الشجاعية على خط النار

الشجاعية على خط النار
الشجاعية على خط النار
وجهة نظر
بقلم لواء ركن / عرابي كلوب

يقع حي الشجاعية بمحاذاة الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة شرق مدينة غزة الذي يشهد باستمرار مواجهات , حيث تقوم قوات العدو الإسرائيلي بعمليات ممنهجة وتدمير واسع النطاق لهذا الحي التاريخي بحثاً عن الأنفاق حسب إدعائها .
هذا الحي تعرض لدمار هائل وتخريب واسع النطاق للبنية التحتية وتجريف شوارع وتدمير منازل ومحال تجارية وإتلاف وتدمير شبكات المياه الصالحة للشرب حيث بدأت هذه المياه تختلط مع الصرف الصحي والتي تملأ المكان , أشلاء مبعثرة وقطع لحم بشري هنا وهناك في الشوارع وعلى الجدران , رؤوس مبتورة , وأعضاء بشرية والدماء تملأ المكان , وأشلاء أخرى يتصاعد منها الدخان , وغبار امتلأ به المكان , وفوضى عارمة حلت في المكان الذي امتلأ بالشهداء والجرحى .
إن عمليات القتل والتخريب والدمار التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي تشبه تلك الجرائم التي ارتكبتها الفاشية في الحرب العالمية الثانية .
هذه الجرائم التي ترتكب بحق أطفالنا ونساؤنا وشيوخنا إن دلت على شيء فإنما تدل على الهمجية والبربرية التي تنتهجها قوات الاحتلال في تدمير وتخريب ممتلكات المواطنين وهدم البنية التحتية وتدل على إجرامها ونواياها الخبيثة .
ويعتقد المشاهد لهذا الحدث أن زلزالاً ضرب المنطقة بقوة نظراً لحجم التدمير الهائل الذي أصاب كل شيء حيث لم يسلم منه الطيور ولا الأشجار , هذه المنطقة كأنها تعرضت إلى إعصار مدمر .
إن ما يجرى في مدننا ومخيماتنا في قطاع غزة المحاصر هو خطير جداً وعلى المجتمع الدولي التدخل العاجل لوقف هذه المجازر والجرائم التي ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني , إن ما يقوم به المحتل محاولة لفرض الاستسلام ورفع الراية البيضاء , هذه المحاولات لن تثني من عزيمة شعبنا على مواصلة صموده وتمسكه بحقوقه التي كفلتها له الشرعية الدولية .
حي الشجاعية نكبة جديدة حلت بالشعب الفلسطيني كنكبة عام 1948م حيث خلفت كارثة كبرى من جراء تهجير وتشريد عشرات الألاف من المواطنين وتدمير منازلهم إضافة إلى عشرات الشهداء ومنهم من بقى تحت الأنقاض ومئات من الجرحى .
إن تاريخ دولة الاحتلال الإسرائيلي مليء بالمجازر والجرائم الموثقة والغير موثقة منذ نشأت هذا الكيان العنصري في قلب الأمة العربية .
إن حكام إسرائيل السياسيين والعسكريين منهم مطالبون أن يتم التحقيق معهم في ارتكابهم هذه الجرائم ضد الإنسانية وعليه لابد من خضوع هذا الكيان إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبته على ما أقترفته قواته العسكرية بحق شعبنا الفلسطيني .
وهنا وأمام هذه الجرائم لم يَعُد وصف إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري مجرد دعاية بل أصبح واقعاً ملموساً, حيث ترتكب إسرائيل بذلك ثلاث جرائم معادية للنظام الدولي , إرهاب الدولة / الفصل العنصري / والاحتلال الأجنبي , هذه الجرائم يجب أن يعاقب عليها القانون الدولي .
لكل ما تقدم فإن العدوان الإسرائيلي سيتواصل على قطاع غزة كجزء من مجمل السياسات الإسرائيلية بارتكابها جرائم ضد الإنسانية وانتهاكها لحقوق الإنسان ضاربة بذلك عرض الحائط بكافة المواثيق والقوانين الدولية ومتجاهلة حقوق شعبنا الفلسطيني الوطنية والمشروعة , في التحرر والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

التعليقات