تناولوا وجبة السحور بعد قضاء ليلة القدر .. "عائلة أبو حسنين" : صاروخ شتّت عائلة بين شهيد وجريح ونازح

تناولوا وجبة السحور بعد قضاء ليلة القدر .. "عائلة أبو حسنين" : صاروخ شتّت عائلة بين شهيد وجريح ونازح
رفح – خاص دنيا الوطن – محمد جربوع
لا زالت غطرسة الاحتلال الإسرائيلي وهمجيته مستمرة، وليس غريبا عليه أن يستهدف منازل المدنيين ويدمرها على رؤوس ساكنيها ويرتكب المجازر والإبادة الجماعية بحق العائلات في قطاع غزة، ولكن ذلك أصبح عادة وبشكل شبه يومي، وليس آخرها عائلة أبو حسنين في مخيم الشابورة وسط محافظة رفح جنوبي قطاع غزة. 

تسحّر أفراد العائلة على سفرة واحدة عقب قيامهم ليلة السابع والعشرين من رمضان "ليلة القدر" وألقوا بأجسادهم الصائمة على الفراش لتأخذ قسطا من الراحة ولتغفل أعينهم قليلا، إلا أن صواريخ الطائرات الحربية الإسرائيلية باغتتهم لتشتت أجسادهم وتمزقها وتوقعهم بين قتيل وجريح. 

واستهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي من نوع أف 16بصاروخين منزل المواطن صلاح الدين أحمد أبو حسنين (45)عاما فجر يوم السابع والعشرين من رمضان، مما أدى إلى ارتقائه شهيدا برفقه طفليه عبد العزيز (15)عاما و هادي (12)عاما، وإصابة 14 آخرين من أفراد عائلته وجيرانه الذين تعرضت منازلهم للتدمير الجزئي جراء القصف.
 

زوجة الشهيد أم أحمد تقول لـ مراسل"دنيا الوطن" :"الحمد لله الذي رزقهم الشهادة في يوم فضيل وأسال الله أن يجمعني وإياهم في الفردوس الأعلى، ومهما تجبر الاحتلال وتغطرس لن يركعنا ولن ينال من عزيمتنا." 

وتضيف عنجهية الاحتلال في استهداف البيوت علي رؤوس ساكنيها دون سابق إنذار، جريمة لا بد من محاسبته عليها وإيقافه عند حدوده. 

بدموع المحبين وزغاريد المهنئين استقبلت أم أحمد زوجها وأبنائها في حيرة بين تقبيل جبين زوجها من كان سندها في الدنيا أم تلقى نظرة الوداع على أبنائها وتمسح رؤوسهم، فكلهم ذاهبون ولكن هذه المرة لا عودة فمستقرهم بالجنة . 

وتابعت والدموع تذرف علي وجنتيها :"سنواصل الطريق مهما كلفنا الأمر وسنعمل جاهدين من أجل دحر هدا المحتل الغاصب من أرضنا، مشيرة إلى أنها على استعداد تقديم نفسها وباقي أولادها فداء لله ولتراب فلسطين." 

ودعت أم أحمد المقاومة الفلسطينية الاستمرار في التصدي للاحتلال وضربه في عمقه لكي يعلم أننا لن نركع له، كما طالبتهم بالوصول إلى عمق الاحتلال وضربه في كل مكان وإيلامه، ردا على المجازر التي يرتكبها بحقنا وحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

أما نجله "أحمد" الذي نجى بأعجوبة من قصف المنزل وأصيب بجروح طفيفة في رأسه استقبل خبر استشهاد والده وشقيقيه صابرا محتسبا يردد عبارة الحمد لله رب العالمين، ربنا يجمعني وإياهم في الجنة. 

وقال وهو يتفقد منزله المدمر وفي عيناه نظرة حسرة وألم والذي لم يعد له أثر :"قبل دقائق اجتمعنا حول مائدة واحدة وتناولنا طعام السحور، والآن أصبحنا مشتتين بين شهيد وجريح ومشرد، هذه هي سياسة الاحتلال في ظل عدوانه المتواصل عي القطاع."

وأضاف لدنيا الوطن :"دماء والدي هي جزء من هذه الطريق طريق الجهاد والمقاومة وهو سبقني وإن شاء الله نلحق به شهداء، ما شاهدته هو منظر مخيف تقشعر له الابذان." 

ويتسأل ما ذنب إخوتي الأطفال من غدر صورايخ الاحتلال التي قطعته إربا، مشيرا إلى :"أن اليهود هم أهل للغدر فلابد من الجميع أن يحذر من غدرهم، موجها  رسالة إلى الدول العربية والإسلامية بأن يرحموا الأطفال والشباب والشيوخ من هذا العدوان الغاشم وان يسارعوا لإنهائه." 

وتقول وزارة الصحة إن عدد الشهداء والمصابين جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الحادي والعشرين تجاوز 1049 شهيدًا وأكثر من 6000 جريحًا حتى صباح يوم الأحد، جلهم من المدنيين خاصة من الأطفال والنساء.

وتسود حالة من الاستياء والاستنكار والغضب في صفوف سكان قطاع غزة، جراء القصف الهمجي الذي يطال عشرات المنازل السكنية في مختلف مدن قطاع غزة، والذي أدى لارتقاء عائلات بأكملها شهداء عدا الإصابات، وتشريد السكان من منازلهم.







التعليقات