المالكي تجاهل تحذيرات واشنطن عن تقدم داعش نحو الموصل

المالكي تجاهل تحذيرات واشنطن عن تقدم داعش نحو الموصل
رام الله - دنيا الوطن
كشف مسؤولان أميركيان أن واشنطن حذرت رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته، نوري المالكي، مرارا من خطر تنظيم "داعش" قبل سيطرته على الموصل، إلا أنه لم يأخذ التحذير على محمل الجد، ما دفع واشنطن إلى تحميله مسؤولية توغل داعش في العراق.

وفيما كانت مئات السيارات المحملة بمقاتلي داعش وأسلحتهم تعبر الحدود من سوريا باتجاه الموصل في العراق مطلع يونيو، كان مسؤولون أميركيون يبعثون برسائل الواحدة تلو الأخرى إلى حكومة المالكي تحذرها من القادم، ولكن هذه التحذيرات المتكررة والطارئة لم تؤخذ على محمل الجد، فكانت النتيجة أن سيطر داعش بسرعة مفاجئة وخلال ساعات فقط على ثاني أكبر مدينة عراقية في العاشر من يونيو.

هذا ما كشف عنه مسؤولان أميركيان أمضيا أسابيع في العراق، رفعا بعدها تقييما عن الأزمة إلى الكونغرس، تقييم تضمن انتقادات لاذعة لحكومة المالكي التي حملها الرجلان مسؤولية تقدم داعش في العراق.

فالقيادات في بغداد، بحسب التقييم، لم تأخذ التحذيرات الأميركية على محمل الجد رغم أن داعش كان قد تقدم في الفلوجة والرمادي.

وكان رد حكومة المالكي على التحذيرات بأنه يمكن إرسال تعزيزات، ولكن الأمر قد يستغرق أكثر من أسبوع.

وخلال أسبوع كانت الموصل قد سقطت بأيدي داعش وسط انسحاب مذهل لقوات المالكي.

وأثار انسحاب قوات المالكي مفاجأة المسؤولين الأميركيين اللذين استنتجا أن مشكلة هذه القوات الأساسية لم تكن غياب القدرة الكافية على صد داعش، بل نقص الإرادة وخطط القتال.

التقرير استنتج أيضا أن استعادة بغداد للمناطق التي خسرتها لن تكون بالحلول العسكرية بل السياسية، عبر إعادة بناء الثقة مع السنة والأكراد.

استنتاج كانت توصلت إليه إدارة أوباما ورفضت تقديم دعم عسكري للمالكي طالب به، وطالبته عوضا عن ذلك بمد يده إلى الأطراف السنية والكردية المستاءة من سياساته، وهذه دعوات لم تلق آذانا صاغية من المالكي حتى الآن.

التعليقات