بيير كرينبول : العديد من القتلى والجرحى في مدرسة تابعة للأونروا في بيت حانون

رام الله - دنيا الوطن
لقد كانت مناظر القتل والدمار والمعاناة الإنسانية التي لا يمكن تصورها والتي شاهدناها اليوم في مدرستنا الابتدائية في بيت حانون مروعة جدا ولا يمكن احتمالها، وتقف الكلمات أمامها عاجزة عن التعبير بشكل ملائم عن السخط الذي يعتريني. ومثلما حدث مرات عديدة في هذا النزاع الذي ليس فيه أي شفقة، فإن المدنيين يدفعون الثمن الأكبر للتصعيد العسكري الحالي. وفي الوقت الذي أدين فيه بأقسى العبارات الممكنة هذا الهجوم القاسي وهذه الخسائر الكبيرة في الأرواح، فإنني أدعو لفتح تحقيق فوري للتأكد من أنه تم التوصل للظروف وتحديد المسؤوليات بشكل شامل لا يرقى للشك، وفي سياق تحقيق دولي إذا ما اقتضى الأمر ذلك.

ففي حوالي الساعة 14:55 من بعد ظهر هذا اليوم، وفي الوقت الذي اشتدت فيه العمليات العدائية، ضربت قذيفة متفجرة مدرسة بيت حانون الابتدائية المختلطة الأولى والرابعة، ما أدى إلى التسبب بوقوع قتلى وإصابات للعديد من الفلسطينيين النازحين الذين التجأوا داخل هذه المنشأة التابعة للأمم المتحدة. لقد كانت هذه المدرسة واحدة من الملاجئ المخصصة للطوارئ.

لقد كان الوضع الأمني في منطقة بيت حانون آخذ بالتدهور بشكل سريع، وخلال النهار كانت الأونروا تبذل محاولاتها من أجل التفاوض مع القوات الإسرائيلية بشأن الإعلان عن توقف للقتال لفسحة من الوقت يقوموا خلالها بضمان تنفيذ ممر آمن من أجل إعادة نقل العاملين والنازحين الذين يختارون الإخلاء لمواقع أكثر أمنا. ولكن لم يتم منح الاونروا هذه الفسحة من الوقت. وبالاضافة لذلك فقد تم إرسال الإحداثيات المتعلقة بذه المدرسة رسميا إلى إسرائيل في 12 مناسبة مختلفة، كانت آخرها في تمام الساعة 10:56 من صباح هذا اليوم.

لقد أتى أولئك الفلسطينيون النازحون، وكثير منهم من الأطفال والنساء، إلى هذه المدرسة بسبب اعتقادهم بأن منشأة تابعة للأمم المتحدة ستوفر لهم قدرا أكبر من مستويات الأمن والأمان بعد أن نزحوا من منازلهم نتيجة القتال الدائر حاليا. لقد كان هذا الاعتقاد مستندا إلى الالتزام القوي للمجتمع الدولي وعلى الواجب الملزم لأطراف النزاع بموجب أحكام القانون الدولي باحترام حرمة وقدسية منشآت الأمم المتحدة، ومستندا أيضا إلى السنوات العديدة التي بذلت فيها الوكالة أقصى جهودها من أجل توفير الحماية لهم.

وهذه هي المرة الرابعة خلال الأيام الأربعة الماضية التي تتعرض فيها مدرسة تابعة للأونروا لقذائف متفجرة. إن المأساة التي حدثت هذا اليوم تعد دليلا آخر على عدم سلامة أي شخص في غزة. ومرة أخرى، فإنني أدعو كافة أطراف هذا النزاع للاعتراف بقدسية وحيادية وحرمة المنشآت التابعة للأمم المتحدة واحترامها. وأدعو ايضا لوقف فوري لإطلاق النار ووضع نهاية لعمليات القتل والتشويه، ناهيك عن الدمار والصدمات التي سيعاني منها السكان طوال عقود.

التعليقات