التجمع يتظاهر ويدين جرائم "داعش" وإبادة الوجود المسيحي في العراق

رام الله - دنيا الوطن
شارك فرع التجمع الوطني الديمقراطي في الناصرة، مساء اليوم، في الوقفة الاحتجاجية ضد الجرائم التي يرتكبها "داعش" في العراق، وأصدر البيان التالي:

"يدين التجمع الوطني الديمقراطي المحاولات، التي تقوم بها أطراف طائفية عميلة لاستغلال جرائم "داعش" ضد مسيحيي العراق، لتمرير مخططات دنيئة وتسويق وهم الاحتماء بالمؤسسة الإسرائيلية، التي تقوم من طرفها باستثمار الأمر لضرب النسيج الاجتماعي والوطني لجماهير شعبنا في الداخل الفلسطيني وتأليبها على بعضها البعض تمشيًا مع سياسة فرق تسد الاستعمارية، والتي تستهدف إحكام السيطرة وتفتيتنا إلى طوائف متناثرة ومتنافرة، ونزع البعدين القومي والوطني عن هويتنا ووجودنا.

ويؤكد التجمع على ضرورة محاربة عملاء وأذرع إسرائيل، من الطائفيين، الذين يوهمون شعبهم بأن الحل والمنقذ يكمن فيمن يقتل شعبنا ويقصفه ويسيطر على أراضيه. إن الحفاظ على المسيحيين العرب، هو جزء من الحفاظ على شعبنا ووطننا، وهو يكمن في التمسك في وحدة هذا الشعب ووحدة تراب وطنه.

واستنادًا إلى تمسكه بالقيم الانسانية وبمشروعه القومي الديمقراطي، يدين التجمع جرائم التهجير وإبادة الوجود المسيحي في العراق ويعتبره استمرارًا للعدوان الأمريكي على العراق، وتدميرا للدولة العراقية ولنسيج اجتماعي عمره أكثر من ألف سنة، ولتاريخ حضاري عمره أكثر من 5 آلاف عاما، قبل أن يكون تهجيرا للمسيحيين. ويعتبر التجمع "داعش" و"القاعدة" والتنظيمات التكفيرية الارهابية المماثلة، أعداء النسيج الحضاري للأمة العربية، ولمستقبلها ولمفهوم الدولة والمواطنة.  

 لقد بدأت جريمة تدمير العراق، قبل جرائم داعش بعشرين سنة، مع دخول الاحتلال الأمريكي للعراق، ومنذ ذلك الحين كان التهجير القسري لسكان العراق من كل الطوائف سلاحاً أساسيا من أسلحة النزاع الدائر، وقد أدى لتهجير داخلي لأكثر من ستة ملايين عراقي منذ الاحتلال الأمريكي الرسمي للعراق عام 2003، ولأكثر من مليوني عراقي في الأشهر الستة الأخيرة، غالبيتهم من سكان مدن شمال وغرب وسط العراق، ولا يقتصرون على طائفة أو عرق محدد، أكثرهم من العراقيين السنّة الذين يشكلون ما نسبته 90%  من مجمل المهجرين، يليهم الشيعة ثم المسيحيون والتركمان والأكراد وأقليات أخرى. لكن مأساة ترك العرب المسيحيين لمنازلهم، تعود إلى كونها خطوة نهائية لاقتلاعهم من جذورهم نهائيًا من وطنهم، وقد تم تفريغهم من نينوى مركزهم الأكبر في العراق، وتعرضت كنائس وأديرة ورجال دين مسيحيون لحملاتٍ تعسفيةٍ منهجيةٍ، على يد جماعات أصولية مختلفة.  

من جهة أخرى، يحذر التجمع من خطورة استغلال الفظائع التي ترتكب ضد العرب المسيحيين، ضمن خطاب طائفي مقيت، هو استمرار لخطاب داعش والأصوليين أنفسهم، والوجه الآخر له. ويعتبر التجمع خطاب داعش والقاعدة خطرا على الأمة العربية ومستقبلها، تماما كما الخطاب الطائفي العميل، والذي بحجة حماة المسيحيين العرب يبرر دعم أعداء الأمة العربية من أمريكا وإسرائيل.       

ويرى التجمع الوطني الديمقراطي، كتيار قومي، أن الداعشية، التي نبتت ونمت في ظل الاستبداد والقمع وغياب الديمقراطية وقيمها، هي مفهوم وفكر أوسع من تنظيمها المؤسس، وأن الخطورة تكمن في الفكر الداعشي نفسه، المؤسس على تفتيت الأمة العربية، واحتقار حضارتها من جهة، واحتقار مفاهيم المواطنة ومكانة الفرد وحقوق الإنسان من جهة أخرى. ويؤكد التجمع أن الداعشية والطائفية والاستبداد، هم أعداء المشروع القومي، تماما كما الهيمنة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي، وأن محاربتها لا تتم سوى بتعزيز هويتنا القومية وتنظيماتنا ومؤسساتنا الوطنية.

التعليقات