حرب غزة وسقف المطالب

بقلم : عبدالله عيسى

قال السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير ان " اسرائيل تعلمت دروسا من حرب تموز اللبنانية عندما بدات بسقف عال من المطالب ثم وبعد فترة بدات تفاوض على وقف الحرب فقط اما في حرب تموز الفلسطينية فقد بدات اسرائيل بسقف متواضع من المطالب وهو وقف الصواريخ انطلاقا من غزة ثم بدات ترفع سقف المطالب تدريجيا ".

الحقيقة ان اسرائيل استخدمت نفس السياسة التي تحدث عنها زعيم حزب الله في حرب تموز الفلسطينية  فقد بدات بسقف متواضع من المطالب وهو وقف الصواريخ انطلاقا من غزة والان وصلت الى وضع شروط اهمها نزع سلاح المقاومة الفلسطينية بغزة .

اسرائيل تعلم ان هذا المطلب تعجيزي يخفي خلفه اهداف اخرى تنتظر بالتاكيد الضوء الاخضر الامريكي .

حرب تموز الفلسطينية قلبت الموازين في اسرائيل وقدرتها على الردع في تحديات كثيرة تحيط باسرائيل من دول عربية وقوى اخرى وبالتالي فان اسرائيل تسعى الان او غدا عاجلا ام اجلا الى القيام بمل عسكري وحشي يعيد للجيش الاسرائيلي اعتباره واعادة رسم الاسطورة والهالة حول هذا الجيش الذي هزمته المقاومة الفلسطينية بغزة .. وهذا العمل المتوقع قد يكون موجها ضد غزة او لبنان او سوريا .

وبالتالي فان طلب اسرائيل بنزع سلاح المقاومة بغزة يخفي وراءه ما يخفي عاجلا ام اجلا وهو طلب يتجاوز المناورات التفاوضية لوقف اطلاق النار والايام القادمة ستبين ان كان هذا الطلب تم تاجيله الى جولة اخرى ام ستحصل اسرائيل على الضوء الاخضر الامريكي .

تصريح اوباما الاخير حول حرب غزة يثير الهواجس عندما قال :" وقف اطلاق النار بغزة لايعني شيء ان لم يترافق مع نزح سلاح المقاومة الفلسطينية "!!!.

اعتقد ان هذا الموضوع سيؤجج الحرب اكثر والمسالة فقط ان التوجه سيتم الان وعاجلا وبالتالي وان توقفت الحرب الان فانها ستبقى حرب مفتوحة تشتعل في أي وقت في حال اقدمت اسرائيل على الدخول على خط نزع سلاح المقاومة ,