعت له العيون.

رشيد الحجة
صحافي وكاتب فلسطيني

التعليقات