شيخ الأقصى: "نرفض كلّ سلوكيات داعش الدموية"

شيخ الأقصى: "نرفض كلّ سلوكيات داعش الدموية"
القدس - دنيا الوطن
عقّب شيخ الأقصى، الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية، في لقاءٍ أجراه موقع "فلسطينيو48" معه حول أبرز الأحداث والتطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية والعالمية.

ففي تعقيبه على ما يجري في أرض غزة من عدوان إسرائيلي مستمر ومجازر تحصد أرواح المدنيين بلا هوادة، قال الشيخ رائد: "بداية نقول المجد والخلود لشهدائنا الأبرار في غزة العزة واللعنة على الاحتلال الإسرائيلي، إن غزة في هذه الأيام قد انتصرت على الاحتلال الإسرائيلي، وأكدت من بطلان من قالوا إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يقهر، ها هي غزة المحاصرة قد كسرتهم وهزمتهم وقهرتهم، وبهذا فإن غزة تجدد الدماء في الثوابت الفلسطينية وترد لها الحياة من جديد وتنفض عنها غبار اليأس والإحباط والتراجع والتخلف الذي كاد ان يعصف بالقضية الفلسطينية، غزة بهذا الموقف تقول نحن على أبواب قيام دولة فلسطين المستقلة، وتحرير المسجد الأقصى المبارك، ونحن على أبواب عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وبيوتهم ومقدساتهم التي أخرجوا منها، نحن على أبواب الحرية لكل أسرى الحرية، نحن على أبواب زوال الاحتلال الإسرائيلي، وزوال حلم المشروع "الصهيوني".

وحول منع المصلين من دخول المسجد الأقصى مساء أمس في ليلة 27 رمضان، مع العلم أنّها ليلة حاشدة وقد تشهد ليلة القدر، قال شيخ الأقصى: "هذا السلوك العدواني الوقح الذي قام به العدوان الإسرائيلي لم يسبقه به الا الصليبيون، هذا يعني أن المشروع "الصهيوني" هو امتداد للمشروع الصليبي، وسعيه هو امتداد لسعي المشروع الصليبي لإسقاط البعد الإسلامي العروبي الفلسطيني عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، وواضح جدًا ان الاحتلال الإسرائيلي حينما قام بذلك في ليلة القدر، فقد أعلن حربًا دينية على كل الأمة العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني في كلّ العالم".

وأضاف: "إن أخشى ما أخشاه أن يكون هذا الإعلان هو تمهيد خبيث نحو خطوة ستفشل إن شاء الله وسنعرف كيف نرد عليها ان شاء الله، ولكن هي خطوة خطيرة وكأن الاحتلال الاسرائيلي يحاول أن يصنع التمهيد لتقسيم المسجد الأقصى المبارك، طامعًا بطمع أسود لن يكون، وهو بناء هيكل باطل مكان قبة الصخرة بشكل محدد".

وحول الربيع العربي والتداعيات الأخيرة عليه، قال الشيخ رائد: "الربيع العربي في محنة شديدة، الكثير تآمروا على الربيع العربي وحاولوا أن يقتلوه في مهده كي لا يقف على قدميه، ولكن أنا أقول أن إرادة الشعوب التي صنعت الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والعراق سنتنصر لهذا الربيع العربي إن شاء الله وسيقف على قدميه، وسيكون ربيعًا عربيًا ليس لهذه الدول فقط، إنما لجميع دول العالم العربي، ولكل الأمة المسلمة وللشعب الفلسطيني بشكل خاص، وأنا قلتها ولا زلت أرددها، إن هذا الربيع العربي الذي بدأ في هذه الدول التي ذكرت أسماءها سيستمر حتى يصنع ربيعًا عربيًا في القدس والمسجد الأقصى المبارك بإذن الله. ولذلك رغم جراح هذا الربيع العربي، وبالذات ما يلقى الآن من تآمر شديد ومن ويلات ودماء في سوريا ومصر واليمن وليبيا والعراق، ولكنه سينتصر إن شاء الله رغم كلّ من يتآمر عليه من عرب وعجم، والمستقبل لهذا الحق إن شاء الله، حق الشعوب بتقرير مصيرها واختيارها رئيسها الشرعي واختيار حياتها واختيار نظام حياتها، وهذا ما سنراه قريبًا وهو المقدمة الضرورية كي تنصر الأمة المسلمة والعالم العربي قضية فلسطين".

أما عن إفرازات الربيع العربي من أحزاب وتنظيمات كان أبرزها تنظيم "الدولة في العراق والشام" أو بما يُعرف بـ "داعش"، علّق صلاح: "بداية نؤكد أننا نرفض كل سلوكيات التنظيم الذي يدعى داعش، هذا النظام الدموي الذي يعتمد على الاغتيالات، وتقوم على ظلم الأهل سواء كانوا في العراق أو في سوريا أو في أي مكان, وهذا ما وجدناه من قبل كثيرين من علماء المسلمين والحركات الإسلامية في العالم، التي رفضت سلوكيات هذا التنظيم الذي يسمى داعش، أقولها بشكل واضح جدًا، نحن ندعو على وحدة النسيج العربي في العالم العربي، في دائرة وحدة هذا النسيج العربي هناك المسلم وهناك المسيحي، هناك التعددات السياسية أو الدينية، ولذلك من منطلق قول الله تعالى: "لا إكراه في الدين"، نحن نعتبر أن المسيحيين في العراق على سبيل المثال هم جزء أصيل من نسيج المجتمع العراقي، وهم جزء أصيل من حاضر ومستقبل هذا المجتمع العراقي كما كانوا جزء من تاريخه".

واختتم كلامه: "نحن يوم أن ندعو للحفاظ على العراق، وعلى شرعية واستقلال وحرية العراق، وعلى إنقاذ العراق من المالكي وزبانيته، لا نرضى بأي حال من الأحوال أن يستثنى جزء هام من المجتمع العراقي وهم الأهل المسيحيون، لذلك هم جزء من هذا البيت الكبير الذي أسمه العراق، وهم جزء من هذه الأسرة الكبيرة التي اسمها الأسرة العراقية، نحن نؤكد كما أننا في داخل المجتمع الفلسطيني نحفظ هذا التلاحم بين شرائح مجتمعنا على تعدداتها الدينية ما بين مسلمين ومسيحيين، أيضًا نحن نؤكد أن هذا الموقف هو الذي يجب أن يكون حاكمًا في العراق، بالذات في الحال المتغير في العراق الذي نسأل الله أن يقود العراق إلى بر الأمن والأمان والسلم الإجتماعي والحرية المطلقة للشعب العراقي  بعيدا عن ظلم المالكي وغير المالكي وبعيدًا عن هذه السلوكيات المرفوضة التي تقوم بها داعش".

التعليقات